بعدما أبهرت العالم بما تحمله من دلالات إنسانية وأهداف خاصة في نقل تجربة الكويت بالمجال الإنساني عادت (رحلة الأمل) إلى الكويت الثلاثاء الماضي، بعد جولة بحرية استغرقت 215 يوما وشملت 20 دولة ورست في 46 ميناء لتسليط الضوء على قضية الأطفال المعاقين ذهنيا في قارب تم تصنيعة محليا. وكان وراء الرحلة وفكرتها رجل أعمال كويتي هو، جاسم رشيد البدر، الذي وُلد ابنه بمتلازمة داون، وزميل له هو، بادي الدوسري وله طفل مصاب بنفس المرض، واستطاع الابوان ادماج ابنيهما في بطولات السباحة. ودعم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الفكرة وانطلقت الرحلة تحمل الاطفال المعاقين من الكويت في أول مايو 2014 وعادت في الأول من ديسمبر 2014، وكان في استقبالها رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الصباح، وكانت الرحلة قد استضافت في طريق عودتها عددا من ذوي الاعاقات الذهنية من دول مجلس التعاون الخليجي. واستقبل رئيس الوزراء الكويتي أعضاء الرحلة، وسط جموع كبيرة من أهالي الكويت وأُطلقت الألعاب النارية فوق ميناء السالمية حيث رست السفينة، كما قدمت فرقة شعبية كويتية أغاني بحرية. وقال رئيس الوزراء الكويتي في تصريح صحفي عقب استقبال الرحلة: "سعداء بما حققه أبناء الكويت في هذه الرحلة التي حملت للعالم رسالة انسانية سامية"، وأكد على اهتمام الحكومة بهذه الفئة الغالية من ابناء الكويت. وقال جاسم البدر قائد الرحلة: انها "شكلت ملحمة وطنية وجسدت روح العمل الجماعي الانساني التي تصب في صالح الكويت". أُقيم حفل استقبال رحلة الأمل الكويتية بمرسى مارينا كريسنت بالسالمية، تحت رعاية الأمير الشيخ صباح الأحمد، وبحضور رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ خالد الجراح وبحضور عدد من الشيوخ والوزراء والمحافظين وأعضاء مجلس أمناء رحلة الأمل وكبار المسؤولين بالدولة وديوان سمو رئيس مجلس الوزراء وعدد من أولياء الأمور وجمع من المواطنين. وفي ختام الحفل، تسلم سمو رئيس مجلس الوزراء درعا تذكارية تقديرا لاهتمام دولة الكويت بذوي الاحتياجات الخاصة. وأعرب رئيس مجلس الوزراء في تصريح صحفي عقب الحفل عن اعتزازه بما حققه أبناء الكويت في هذه الرحلة التي حملت إلى العالم رسالة إنسانية سامية وأهدافا نبيلة، للاهتمام بهذه الفئة العزيزة التي أضحت إسهاماتها واضحة في الأنشطة الاجتماعية والرياضية. وأشاد بالجهود التي بذلها فريق الرحلة وبالقائمين عليها الذين تحملوا المشقات والصعاب من اجل إظهار الوجه الحضاري المشرق لوطنهم، فقدموا أروع الأمثلة في حب الكويت والوفاء والولاء لها والعمل على إعلاء مكانتها في العالم. 14 ألف ميل بحري وخلال حفل الاستقبال، ألقى أمين سر مجلس الأمناء والمدير التنفيذي للرحلة يوسف الجاسم، كلمة بهذه المناسبة توجه فيها بالشكر والعرفان إلى أمير الكويت، على دعمه المتواصل وتوجيهه مختلف مؤسسات الدولة برعاية الرحلة وتوفير المتطلبات الضرورية كافة، وإزالة المعوقات حتى تنجح الرحلة في تحقيق أهدافها. كما أعرب الجاسم، عن تقديره وشكره للدعم المشهود من قبل رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، مشيرا إلى أن دعمه المباشر هو السبب الرئيسي في تحقيق الأهداف المرسومة للرحلة ورفع الروح المعنوية لدى أعضاء رحلة الأمل. وأضاف، أن أعضاء رحلة الامل غابوا عن بلدهم ووطنهم