سبعة أهداف, هي حصيلة 90 دقيقة ستدخل حتمًا قائمة أروع مباريات الموسم الرياضي السعودي الحالي, عندما لاعب الاتحاد مضيّفه التعاون عصر أمس, على ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية في بريدة, تحت أشعة حرارة بلغت 25 درجة, ضمن الجولة الـ11 من منافسات مسابقة دوري عبد اللطيف جميل للمحترفين. ومثلما احتاج التعاونيون ساعة من الوقت ليمزّقوا شباك ضيوفهم أربع مرات, فاق الاتحاديون في الـ25 دقيقة الأخيرة, ليشعلوا ملعب المباراة ويسجلوا ثلاثة أهداف, جميعها بأقدام لاعب الوسط البرازيلي ماركينهو (هاتريك), بعد أن سجل جهاد الحسين (سوري) هدفًا للتعاون, فيما أضاف زميله الكاميروني بولو ايفولو ثلاثة أهداف (هاتريك). وبعث لاعبو الاتحاد رسالة خاصة للتعاونيين أمس, مفادها أن الركون لنتيجة التقدم في مباريات كرة القدم أمرً خاطئ, حتى وإن كان بفارق كبير, ما لم يطلق حكم المباراة صافرة النهاية عند الدقيقة 90, حيث عزفوا سيمفونية الإبداع في 25 دقيقة, كانوا خلالها قاب قوسين أو أدنى من التعديل, لولا الرعونة التي كان عليها مهاجموه, خصوصًا البديل عبد الرحمن الغامدي. ورمى التعاون بثقله على المركز الثامن, وصولا إلى النقطة الـ12, محققًا انتصاره الثالث في المسابقة, بينما تجمد رصيد الاتحاد عند 22 نقطة في المركز الرابع, إذ تكبّد خسارته الثالثة هذا الموسم. بداية مبكرة جاءت بداية المباراة سريعة من الفريقين, وكان للضيوف المبادرة بكرة من الجانب الأيسر للاعب عبد الفتاح عسيري, أرسلها عرضية أرضيه في منطقة الجزاء لم تجد المتابعة, ليتدخل الدفاع التعاوني في الوقت المناسب ويبدّد الخطر. وأشعل حكم اللقاء عبد الرحمن السلطان (درجة أولى) أجواء المباراة عندما سقط لاعب وسط التعاون جهاد الحسين (سوري) داخل المنطقة المحرمة للاتحاد, بعد احتكاكه بلاعب وسط الاتحاد ماركينهو (برازيلي) لم يتردد الحكم السلطان في إطلاق صافرته محتسبًا ركلة جزائية, وجدت احتجاجًا اتحاديًا, ليتقدم الحسين للكرة ويضعها على يسار الحارس فواز القرني الذي إرتمى في الزاوية اليمنى, لتعلن هدفًا تعاونيًا أول (8). بعد الهدف حاول الضيوف العودة لأجواء المباراة, وبدأوا في شن الهجمات عبر الأطراف, بفضل انطلاقات صالح القميزي وماركينهو في الجهة اليمنى, فيما شغل الجهة اليسرى الثنائي محمد قاسم وعبد الفتاح عسيري, لكن الدفاع التعاوني بقيادة ديفيد أوتشينج (كيني) أحكم الرقابــة على ثنائي هجوم الاتحاد مختار فلاته ويحيى دغريري. هجمات مضادة في هذه الأثناء, اعتمد التعاونيون على الهجمات المضادة, بفضل السرعة العالية للرباعي بدر الخميس وأحمد التركي في الجانبين الأيسر والأيمن, وفي الوسط جهاد الحسين, خلف المهاجم بولو ايفولو (كاميروني). وعاب على الاتحاديين التسرّع في التمريرات, ليشهد الشوط أخطاء عدة في الكرات المتناقلة بين لاعبي الوسط, وهذا ما جعل التعاونيين يواصلون اللعب بإرتياح, واستقبال الكرات الاتحادية الخاطئة وتحويلها لهجمات تعاونية حقيقية. ومع مرور النصف ساعة الأولى, كان التهديد الاتحادي خجولا, كون عدنان فلاته إلى جانب ديفيد أوتشينج تفوقوا في الكرات الهوائية على مختار فلاته, بدعم واضح من حامي العرين التعاوني باسم العطاالله, الذي خرج ذات مرة في توقيت مناسب. هدف ثان استفاد التعاون من تمريرة اتحادية