يدخل المنتخب البرازيلي نهائيات مونديال روسيا 2018 وهو مرشح بقوة لإحراز اللقب السادس في تاريخه. وأوقعت القرعة البرازيل في مجموعة خامسة سهلة نسبياً، حيث ستلاقي سويسرا وصربيا وكوستاريكا في الدور الأول، وهي منتخبات أضعف نسبياً من راقصي السامبا. واستعاد أبطال العالم 5 مرات تألقهم منذ تولي أدرك أدينور ليوناردو باكي، المعروف بتيتي، الإدارة الفنية للمنتخب في يونيو (حزيران) 2016، ولن يواجهوا مشكلات كثيرة لتخطي الدور الأول قبل التحول إلى الجد والأدوار الاقصائية. كان التأهل لنهائيات مونديال 2018 شكليا بالنسبة للبرازيليين في التصفيات الأميركية الجنوبية، وسيخوضون غمار المنافسة بثقة كاملة، لكن بهاجس إحراز اللقب الذي استعصى عليهم منذ 2002، ومحو الخيبة المدوية في 2014 على أرضهم، عندما خسروا أمام ألمانيا 1 - 7 في نصف النهائي. وتمر المنتخبات الوطنية عادة بمراحل صعود وهبوط، وكانت السنوات الخمس الأخيرة هي المنحنى الأسوأ للفريق البرازيلي، فبعد أن فاز بكأس القارات 2013 بعد انتصار ساحق على منتخب إسبانيا الذي كان الأبرز عالمياً وقتها بنتيجة 3 - صفر في النهائي، مُني المنتخب البرازيلي بخسارة مذلة 7 - 1 بملعبه أمام ألمانيا في قبل نهائي كأس العالم وخرج مبكراً من كأس كوبا أميركا في 2015 و2016؛ مما زاد من صعوبة الموقف. لكن التطور الذي حدث للفريق منذ تعيين المدرب تيتي لافت للأنظار، حيث يدخل منتخب البرازيل مونديال روسيا وهو مرشح لتعزيز رقمه القياسي وإحراز اللقب للمرة السادسة. وعندما تولى تيتي مهمته خلفاً لكارلوس دونغا، كان المنتخب قد خاض مبارياته الثلاث الأولى في تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة للمونديال، وحقق فوزاً وتعادلاً وهزيمة؛ ما طرح تساؤلات حول قدرة المدرب الجديد البالغ 57 عاماً على قلب الأمور. وفي مقابلة أجراها مؤخراً مع شبكة «غلوبو تي في» البرازيلية، تطرق تيتي إلى الأيام القليلة التي تلت تعيينه خلفاً لدونغا قائلاً: «قلت لنفسي، كيف سيكون الوضع إذا لم تنجح في التأهل إلى مونديال روسيا 2018. زوجتي روز كانت تنظر لي بقلق وتقول لا يمكنني أن أتخيل ما يدور في ذهنك». وبفضل واقعيته نجح في غضون سبعة أشهر في انتشال الفريق من الهاوية وأعاد إليه روح الانتصارات، وقاده في نهاية المطاف إلى صدارة مجموعة أميركا الجنوبية بفارق كبير بلغ 10 نقاط عن الأوروغواي الثانية. ويتمتع تيتي بشخصية الأب في غرف الملابس؛ ما ساهم في اندمال الجرح المعنوي للاعبين شباب موهوبين عرفوا الكثير من النكسات. ويعود أغلب الفضل في نهضة الفريق للمدرب الداهية، الذي غرس العزيمة في الفريق بدا أنه فقدها تحت قيادة سلفه دونغا. واحتفظ تيتي بسبعة فقط من 23 لاعباً فشلوا أمام جماهير بلادهم قبل أربع سنوات، وهم نيمار، ومارسيلو، وداني الفيس، وفرناندينيو، وتياغو سيلفا، وويليان، وباولينيو. وتم تدعيم قلب الدفاع بالثنائي ماركينيوس وميراندا، لتستقبل البرازيل خمسة أهداف فقط في 19 مباراة. ويملك خط وسط البرازيل التوازن بين الصلابة والإبداع؛ إذ يعد كاسيميرو بمثابة العمود الفقري ويستطيع باولينيو اللعب في المركز رقم 8، بينما يقدم ريناتو أوغوستو بعض الابتكار. وفي الأمام يمتلك تيتي الكثير من الخيارات، ومن المرجح أن يكون نيمار وغابرييل خيسوس وفيليب كوتينيو ضمن التشكيلة الأساسية مع وجود الجناحين السريعين ويليان ودوجلاس كوستا بين البدلاء. وساعد هؤلاء اللاعبون البرازيل على أن تصبح أول