(مكة) – جدة أكد الأمين العام للهيئة العالمية للكتاب والسنة برابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن علي بصفر، أن الدين الإسلامي الحنيف في عموم تشريعاته قائم على التيسير ونبذ الغلو والتشدد ،مبينًا أن الاعتدال في الشرع هو سعي إلى منهج الوسط من غير تفريط ولا إفراط ، فيدخل في حياة الناس الدينية والاجتماعية والاقتصادية بما يقربهم إلى حب الدين وعدم النفور منه. وتطرق الدكتور بصفر خلال حديثه في الندوة التي أقامها مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال ، بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة أمس عن “ثقافة الاعتدال في رمضان”، إلى عدد من الموضوعات التي تبين وسطية الإسلام ومنهجه المعتدل في قضايا الدين والحياة . وأضاف “أن أصل الدين في قاعدة “إن الدين يسر” ، وأن المبالغة في أمور الدين بما لم يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم توصل أصحابها للانتكاس ، حيث اختتم حديثه تعليقًا على قول الله تعالى في آيات الصيام (( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )) وهذا ما يدلل على الفوائد العلمية والطبية للصيام كما أثبتت الدراسات في كثير من دول العالم. من جانبه عدّ عميد معهد الدراسات التربوية بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور سعيد الأفندي الذي شارك بادارة هذه الندوة ” ، الصيام علاج لثورة الغرائز وإضعاف للنزاعات المادية والعدوانية والشهوانية ، وفي المقابل يقوي النزعات الخيرية والروحانية وحب التغيير” ، متسائلاً ” هل نحن معتدلون في عباداتنا وسلوكنا وعاداتنا واهتماماتنا بكل ما يختص بشهر رمضان الكريم ؟ وهل موائدنا ومصروفاتنا وأخلاقنا وتعاملاتنا في رمضان تعبر عن الاعتدال في كل ما يخص المجتمع في إطار الدين المعتدل. إلى ذلك شدد المتحدثين في الندوة ، الدكتور بصفر والدكتور الافندي على الدور البارز والجهوده الملموسة التي يقدمها مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال في تأصيل الاعتدال وتعزيزه من خلال المبادرات النوعية التي يقدمها للمجتمع حيث أصبح مرجعًا للاعتدال في بلادنا، مثمنين لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة على دعمه لبرامج المركز ومبادراته الفكرية الرائدة . وفي نهاية اللقاء الذي حضره أكاديميين ومثقفين ، فُتح النقاش الذي دار حول الاعتدال الرمضاني والتطرف والمبالغة في مختلف أشكال الحياة في رمضان .
مشاركة :