سبعة شهور وقطعوا في قارب مصنّع بالكامل في الكويت مسافة غير مسبوقة بلغت 14 ألف ميل بحري، حاملين ثلاثة من ابنائنا من فئة الداون مع أولياء أمورهم والمشرفين عليهم. ولفت الى انهم عبروا 20 دولة و46 ميناء وخمسة خلجان وبحار ومضيقي هرمز وباب المندب، بالإضافة الى قناة السويس، حيث توقف قاربهم خلال شهر رمضان المبارك في مدينة تولون في فرنسا، ليغادروا جوا الى أمريكا لتسليم رئيس الأولمبياد الخاص في واشنطن وسكرتير عام الأمم المتحدة في نيويورك باسم الكويت «رسالة الرحلة» وأهدافها الإنسانية لصالح ذوي الإعاقات الذهنية والتي من اجلها قطعت تلك المسافات، وخاضوا مخاطر الإبحار في عمل متفرد. وأكد أنهم نالوا تقديرا وثناء من جميع مَن التقوا بهم من المسؤولين في تلك الدول على المستويين الرسمي والاهلي، واستطاعوا أن يعبروا بحلمهم الكبير الحدود ويحولوا رحلتهم إلى شأن أممي لا محلي أو إقليمي فحسب. ووجه الحديث إلى اعضاء فريق الرحلة قائلا: «لأمثالكم ترتفع العقول وبكم ترتفع الهامات فقد كنتم خير سفراء لبلدكم وأهلكم وشعبكم، حملتم اسم الكويت بين حنايا ضلوعكم واستبدلتم راحتكم بعناء ومشقة الابحار، مبشرين بأمل متجدد لذوي الاعاقات الذهنية أينما كانوا ووجدوا بالدمج واستغلال المواهب والقدرات، ولقد وضعتم بصمة في خدمة هذه الفئات لن تنساها لكم الأجيال». «رحلة الأمل» في سطور ضمت قائمة الدول التي مر بها القارب في رحلة الأمل الكويتية كلا من: البحرين وقطر والإمارات وعمان واليمن والسعودية ومصر واليونان ومالطا وتونس والجزائر والمغرب وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا وأمريكا، فيما شمل خط العودة إلى الكويت كلا من: ايطاليا واليونان وتركيا وقبرص ولبنان ومصر والأردن واليمن وعمان والامارات وقطر والبحرين والسعودية. رحلة الأمل هي رحلة بحرية جريئة كويتية المنطلق، إنسانية المضامين، عالمية الأبعاد، تبدأ برعاية أميرية من حضرة السمو أمير البلاد -حفظه الله ورعاه- من الكويت، وصولاً إلى العاصمة الأمريكية (واشنطن)، ثم العودة إلى الكويت. نشأة الفكرة: نشأت الفكرة من مجموعة أولياء أمور لديهم تجارب ناجحة مع أبنائهم من ذوي الإعاقات الذهنية من فئات (متلازمة داون – التوحديين – الحالات الذهنية الأخرى)، عملت منذ عام 2003 تحت مسمى الفريق الخاص بمجموعة من الأنشطة الرياضية والاجتماعية والإعلامية والثقافية الموجهة لصالح ذوي الإعاقات الذهنية، داخل وخارج الكويت، وارتأى هذا الفريق اختتام أنشطته بعمل ذي صدى مؤثر داخل وخارج الكويت، يلفت انتباه العالم إلى احتياجات ذوي الإعاقات الذهنية محلياً وخارجياً ، ويعكس صورة الكويت الحضارية وتجربتها في رعاية المعاقين ذهنياً في جميع أنحاء العالم. الأنشطة المصاحبة للرحلة: إطلاق حملات تبرعات محلية وخارجية لصالح الجمعيات والمنظمات الأهلية الراعية لذوي الإعاقات الذهنية، سواء في المرحلة التي تسبق انطلاق الرحلة أو أثناء مغادرتها وعودتها. كما ستقام سلسلة احتفاليات مصاحبة للرحلة منذ الانطلاق ثم الاستقبال والتوديع في مختلف الموانئ، بمشاركة الجمعيات والمنظمات المحلية المختصة بهذه الفئات في الدول الواقعة على خط سير الرحلة. تغطيات إعلامية محلية وعربية وعالمية للرحلة من الانطلاق إلى العودة، وبوسائل ترويجية يصممها مختصون في هذا المجال، بالتعاون مع الجهات الراعية.
مشاركة :