أزمة حركة نداء تونس تمتد إلى فروعه في المدن

  • 6/5/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تونس - جاءت مواقف عدد من الفروع المحلية لحركة نداء تونس بالجهات مخالفة تماما لما ورد في مخرجات اجتماع المنسقين المحليين للحزب السبت، إذ أكدت قيادات محلية من نداء تونس أنها تساند رئيس الحكومة يوسف الشاهد وتطالب باستمراره في منصبه فيما احتجّ آخرون على ما ورد في بيان المنسقين المحليين معتبرين أنّ ما تضمنه لا يمثلهم. ونظم فرع نداء تونس بالقصرين الواقعة وسط غربي تونس، مساء الأحد، وقفة مساندة ليوسف الشاهد مطالبين باستمراره على رأس الحكومة وهو ما اعتبروه “انتصارا للدولة وضمانة لتحقيق برامجها”. وشارك في الوقفة نشطاء من المجتمع المدني وسياسيون. وأكد المشاركون في الوقفة رفضهم للتغيير الكامل للحكومة، وهو موقف يعارض تماما مخرجات اجتماع سابق لمنسقي (قياديون محليون) نداء تونس المحليين تم عقده السبت وأكد على تمسكهم بإقالة الحكومة ورئيسها. وقال ملاحظون إن هذا الاختلاف في المواقف وفي وجهات النظر والتي بات التعبير عنها علنيا يعكس تفاقما لخلافات قيادات نداء تونس، معتبرين أن تعبير التنسيقيات (فروع) عن موقفها علنا يدل على أن أزمة الحركة امتدت إلى فروعها في الجهات الداخلية للبلاد. كمال الحمزاوي: بيان اجتماع منوبة لم يوقع عليه المنسقون المحليون بل سجلوا حضورهم فقط كمال الحمزاوي: بيان اجتماع منوبة لم يوقع عليه المنسقون المحليون بل سجلوا حضورهم فقط وطالبت وقفة المساندة لرئيس الحكومة بـ”تصحيح مسار حزب نداء تونس”، كما تضمّنت دعوة لرئيس البلاد للتدخل لإنقاذ الحزب الذي أسسه في عام 2012. وكان من بين المشاركين في وقفة المساندة ليوسف الشاهد التي نظمها فرع نداء تونس في القصرين كمال الحمزاوي عضو كتلة نداء تونس بالبرلمان والنائب عن دائرة القصرين. وقال الحمزاوي، لـ”العرب”، “أنا أساند رئيس الحكومة يوسف الشاهد”. ويرى أن تغيير الحكومة ليس الحل لتحسين أوضاع البلاد الصعبة. لكن في المقابل يرفض الحمزاوي الحديث عن وجود شقين أو جناحين أحدهما يدعم المدير التنفيذي حافظ قائد السبسي والآخر يدعم رئيس الحكومة يوسف الشاهد. وأوضح أن المشكلة بين المدير التنفيذي لنداء تونس ورئيس الحكومة مشكلة داخلية خاصة بتصفيات حسابات بينهما وأنها لا تعني المنسقين وبقية المنتمين للحركة. وأفاد بأنه “هناك مسائل أهم تعنينا مباشرة وهي مكافحة الإرهاب والفساد والمديونية العمومية وتأمين رواتب الموظفين” في ظل الظرف الاقتصادي الصعب ومشكلات المالية العمومية. ويرى الحمزاوي بأن هناك “أشخاصا يريدون خلق زوبعة من لا شيء”. وكشف الحمزاوي أن المنسقين المحليين لحركة نداء تونس الذين حضروا اجتماع السبت في منوبة لم يوقّعوا على البيان بل وقّعوا فقط على بطاقة حضور الاجتماع باعتبارها إجراء روتينيا معمولا به. وأكد اجتماع المنسقين المحليين لنداء تونس، المجتمعين السبت بحضور المدير التنفيذي حافظ قائد السبسي، على التمسك بتغيير الحكومة. كما اقترح المنسقون المحليون تجميد عضوية من خالف الخطط السياسي للحزب. ودعا الاجتماع أعضاء نداء