فيما تحظى البرازيل دائما بمكان ضمن المرشحين للفوز باللقب في بطولات كأس العالم، أثبت المنتخب البرازيلي لكرة القدم عمليا أنه سيكون ضمن المرشحين بقوة للمنافسة على لقب كأس العالم 2018 في روسيا بعدما اجتاز الفريق أزمته ومحنته التي حاصرته في السنوات القليلة الماضية. وأصبح المنتخب البرازيلي (راقصو السامبا) أول المتأهلين من التصفيات إلى نهائيات المونديال الروسي وذلك بعد تغلبه على منتخب باراغواي 3-صفر أمس الأول الثلثاء "صباح أمس الأربعاء (29 مارس/ آذار 2017) بتوقيت غرينتش" في ساو باولو. والفوز هو الثامن على التوالي للفريق في التصفيات منذ أن تولى المدرب تيتي منصب المدير الفني للفريق خلفا لمواطنه كارلوس دونغا في أعقاب الخروج المبكر والمهين للفريق من النسخة المئوية لبطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا 2016) بالولايات المتحدة. ومع عودة الكرة الجمالية التي يشتهر بها المنتخب البرازيلي، يحمل نيمار دا سيلفا قائد هجوم الفريق وعدد من اللاعبين مثل فيليب كوتينيو وجابرييل جيسوس آمال وأحلام البرازيليين حاليا في العودة من موسكو منتصف العام المقبل بالكأس السادسة للمنتخب البرازيلي في تاريخ مشاركاته ببطولات كأس العالم. وكانت الشهور الثمانية الماضية كفية لإخراج البرازيل "بلد كرة القدم" من حالة الحزن والكآبة التي سيطرت على هذا البلد منذ الهزيمة القاسية 1-7 للمنتخب البرازيلي أمام نظيره الألماني في المربع الذهبي لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل والتي أقبها نتائج سيئة للفريق في بطولتي كوبا أميركا 2015 و2016. والنقاط التالية توضح العناصر الأساسية وراء هذا التحول الهائل في مسيرة المنتخب البرازيلي: - تيتي... الأداة العظيمة وراء هذا النجاح: في البرازيل، يبدو واضحا للجميع أن السر الرئيسي وراء نجاح المنتخب البرازيلي في الآونة الأخيرة هو مدرب الفريق أدينورليوناردو باتشي (تيتي) والذي أصبح رجل الساعة في كرة القدم البرازيلية. وعلى رغم الإمكانات المتوسطة للفريق، قاد تيتي فريق كورينثيانز للفوز ببعض الألقاب منها لقبي كأس ليبرتادوريس وكأس العالم للأندية في 2012. وظل تيتي لفترة طويلة مرشحا لقيادة المنتخب البرازيلي، ويرى البعض أن افتقاد الرؤية لدى مسؤولي الاتحاد البرازيلي للعبة كان سببا في تأخر توليه مسئولية الفريق. ونظرا لكونه من المدافعين عن كرة القدم الهجومية والحديثة، عمد تيتي (55 عاما) إلى تغيير شكل أداء المنتخب البرازيلي الذي اعتمد بقيادة دونجا على الأسلوب الدفاعي والحرس القديم للفريق. - الدور الجديد لنيمار: نضج النجم البرازيلي الشهير نيمار مهاجم برشلونة الإسباني وأصبح سعيدا بدوره الجديد مع منتخب بلاده. وقبل مباراة باراغواي، استعاد نيمار دوره في الفريق وعاد لحمل شارة قائد المنتخب البرازيلي في هذه المباراة أمام باراغواي بعدما تخلى عنها في أعقاب الفوز مع منتخب بلاده بالميدالية الذهبية لمسابقة كرة القدم رجال في دورة الألعاب الأولمبية الماضية (ريو دي جانيرو 2016) نظرا للانتقادات العديدة التي وجهت إليه. والآن، يسطع نيمار على أرض الملعب ويؤثر في زملائه ويشكل شراكة رائعة ومتنامية مع فيليب كوتينيو لاعب وسط ليفربول الإنجليزي والذي يعلمه جيدا منذ أن كانا في منتخب الشباب. كما عاد نيمار للتحدث إلى الصحافة البرازيلية بعدما قاطعها لفترة طويلة منذ العام الماضي. كما أظهر اللاعب روح الدعابة في تصريحاته حتى عندما تحدث عن الكدمات التي تعرض لها من لاعبي باراجواي. وقال نيمار مبتسما: "قالوا إنها الطريقة الوحيدة لإيقافي، هل هذا صحيح؟ الآن، سأعود لمنزلي حتى تعتني بي صديقتي". - أجواء العمل بالفريق: تسمم الإخفاقات بيئة وأجواء العمل بشكل كبير كما نال دونغا الانتقادات دائما لأسلوبه الفظ في إدارة الفريق وهو الشيء الذي يبدو على النقيض تماما في الوقت الحالي مع وجود تيتي. وقال أحد المعلقين: "دونغا صاحب سطوة وتيتي معلم" مشيدا بالأجواء الحالية في المنتخب البرازيلي. وقال نيمار: "تيتي شخص عظيم... يستحق كل المساندة من الجماهير واللاعبين ومسئولي الاتحاد البرازيلي للعبة وطاقم العمل". ويشيد جميع لاعبي المنتخب البرازيلي بمعاملة تيتي صاحب الصوت الهادئ ويعتبرونه رجلا نبيلا. كما يبدو أن تيتي يكشف في كل مؤتمر صحافي له عن درس في التواضع والاحترام. - "الكرة الجمالية" الجديدة: لم يعيد تيتي المنتخب البرازيلي إلى هويته الكروية السابقة ولكنه عمل على تحديث الكرة الهجومية التقليدية للفريق لتصبح بمثابة "الكرة الجمالية" الجديدة للفريق في القرن الحادي والعشرين بقيادة نيمار وجابرييل جيسوس إذ ظهر الأداء الجذاب واللمسات الرائعة والسرعة إضافة للأداء الدفاعي الصلد. وبعد سطوع الفريق في المباريات التي خاضها بالتصفيات تحت قيادة تيتي، قدم المنتخب البرازيلي أوراق اعتماده كمرشح قوي للمنافسة على لقب المونديال الروسي.
مشاركة :