دولة تتأهل لنهائيات روسيا برقم قياسي بلغ تسعة انتصارات متتالية، لكن ينبغي عليهم توخي الحذر والسيطرة على أي شعور بالسعادة ألغامرة. وتاريخياً، أدى منتخب البرازيل بشكل أفضل في بطولات كأس العالم عندما كان يدخل النهائيات وعلاقته متوترة بوسائل الإعلام والجماهير المحلية. وفي 1970 و1994 و2002 غادر منتخب البرازيل البلاد وسط شكوك كبيرة، لكنه رد على ذلك وأحرز لقب كأس العالم. لكن الوضع كان متناقضاً في 1982 و2006 واتجه المنتخب البرازيلي لأوروبا وهو يتوقع التتويج، لكنه عاد خاسراً. لكن هذه المرة سيسافر الفريق إلى روسيا وهو يصعب العثور على أي ثغرة بين لاعبيه الـ23 بالتشكيلة الرسمية للبرازيل والمدججة بنجوم من الطراز العالمي. لكن المجهول الأكبر يبقى الحالة البدنية لنيمار «روح» المنتخب. نجم الفريق نيمار عندما غاب نيمار عن منتخب بلاده في الدور قبل النهائي لمونديال 2014 تعرض الفريق البرازيلي لأسوأ هزيمة في تاريخه 1-7 أمام ألمانيا؛ لذا يأمل الجمهور العاشق لدرجة الجنون بلعبة كرة القدم أن يكون نجمهم الأبرز في كامل لياقته عندما يخوض مونديال روسيا. ولم يلعب نيمار (26 عاماً) منذ تعرضه إلى إصابة في مباراة فريقه سان جيرمان ضد مرسيليا في الدوري الفرنسي في 25 فبراير (شباط) اضطرته إلى الخضوع إلى عملية جراحية، لكنه عاود التدريبات قبل نحو أسبوعين في معسكر منتخب البرازيل استعدادا لكأس العالم. وأكد تيتي، المدير الفني لمنتخب البرازيل الذي دفع بنيمار في الشوط الثاني من اللقاء التدريبي ضد كرواتيا على ملعب «انفيلد» الخاص بنادي ليفربول أول من أمس، أن لاعبه الأبرز ما زال في مرحلة التعافي، لكنه سيكون جاهزاً مع موعد المونديال. وكانت إصابة نيمار ضربة قوية لسان جيرمان لأنها أبعدته عن المباراة المصيرية في إياب دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا والتي خسرها فريقه أمام ريال مدريد، كما أنها اصابت جماهير البرازيل بالقلق خشية أن تتكرر مأساة مونديال 2014. وكان نيمار تعرض إلى إصابة خطيرة في الظهر في ربع النهائي ضد كولومبيا ابعدته أشهرا عدة عن الملاعب، ولقيت البرازيل في نصف النهائي خسارة فادحة أمام ألمانيا 1 – 7، ثم خسرت 1-3 في مباراة المركز الثالث أمام هولندا. لكن نيمار اظهرت إشارات ايجابية ومنح جماهيره بلاده رسالة طمأنينة في اول ظهور له بالملاعب بعد غيابه 3 أشهر بتسجيله هدفا رائعا في مرمى كرواتيا (2-صفر) في المباراة الدولية الودية على ملعب أنفيلد رود في ليفربول اول من امس. وحول أهمية نيمار صرح تيتي: «نيمار لا يمكن تعويضه. بسبب مستواه وقدراته؛ ولأنه أحد أفضل ثلاثة لاعبين في العالم وهذه حقيقة». وتعهد نيمار ببذل مجهود أكبر مما بذله في أي وقت مضى لاستعادة مستواه وجاهزيته من أجل النهائيات في روسيا وسيأمل مشجعو المنتخب البرازيلي أن يأتي التزامه بثماره. وإذا لعب نيمار جيداً سيكون من الصعب التغلب على البرازيل. وسيكون تأثيره حاسماً إن أرادت البرازيل الارتقاء لمستوى التوقعات التي ترشحها لإحراز اللقب. التشكيلة المدير الفني: أدينور ليوناردو باكي (الشهير بتيتي) - حراسة المرمى: أليسون وإيدرسون وكآسيو - الدفاع: دانيلو وفاغنر ومارسيلو وفيليبي لويس وميراندا وماركينيوس وتياغو سيلفا وجيروميل. - الوسط: كاسيميرو وفرناندينيو وباولينيو وريناتو اغوستو وفريد وفيليبي كوتينيو وويليان. - الهجوم: نيمار وغابريال خيسوس وروبرتو فيرمينو ودوغلاس كوستا وتايسون.
مشاركة :