خريطة طريق أميركية ـ تركية حول منبج

  • 5/27/2018
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

توصلت أنقرة وواشنطن إلى خارطة طريق بشأن مدينة منبج شمال سوريا التي يثير وجود عناصر من وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة أميركيا فيها توتراً بينهما، حيث تطالب تركيا بإخراجهم إلى شرق الفرات، في وقت طالبت الإدارة الكردية للمدينة بخروج جميع القوات الأجنبية من سوريا، وترك الفرصة لحل الأزمة السورية عبر الحوار.وقالت وزارة الخارجية التركية إن الاجتماع الثاني لمجموعة العمل التركية - الأميركية حول سوريا، الذي عقد في أنقرة أول من أمس، أفضى إلى وضع خريطة طريق للتعاون بهدف تحقيق الأمن والاستقرار في مدينة منبج، شمال شرقي محافظة حلب، شمال سوريا. وأضاف البيان، الذي صدر في ختام الاجتماع ليل الجمعة - السبت، أن الاجتماع ركَّز على بحث القضايا التي تخص سوريا، وأنه أسفر عن «رسم خطوط عريضة للتعاون من أجل تحقيق السلام والاستقرار والأمن في منبج». ولفت البيان إلى أن وزيري الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو والأميركي مايك بومبيو، سيلتقيان في 4 يونيو (حزيران) المقبل، بناء على التوصيات التي تمخضت عنها مجموعة العمل المشتركة.وتطالب تركيا، الولايات المتحدة، بإخراج وحدات حماية الشعب الكردية من منبج، ذات الغالبية العربية، وتسليمها إلى أصحابها الحقيقيين.وعقدت مجموعة العمل التركية - الأميركية المشتركة لمناقشة القضايا العالقة في سوريا جولة مشاورات جديدة في أنقرة، أول من أمس، هي الثانية بعد جولة سابقة عُقِدت في واشنطن يومي 8 و9 مارس (آذار) الماضي، بعد تشكيلها عقب زيارة وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون إلى تركيا في فبراير (شباط).وقال المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أكصوي إن وضع مدينة منبج جاء على رأس المواضيع، التي تم بحثها خلال الاجتماع الثاني للجنة في أنقرة، مشيراً إلى أن البيان النهائي حول وضع المدينة سيعلن عنه عقب لقاء وزيري الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو والأميركي مايك بومبيو في واشنطن في 4 يونيو المقبل. وسيلتقي جاويش أوغلو وبومبيو في واشنطن في 4 يونيو لبحث عدد من القضايا، في مقدمتها الملف السوري ووضع مدينة منبج، وهو اللقاء الذي كان مقرراً أن يُعقد خلال مايو (أيار) الدجاري، وتأجل بسبب تعارض جدول ارتباطات الوزيرين.وكان جاويش أوغلو أعلن، عقب لقاء نظيره الأميركي في بروكسل في 27 أبريل الماضي، على هامش اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (ناتو)، أنه أقرَّ مع نظيره الأميركي خريطة طريق بشأن منبج وأن التعاون بينهما في المدينة السورية سيكون نموذجاً لباقي المناطق التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وذراعه العسكرية (وحدات حماية الشعب الكردية) التي يثير وجود عناصرها في منبج توتراً بين أنقرة وواشنطن.وأشار إلى أن الاتفاق سينهي أحد ملفات التوتر بين البلدين وسيعزز تعاونهما في مناطق أخرى خاضعة لسيطرة الميليشيات الكردية، خصوصاً في شرق الفرات.وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمام اجتماع لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي، الخميس الماضي، إنه يعلق الآمال على الاجتماع مع نظيره التركي في المستقبل (لم يذكر موعده)، بخصوص حل المشكلات المتعلقة بشمال سوريا.في سياق متصل، نظمت «الإدارة المدنية الديمقراطية» لمنبج أمس وقفة احتجاجية ضد ما قالت إنه «ممارسات الاحتلال التركي» في اليوم العالمي لمناهضة «الغزو التركي على كردستان»، وذلك بعد ساعات من إعلان التوصل إلى اتفاق أميركي تركي حول المدينة.وأشارت الإدارة في بيان صدر خلال الوقفة إلى ما تعرضت له الأراضي السورية من قتل ودمار وتهجير خلال الحقبة الماضية وآخرها «الاحتلال التركي» لمدينة عفرين وتشريد أهاليها ونهب ممتلكاتهم وقتل المواطنين الأبرياء والتهديدات المستمرة من قبل الحكومة التركية، باجتياح منبج والشمال السوري بحجة محاربة الإرهاب، بينما هو من يقوم بتصدير الإرهاب عبر المنظمات الإرهابية كـ«داعش» وجبهة النصرة والفصائل المتطرفة والعمل على استمرار الأزمة السورية دون حلها مستغلاً بذلك الصمت الدولي وعجز الأمم المتحدة عن حل الأزمة السورية.وتجمع أبناء مدينة منبج وريفها في دوار السبع بحرات في مدينة منبج ونظموا الوقفة الاحتجاجية حاملين لافتات وصور قتلى وجرحى القصف التركي على عفرين.وشددت الإدارة المدينة الديمقراطية في منبج وريفها وباقي المقاطعات في الشمال السوري على ضرورة «إيجاد حل للأزمة السورية عبر الحوار السوري - السوري، ووقف نزف الدم السوري والحفاظ على ما تبقى من البنى التحتية لسوريا الموحدة، وذلك لا يتم إلا بخروج القوات الأجنبية المحتلة وعلى رأسها الاحتلال التركي لشمال غربي سوريا من إدلب مروراً بعفرين والباب وأعزاز وجرابلس وجميع المناطق السورية كي يتمكن الشعب السوري من حل مشكلاته عبر الحوار وليس القتل والدمار بعيدا عن أي تدخل بشؤونه الداخلية».

مشاركة :