السامبا تقدم أوراق اعتمادها كمرشح قوي للقب المونديال المقبلنجح المدرب أدينورليوناردو باتشي “تيتي” في إعادة الروح إلى المنتخب البرازيلي ومساعدته على اجتياز أزمته التي حاصرته في السنوات القليلة الماضية. وأثبت “راقصو السامبا” عمليا أنهم سيكونون ضمن المرشحين بقوة للمنافسة على لقب كأس العالم 2018 في روسيا.العرب [نُشر في 2017/03/31، العدد: 10588، ص(22)] أياد أمينة ريو دي جانيرو - أثبت المنتخب البرازيلي لكرة القدم عمليا أنه سيكون ضمن المرشحين بقوة للمنافسة على لقب كأس العالم 2018 في روسيا بعدما اجتاز الفريق أزمته الأخيرة. وبات “راقصو السامبا” أول المتأهلين من التصفيات لنهائيات المونديال الروسي وذلك بعد التغلب على منتخب باراغواي (3-0) في ساو باولو. وهو الفوز الثامن على التوالي للفريق في التصفيات منذ أن تولى المدرب تيتي منصب المدير الفني للفريق خلفا لمواطنه كارلوس دونغا في أعقاب الخروج المبكر والمهين للفريق من النسخة المئوية لبطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا 2016) بالولايات المتحدة. ومع عودة الكرة الجميلة التي يشتهر بها منتخب البرازيل، يحمل نيمار دا سيلفا قائد هجوم الفريق وعدد من اللاعبين مثل فيليب كوتينيو وغابرييل جيسوس آمال وأحلام البرازيليين حاليا بالعودة من موسكو في منتصف العام المقبل بالكأس السادسة للمنتخب البرازيلي في تاريخ مشاركاته ضمن بطولات كأس العالم. وكانت الأشهر الثمانية الماضية كافية لإخراج البرازيل “بلد كرة القدم” من حالة الحزن والكآبة التي سيطرت على هذا البلد منذ الهزيمة القاسية (1-7) للمنتخب البرازيلي أمام نظيره الألماني في المربع الذهبي لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، والتي أعقبتها نتائج سيئة للفريق في بطولتي كوبا أميركا 2015 و2016. والنقاط التالية توضح العناصر الأساسية وراء هذا التحول الهائل في مسيرة المنتخب البرازيلي : في البرازيل، يبدو واضحا للجميع أن السر الرئيسي وراء نجاح المنتخب البرازيلي في الآونة الأخيرة هو مدرب الفريق أدينورليوناردو باتشي (تيتي) والذي أصبح رجل الساعة في كرة القدم البرازيلية. ورغم الإمكانيات المتوسطة للفريق، قاد تيتي فريق كورينثيانز إلى الفوز ببعض الألقاب منها لقبا كأس ليبرتادوريس وكأس العالم للأندية في 2012. وظل تيتي لفترة طويلة مرشحا لقيادة المنتخب البرازيلي، ويرى البعض أن افتقاد الرؤية لدى مسؤولي الاتحاد البرازيلي للعبة كان سببا في تأخر توليه مسؤولية الفريق. ونظرا إلى كونه من المدافعين عن كرة القدم الهجومية والحديثة، عمد تيتي (55 عاما) إلى تغيير شكل أداء المنتخب البرازيلي الذي اعتمد بقيادة دونغا على الأسلوب الدفاعي والحرس القديم للفريق.تيتي لم يعد المنتخب البرازيلي إلى هويته الكروية السابقة فحسب، بل عمل أيضا على تحديث الكرة الهجومية التقليدية للفريق من ناحية ثانية فلقد نضج النجم البرازيلي الشهير نيمار مهاجم برشلونة الإسباني وأصبح سعيدا بدوره الجديد مع منتخب بلاده. وقبل مباراة باراغواي، استعاد نيمار دوره في الفريق وعاد إلى حمل شارة قيادة المنتخب البرازيلي في هذه المباراة أمام الباراغواي بعدما تخلى عنها في أعقاب الفوز مع منتخب بلاده بالميدالية الذهبية لمسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية الماضية (ريو دي جانيرو 2016) نظرا إلى الانتقادات العديدة التي وجهت إليه. والآن، يسطع نيمار على أرض الملعب ويؤثر في زملائه ويشكل شراكة رائعة ومتنامية مع فيليب كوتينيو لاعب وسط ليفربول الإنكليزي والذي يعرفه جيدا منذ أن كانا في منتخب الشباب. كما عاد نيمار إلى التحدث للصحافة البرازيلية بعدما قاطعها لفترة طويلة منذ العام الماضي. كما أظهر اللاعب روح الدعابة في تصريحاته حتى عندما تحدث عن الكدمات التي تعرض لها من لاعبي الباراغواي. وقال نيمار مبتسما “قالوا إنها الطريقة الوحيدة لإيقافي، هل هذا صحيح؟ الآن، سأعود إلى منزلي حتى تعتني بي صديقتي”. وكانت إخفاقات الفريق السابقة قد سممت بيئة وأجواء العمل بشكل كبير كما نال دونغا الانتقادات دائما بسبب أسلوبه الفظ في إدارة الفريق وهو الشيء الذي يبدو على النقيض تماما في الوقت الحالي مع وجود تيتي. وقال أحد المعلقين “دونغا صاحب سطوة وتيتي معلم” مشيدا بالأجواء الحالية في المنتخب البرازيلي. وقال نيمار “تيتي شخص عظيم… يستحق كل المساندة من الجماهير واللاعبين ومسؤولي الاتحاد البرازيلي للعبة وطاقم العمل”. ويشيد جميع لاعبي المنتخب البرازيلي بمعاملة تيتي صاحب الصوت الهادئ ويعتبرونه رجلا نبيلا. كما يبدو أن تيتي يحاول الكشف في كل مؤتمر صحافي له عن درس في التواضع والاحترام. ولم يعد تيتي المنتخب البرازيلي إلى هويته الكروية السابقة فحسب، بل عمل أيضا على تحديث الكرة الهجومية التقليدية للفريق لتصبح بمثابة “الكرة الجمالية” الجديدة للفريق في القرن الحادي والعشرين بقيادة نيمار وغابرييل جيسوس حيث ظهر الأداء الجذاب واللمسات الرائعة والسرعة إضافة إلى الأداء الدفاعي الصلد. وبعد سطوع الفريق في المباريات التي خاضها في التصفيات تحت قيادة تيتي، قدم المنتخب البرازيلي أوراق اعتماده كمرشح قوي للمنافسة على لقب المونديال الروسي.
مشاركة :