سجل تنظيم القاعدة في اليمن حضوره الدموي بثلاثة حوادث، بدأها بقتل عدد من الأشخاص في هجوم على منزل السفير الإيراني الجديد بصنعاء، وأنهاها بقتل رجل الاستخبارات اليمني رشيد عبدالله الحبشي، فيما هدد بإعدام رهينة أميركي يقع تحت يديه وفشلت محاولة تحريره في عملية شاركت فيها قوات كومندوز قبل أيام، مما تسبب في حالة غضب محلي ودولي كبيرين.وكان تنظيم القاعدة قد أقدم يوم أمس على إعدام الضابط في جهاز الاستخبارات رشيد عبدالله الحبشي، حيث عثر مواطنون على جثته وعليها آثار خمس رصاصات في الصدر واثنتان في الرأس وأخرى في راحة يده، وكانت ملقاة في أحد شوارع مديرية القطن بمنطقة سيئون بحضرموت، شرقي البلاد، حيث حضرت أسرته لتسلم جثته. وسبق لتنظيم القاعدة أن بث ما قال عنه إنه اعترافات للحبشي بقيادة جهاز الأمن القومي بحضرموت بالتعاون مع الاستخبارات الأميركية في تعقب وقتل عناصر التنظيم في اليمن. وكان أهالي حضرموت قد طالبوا "القاعدة" في وقت سابق برسالة موقعة منهم بالإفراج عن الحبشي المختطف منذ ستة أشهر، متهمين "القاعدة" بتزييف الحقائق، وأن تلك الاعترافات أخذت منه بالقوة وتحت التهديد. وشهدت القطن انتشاراً أمنياً كثيفاً للبحث عن منفذي جريمة اغتيال الحبشي، حيث جابت دبابات وأطقم عسكرية للجيش الشوارع والأحياء الداخلية للمنطقة. في غضون ذلك هدد تنظيم "القاعدة" بإعدام مواطن أميركي محتجز لديه، وبث على الإنترنت تسجيل فيديو يظهر فيه رهينة أميركي يدعى روبرت سامرز وعمره 33 عاماً، مشيراً إلى أنه جرى خطفه قبل عام في صنعاء وطلب المساعدة، مؤكداً أن حياته في خطر. وظهر القيادي في "القاعدة" نصر علي الآنسي وهو يتحدث مهدداً بإعدام الرهينة في الأيام الثلاثة التي تلت بث التسجيل ما لم تلب الولايات المتحدة مطالب التنظيم، ولم يورد الآنسي تفاصيل المطالب، لكنه أكد أن "واشنطن تعلمها جيداً". من جهة ثانية تبنى تنظيم "القاعدة" التفجير الذي استهدف منزل السفير الإيراني الجديد بصنعاء حسن نام، الذي سلم أوراق اعتماده كسفير جديد لصنعاء قبل يومين، وهو الحادث الذي أدى إلى مقتل نحو عشرة وإصابة عدد آخرين جميعهم يمنيون. ولقي الحادث استنكاراً داخلياً وخارجياً كبيرين، حيث دان مجلس النواب الحادث ورأى أنه يستهدف المساس بأمن واستقرار اليمن، وكذا المساس بمصالح المواطنين اليمنيين ومحاولة تشويه العلاقات اليمنية الإيرانية. ودعا المجلس الأجهزة المعنية بالحكومة إلى تحمل مسؤوليتها القانونية ومتابعة وملاحقة الجناة من ممولين ومخططين ومساعدين لهذا العمل، وإحالتهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم الرادع وإعلان نتائج ذلك للرأي العام. من جهتها دانت الولايات المتحدة الأميركية العملية، وقالت نائب المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية ماري هارف في تصريحات صحفية إن استهداف المنشآت الدبلوماسية يخالف الأعراف الدولية كافة ولا يمكن تبريره أبدا، وحثت السلطات اليمنية على إجراء تحقيق شامل وتقديم الجناة إلى العدالة، ونعرب عن التعازي لأسر الضحايا جراء عملية التفجير. ودانت فرنسا الحادث، مشيرة إلى أنه لا سبيل لتهدئة الاضطرابات وتحقيق توافق سياسي مقبول إلا باستئناف عملية الانتقال السياسي تحت سلطة الرئيس عبدربه منصور هادي، ونبذ العنف على أساس مبادرة الخليج واتفاق السلام والشراكة الموقع في 21 سبتمبر الماضي. في الأثناء تظاهر العشرات من طلاب وطالبات جامعة صنعاء صباح أمس للمطالبة بإنهاء التواجد المسلح والحفاظ على مدنية الجامعة من المليشيات، وطاف الطلاب المتظاهرون داخل ساحات وكليات الجامعة وهم يرددون شعارات مناهضة لمليشيات الحوثي ومنددة بالصمت المطبق من رئاسة الجامعة حيال ما يحدث مطالبين رئاسة الجامعة بتحديد موقف واضح من المليشيا. وأمهل الطلاب المتظاهرون في بيان صادر عن التظاهرة رئاسة الجامعة 48 ساعة لتحديد موقفها من المليشيا، مطالباً إياها بإنهاء التواجد المسلح والحفاظ على مدنية الجامعة بإجراء تعاقد مع شركة أمنية خاصة وسرعة إجراء انتخابات اتحاد طلاب اليمن وإلغاء رسوم الموازي والالتزام بمجانية التعليم.
مشاركة :