«خريطة طريق» أميركية -تركية لاحتواء الخلاف بشأن منبج

  • 6/5/2018
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

عواصم (وكالات) أقرت الولايات المتحدة وتركيا أمس، «خريطة طريق» لمدينة منبج الخاضعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» التي تهيمن عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية، في خطوة سعت إليها أنقرة منذ فترة طويلة، في خضم توترات في العلاقات بين البلدين بسبب السياسة الأوسع المتعلقة بسوريا وخاصة دعم واشنطن لحلفائها الأكراد المنضوين تحت مظلة القوات المعروفة بـ«قسد»، في الحرب ضد «داعش». وعقب لقاء وزيري خارجية البلدين مايك بومبيو ومولود جاويش أوغلو، أعلن الأخير أن من «غير المقبول» أن تدعم واشنطن المسلحين الأكراد بعد محادثات واشنطن، وستنسق بلاده مع الجانب الأميركي لتشكيل إدارة محلية في منبج، في إطار خريطة الطريق المتفق عليها، والتي ستطبق أيضاً في مناطق سورية أخرى. وتشعر تركيا باستياء من دعم الولايات المتحدة لوحدات الحماية الكردية في سوريا والتي تعتبرها منظمة «إرهابية» وهددت بنقل هجومها من عفرين إلى منبج، ما يهدد باحتمال حدوث مواجهة مع القوات الأميركية المتمركزة هناك. وأعلن البلدان في بيان مشترك أن وزيري خارجيتيهما ناقشاً أيضاً مستقبل التعاون بين بلديهما في سوريا والخطوات التي يتعين اتخاذها لضمان الاستقرار والأمن في منبج، دون أن يذكرا تفاصيل تتعلق بخريطة الطريق أو توقيتها. ولكن وكالة أنباء «الأناضول» التركية الرسمية، كشفت الأسبوع الماضي، أن البلدين توصلا إلى اتفاق فني بشأن خطة من 3 خطوات لانسحاب «وحدات حماية الشعب» الكردية في منبج، الأمر الذي نفته الخارجية الأميركية فيما بعد. وقال البيان إن الوزيرين اتفقا أيضاً على عقد مزيد من الاجتماعات لحل المشاكل الحالية بينهما «بروح الشراكة بين الحلفاء» في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، في إشارة إلى صفقة منظومة الدفاع الصاروخي «اس-400» مع روسيا، ومشتريات مقاتلات إف-35 من الولايات المتحدة. كما شدد البيان المشترك عقب مباحثات بومبيو وجاويش أوغلو، على تمسك واشنطن وأنقرة بتنفيذ جميع نقاط الخطة الجديدة. ميدانياً، أكد المرصد السوري الحقوقي أمس، أن «قسد» حققت تقدماً كبيراً في مواجهة «داعش» الإرهابي في إحدى آخر المناطق الصحراوية المتبقية بقبضة التنظيم المتشدد قرب الحدود مع العراق. وانتزعت «قسد» التي تضم فصائل عربية وكردية، السيطرة على كل المناطق الواقعة شرقي نهر الفرات تقريباً بدعم من القوات الجوية والخاصة التابعة للتحالف وذلك منذ بدء حملتها ضد «داعش» في 2015. بينما أفاد مصدر سوري معارض، بأن عناصر من التنظيم الإرهابي وصلوا إلى نهر الفرات من الجهة الغربية بعد هجوم خاطف استهدف مواقع للقوات النظامية السورية والعراقية والميليشيات الموالية لهما ليل الأحد-الاثنين. وقال مصدر في مجلس دير الزور المدني التابع للمعارضة السورية، إن مقاتلين «دواعش» شنوا هجوماً على الفصائل العراقية والإيرانية التي تسيطر على ريف دير الزور الشرقي، وسيطروا على بلدات الرمادي والبقعان والجلاء والحسرات على الضفة الغربية من نهر الفرات، وبذلك تصبح ضفتا النهر في تلك المنطقة تحت سيطرتهم. وأكد المصدر أن «هناك صعوبة كبيرة في استمرار التنظيم الإرهابي بالسيطرة على تلك المنطقة، التي تمتد لحوالي 25 كلم على ضفة نهر الفرات الغربية، أو ربط مناطق سيطرته في بادية البوكمال مع مناطق سيطرته شرق نهر الفرات وذلك لوجود القوات النظامية والمجموعات العراقية والإيرانية الموالية لها بتلك المنطقة». إلى ذلك، أفاد المرصد أيضاً، بوقوع انفجار أمس، استهدف سيارة عسكرية للتحالف الدولي، كانت تسير على الطريق من بلدة عين عيسى إلى قاعدة تتمركز فيها بعض قوات التحالف بمنطقة خاضعة لـ«قسد» بمحافظة الرقة شمال سوريا، ما أدى لمقتل شخص على الأقل، وإصابة آخرين جنسياتهم غير معروفة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «انفجرت عبوة ناسفة وُضعت على جانب الطريق أثناء مرور عربة عسكرية بين بلدة عين عيسى في شمال الرقة، وقاعدة اللواء 93 العسكرية التي يتواجد فيها جنود أميركيون وفرنسيون ومقاتلون أكراد». ولم يتمكن المرصد من تحديد جنسية العسكري القتيل، وما إذا كان من قوات التحالف أو من «قسد». وكانت القاعدة العسكرية المعنية تابعة لقوات النظام، قبل أن يسيطر عليها «داعش» الذي طردته ٍ«قسد» من المنطقة العام الماضي.

مشاركة :