تونس إلى “المزيد من الالتفاف حول قيادته الشرعية”، إلى جانب استنكار حملات التشويه التي طالت الحزب وعلى رأسه المدير التنفيذي من رئيس الحكومة ومن المحيطين به. وفرع نداء تونس بالقصرين ليس الوحيد الذي خالف مخرجات اجتماع السبت، بل سبقه في ذلك فرع الحركة بصفاقس حيث أعلن أعضاؤه غضبهم ورفضهم للاجتماع بسبب تمثيلهم فيه من قبل شخص انتمى حديثا إلى الحزب، متهمين إياه باستغلال قربه من أحد النافذين في حركة نداء تونس. لكن قيادة الحزب بالجهة أوضحت أن هذا الشخص تم تعيينه في منصب منسق محلي لنداء تونس في صفاقس. وفي وقت سابق من الأحد، أعلن أعضاء فرع نداء تونس بالوردية (أحد أحياء العاصمة) مقاطعتهم لاجتماع المنسقين المحليين لحركة نداء تونس الذي انعقد السبت. وذكر بيان صادر عن المقاطعين إن السبب من اتخاذهم هذا الموقف يعود إلى “ما آلت إليه الأوضاع من تدهور وتفرّد بالرأي في تناول القضايا المصيرية للحزب”، كما أكدوا “عدم ثقتهم” في القيادة الحالية. واستنكر المنسقون المحليون لحركة نداء تونس بالوردية الطريقة المعتمدة في انتداب منتمين جدد إلى الحزب. ودعا هؤلاء إلى تفعيل هياكل نداء تونس خاصة الهيئة السياسية لتسيير الحركة إلى حين عقد مؤتمرها. لكن التنسيقية المحلية لسيدي حسين (التابعة لفرع نداء تونس بالوردية) كذبت ما ورد في البيان الذي أصدره فرع الوردية، واصفة ما تضمنه بـ”مغالطة الرأي العام” ومتهمة من وقّعوا عليه بـ”خدمة أطراف تريد بث الفتنة في الحزب”. خلافات تشق صفوف التنسيقيات المحلية للحركة خلافات تشق صفوف التنسيقيات المحلية للحركة وأكدت تنسيقية سيدي حسين مساندة “القيادة الشرعية للحزب ” في إشارة إلى الهياكل التي تقود نداء تونس حاليا وعلى رأسها حافظ قائد السبسي، كما شددت على تبينيها لما صدر عن اجتماع المنسقين المحليين بمنوبة. وأكد الحمزاوي أنه تحدث مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي حول الأزمة التي يعيشها حزب نداء تونس مؤكدا أن الرئيس يهتم بهذا الملف. وأعرب الحمزاوي عن تفاؤله بقرب التوصل إلى حلّ لإنهاء مشكلات نداء تونس، مشددا على أن أوضاع الحزب لن تصل إلى درجة الانقسامات التي عرفها سابقا وأن جميع الخلافات سيتم حلها. ويقول مراقبون إن الرئيس الباجي قائد السبسي ليس بإمكانه التدخل مباشرة في مسائل تهم الشأن الداخلي لحزب نداء تونس باعتباره لم يعد يملك الصفة الحزبية، إذ أنه قدم استقالته من الحزب عند تسلمه للرئاسة، وأن منصبه الحالي يفرض عليه التعامل بحياد مع كل الأحزاب الناشطة في تونس بما فيها حزب نداء تونس. ويرى هؤلاء أن تدخّل رئيس البلاد لحل أزمة نداء تونس فرصة قد توظفها المعارضة لصالحها. لكن نفس المصادر تقول إن السبسي هو الشخصية الوحيدة القادرة على ترتيب البيت الداخلي لنداء تونس وإنهاء حالة الفوضى والخلافات التي يعيشها. وقال الحمزاوي إن “نداء تونس حزب قوي ويجب أن يظل متماسكا لأنه الوسيلة الوحيدة لضمان التوازن السياسي في تونس”، مشيرا إلى وجود ما يقارب 212 حزبا في البلاد لكنها لا تستطيع المنافسة بقوة في المشهد، مستدلا على ذلك بنتائجها في الانتخابات.

مشاركة :