طائشــه, ليتبـــادل بولو ايفولو وجهاد الحسين التمريرات, ويضع الأخيـــــر زميله في مواجهة المرمى منفردًا دون الوقوع في فخ مصيدة التسلل الذي نصبه قلبا الدفاع حمد المنتشري واحمد عسيري, ليرسل ايفولو الكرة بذكاء من فوق الحارس فواز القرني الذي شاهدها بحسره تتهادى داخل شباكه هدفًا تعاونيًا زاد مصاعب فريقه في المباراة (35). حاول الاتحاديون بانكسار العودة, وبحثوا كثيرًا عن هدف التقليص, لكنهم اصطدموا بدفاعات محصنه, وبسالة تعاونية في الحفاظ على التقدم, لتمضي الدقائق الـ10 الأخيرة وسط سيطرة اتحادية على مجريات اللعب, دون خطورة, ليطلق الحكم عبد الرحمن السلطان صافرة نهاية الشوط الأول بتقدم تعاوني. ضربة وصدمة ضرب مدرب فريق الاتحاد فيتور بيتوركا (روماني) بيد من حديد مع بداية الشوط الثاني, وزج بالثنائي القائد محمد نور والمهاجم عبد الرحمن الغامدي, عوضًا عن المهاجم يحيى دغريري ولاعب الوسط تركي الخضير, في تغييرين أراد بهما تنشيط الجانب الهجومي, فيما واصل مدرب التعاون خوزيه جوميز (برتغالي) اعتماده على نفس الأسماء التي جلبت له التقدم في الشوط الأول. وأبقى الحارس فواز القرني على آمال ناديه في العودة إلى المباراة, عندما أنقذ مرماه من هدف تعاوني ثالث محقق, بتصديه لرأسية بدر الخميس المتقنه (47), لكن قواه تبدّدت ومرماه ينكشف أمام بولو ايفولو الذي كسر مصيدة التسلل مستفيدًا من تمريرة بدر الخميس, ليضع الكرة على يسار القرني هدفًا تعاونيًا ثالثًا أشعل أجواء المباراة (51). غضب ورابع استشاط الاتحاديون غضبًا, وحاولوا مرّتين تقليص الفارق, في الكرة الأولى جاءت تسديدة ماركينهو بجانب القائم الأيمن للحارس باسم العطاالله (53), فيما كان المدافع ديفيد أوتشينج منقذاً للتعاون من تسديدة لاعب الوسط عبد الفتاح عسيري المتوجهه إلى المرمى المكشوف (55). لكن الاتحاديين دفعوا ثمن اندفاعهم غير المبرّر, وللمرة الثالثة تكتوي شباكهم بنار الهجمات المرتدة التعاونية, ومن كرة بينية للاعب الوسط أحمد التركي, يجد بدر الخميس نفسه مواجهًا للمرمى, إلا أنه آثر التسجيل لزميله بولو ايفولو, وقدّم له الكرة على طبق من ذهب, لم يتوان الأخير وضعها في الشباك الخالية, هدفًا شخصيًا ثالثًا (هاتريك) ورابعًا لفريقه (58). انتفاضه برازيلية في هذه الأثناء, مدرب التعاون خوزيه جوميز يشكر مهاجمه وصانع الانتصار بولو ايفولو بطريقته الخاصة, إذ أخرجه من ملعب المباراة مفضّلاً جلوسه إلى جانبه والزج بالمهاجم ريان بلال, فيما كان له تغيير آخر, حيث دفع بالظهير الأيمن محمود معاذ عوضًا عن المدافع الأيسر نايف موسى, ومعه أمر ماجد هزازي باللعب ظهيرًا أيسر, ووجه المدافع معاذ بشغل الجهة اليمنى, وهذه تغييرات أربكت الصفوف التعاونية, ومنحت الاتحاديين رغبة كبيرة في العودة إلى المباراة, خصوصًا وأن مصدر خوفهم ترك أرضية الملعب. انتفاضة الاتحاد جاءت بعد تدخلات مدرب التعاون التي أربكت صفوف فريقه, وأرسل ماركينهو كرة قوية من خارج منطقة الجزاء فشل في ابعدها الحارس العطاالله لتسكن شباكه هدفًا اتحاديًا أول (64), بعده بثلاث دقائق يتعمّد مدافع التعاون ماجد هزازي لمس الكرة في المنطقة المحرمة, معها يحتسب الحكم السلطان ركلة جزاء اتحادية, يتقدم لها ماركينهو, ويضعها بقوة في منتصف المرمى هدفًا ثانيًا (68).
مشاركة :