بينما تغيرت الطفولة والتربية بشكل سريع خلال السنوات الماضية، لدرجة أن أعدادا كبيرة جدا من الأطفال اليوم يواجهون صعوبة في ضبط سلوكياتهم، ناقشت كاثريت رينولدز ليويس في كتابها التربوي الجديد: The Good News About Bad Behavior، الخبر السار بخصوص السلوكيات السيئة، هذه هي الفكرة. الضبط الذاتي قالت ليويس في تقرير مطول نشره مؤخرا موقع npr «نحن نواجه أزمة من الضبط الذاتي»، وبـ»نحن» فإنها تقصد الآباء والأمهات والمعلمين الذين يعانون يوميا من السلوكيات الصعبة الصادرة من الأطفال في حياتهم. وتساءلت ليويس، وهي صحفية ومعلمة تربوية وأم لثلاثة أطفال، لماذا العديد من الأطفال اليوم يواجهون صعوبة في ضبط سلوكياتهم وعواطفهم؟ وحددت ليويس ثلاثة عوامل، تسهم بشكل كبير في هذه الأزمة. والعوامل بحسب ليويس، أولا: كيف وكم المقدار المسموح للأطفال اللعب فيه قد تغير، وثانيا: قدرتهم على الوصول إلى التكنولوجيا، ووسائل التواصل الاجتماعي قد تفجرت. وأخيرا، كما أشارت ليويس، الأطفال اليوم «عاطلون» جدا. وهي لا تعني وظيفة الصيف الموسمية لطلاب الثانوية المراهقين، وإنما المصطلح أكثر عمومية وشمولية، حيث إنها استخدمته كي تضم المهام المنزلية التي قد تساعد الأطفال على بناء الثقة وحس المجتمع. قوانين المجتمع ذكرت ليويس بحسب التقرير: لا يُطلب منهم القيام بأي شيء كي يساهموا في الحي أو الأسرة أو المجتمع، «وهذا يؤدي إلى انكماش حسهم بقيمتهم الذاتية – تماما كتأثير البطالة على الإنسان البالغ». وأضافت بشكل عام، عندما يبلغ الطفل سن 6 أو 7 أعوام، فإنهم يعرفون قوانين المجتمع والأدب، ولسنا بحاجة إلى إعطائهم محاضرة في لحظة التصرف السيئ. في الواقع، القيام بذلك في تلك اللحظة قد يكون ذا نتائج عكسية. وإذا تجاوبنا مع سوء السلوكيات بدلا من الانفعال فإننا بالتأكيد سنحصل على النتائج التي نريدها. وبإمكاننا أن نجعل أطفالنا يعانون قليلا. وبإمكاننا أن ندعهم يفشلون، وفي الحقيقة هذه هي مراحل الطفولة عندما يسيء الأطفال التصرف، وليست علامة على فشلنا كآباء وأمهات، وإنما أمر طبيعي. تغير كيف وكم المقدار المسموح للأطفال اللعب فيه تفجر قدرتهم على الوصول إلى التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي الأطفال اليوم عاطلون جدا
مشاركة :