دعت الفصائل الفلسطينية إلى مواصلة النضال حتى استرداد الحقوق الوطنية، والدفع باتجاه استعادة الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام، على اعتبار أن ذلك الخيار الوحيد الذي من شأنه أن يمكن الفلسطينيين من مواجهة كل التحديدات، التي تهدد القضية الفلسطينية. واعتبرت الفصائل الفلسطينية، في تصريحات منفصلة للغد، أن ذكرى النكسة كانت بمثابة استكمال لفصول النكبة الفلسطينية في العام 48، وتأكيد على المشروع التوسعي الإسرائيلي في المنطقة العربية، الذي لن يتوقف عند حدود فلسطين التاريخية. مسيرات العودة والنكسة قال الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، إن نكسة حزيران شكلت ضياع كامل الأرض الفلسطينية ووقوعها تحت الاحتلال الإسرائيلي المباشر، إضافة إلى أراضي للدول العربية المجاورة، ما يؤكد أن المشروع الصهيوني كان ومازال يستهدف التوسع على حساب المنطقة العربية بكاملها وليس فلسطين فقط، الأمر الذي يتطلب من الجميع اعتبار إسرائيل العدو الأول والحقيقي للأمة العربية. وأضاف قاسم، أن ذكرى النكسة هذا العام تتزامن مع اشتداد مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، التي تشكل واحدة من تجليات محو آثار النكسة والهزيمة، مشيرا إلى أن هذه المسيرات تمثل إصرار من قبل شعبنا، الذي لا يهتز على استرداد كامل الحقوق، وأن تقادم الأيام تجعل شعبنا أكثر تمسكا بحقوقه، وأكثر استعدادا لتقديم مزيد من التضحيات في سبيل الحصول على حريته وحقه في العيش الكريم. واعتبر قاسم، أن رسائل حماس في الذكرى الـ51 للنكسة تتمثل في التأكيد على عدوانية الاحتلال ورغبته الأكيدة في التوسع على حساب الحق العربي، وأن إسرائيل كانت وستبقى العدو المركزي للأمة، ما يتطلب التكاثف لمواجهته ووقف كل الصراعات البينية العربية. استراتيجية وطنية بدوره قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، طلال أبو ظريفة، إن ذكرى النكسة تمثل محطة للتأكيد على استمرار النضال الوطني الفلسطيني المتمسك بتقرير المصير واقامة الدولة استناد لقرارات الشرعية الدولية. ودعا أبو ظريفة إلى رفع كلفة الاحتلال، معتبرا أنها الخطوة المطلوبة في إطار استراتيجية وطنية جديدة، قادرة على أن تخل بميزان القوى على الأرض، وتدفع المجتمع الدولي للتعاطي مع الحقوق الوطنية في إطار عملية سياسية جادة تمكن شعبنا من تقرير مصيره من خلال مؤتمر دولي ينعقد على أساس قرارات الشرعية الدولية وبرعاية دولية وضمن سقوف زمنية محددة. وأكد أبو ظريفة، أن ذكرى حزيران فرصة تاريخية لاستعادة الوحدة الوطنية لمجابهة كل المؤامرات بصف فلسطيني موحد، بما فيها صفقة القرن والبناء على مسيرات العودة وكسر الحصار لإعادة القضية الوطنية الفلسطينية إلى موقف الاهتمام الدولي، كما طالب بوضع قرارات المجلس الوطني موضع التطبيق في إطار الإستراتيجية المطلوبة. ووصف أبو ظريفة، أن ذكرى النكسة مؤلمة ومثلت صفحة سوداء ضيعت فيها الدول العربية ما تبقى من فلسطين، بعد هزيمة عام 48، ولم يبق من خيار أمام الفلسطينيين سوى استرداد هذه الأراضي التي احتلت عام 67 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة عليها. ضياع القدس وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أحمد المدلل، إن فصول النكسة لا تزال تتوالى بعد أكثر من نصف قرن عليها، واصفا ذلك باليوم الأسود في تاريخ العرب والمسلمين، حيث القدس، أقدس بقاع الأرض يحتلها اليهود ويواصلون مساعيهم لتغيير معالمها وتحويلها إلى أورشاليم من خلال مسلسل طويل من الإجراءات والانتهاكات. وأكد المدلل، أن القدس اليوم هي التي تحرك الجماهير العربية، بعد واحد وخمسين عاما من احتلالها لتؤكد بأن مسيرات العودة مستمرة بعد أن وضعت عناوين القضية الفلسطينية وثوابتها وفي المقدمة قضية القدس على سلم الأولويات، موضحا أن الشعب الفلسطيني من خلال هذه المسيرات يؤكد للاحتلال أن القدس لنا والأقصى لنا وأننا مستمرون في نضالنا. وأضاف المدلل، لا يمكن أن ينسى الفلسطينيون القدس أبدا، وشعبنا لا يمكن أن يقف صامتا أمام المؤامرات التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني خصوصاً من خلال صفقة القرن. طبيعة استعمارية من جهته، قال القيادي في الجبهة الشعبية، حسين منصور، إن نكسة حزيران جاءت لتؤكد على الطبيعة الاستعمارية التوسعية للاحتلال، وأطماعه التي تتجاوز حدود فلسطين، إلى النيل من الأمة العربية وأراضيها وثرواتها وخيراتها، في إطار الوظيفة المرسومة له من قبل الدول الاستعمارية والإمبريالية قديما وحديثا، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، الشريك الرئيسي له في عدوانه وإرهابه بحق شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية. وطالب منصور، بضرورة إنهاء الرهان على مشروع التسوية ومفاوضاته البائسة والعبثية، وما ترتب عليه من نتائج خطيرة، وإعادة الاعتبار للصراع وطبيعته، وإعلاء دور المقاومة باعتبارها المشروع النقيض لثقافة الهزيمة، وهذا دور مناط بحركة التحرر العربية بشكل رئيسي. تحقيق المصالحة وشدد على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني، وطي صفحته السوداء، وتحقيق المصالحة الوطنية، على طريق بناء وحدة وطنية فلسطينية شاملة، مرتكزة إلى إستراتيجية وطنية موحدة، يكون ضمن أولوياتها تعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني ومواجهة المخاطر والتحديات المحدقة بالقضية الفلسطينية، وفي مقدمتها ما يسمى “بصفقة القرن”. وقال: “إنه وعلى الرغم من عمق وحجم وتأثيرات الهزيمة، إلا أن المقاومة الوطنية الفلسطينية استطاعت أن تشق مسارًا ثوريًا جديدًا، وأن تجعل من ركام الهزيمة إيذانَا ببدء مرحلة جديدة من المواجهة مع الاحتلال، أكدت على الطابع الموضوعي والتاريخي للصراع معه، وأن كل المحاولات التي هدفت إلى حرف الصراع عن وجهته الرئيسية باسم الواقعية السياسية أو الحلول السلمية باءت بالفشل المحقق”.
مشاركة :