خطيب جامع الخير يشيد بمناقب سمو الشيخ عبدالله بن خالد

  • 6/9/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

قال خطيب جامع الخير بقلالي الشيخ صلاح الجودر في خطبة الجمعة: اتقوا الله تعالى واعلموا أن شهر رمضان المبارك قد آذن بالرحيل، ولم يبق منه إلا أيام معدودة، قال تعالى: «مَّنْ عَمِلَ صَـالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لّلْعَبِيدِ» (فصلت: 46). من اتخذ من رمضان موسمًا لطاعة الله تعالى، فصام نهاره وأحسن صيامه، وقام ليله فأحسن قيامه، بتلاوة القرآن والدعاء، وشكر نعم الله تعالى عليه فلم ينس إخوانه من الفقراء والمساكين، فيا سعادته وفوزه، قال أبو هريرة: صعد رسول الله المنبر فقال: «آمين آمين آمين»، فقيل له: يا رسول الله، إنك صعدت المنبر فقلت: آمين، آمين، آمين!، فقال: «أتاني جبريل فقال: يا محمد، رغِم أنف امرئٍ دخل عليه شهر رمضان ثم خرج ولم يُغفر له، قل: آمين، فقلت آمين، ثم قال: رغِم أنف امرئٍ أدرك أبويه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة، قل: آمين، فقلت آمين، ثم قال: رغِم أنف امرئٍ ذُكرتُ عنده فلم يصل عليك، قل: آمين، فقلت: آمين». أوصيكم ونفسي أن نستثمر الأيام القليلة الباقية، فعسى أن تكون فيها ليلة القدر، الليلة المباركة العمل فيها خير من ألف شهر، فلا تقنطوا من رحمة الله تعالى، وبادروا بالتوبة الصادقة والأعمال الصالحة، واستبشروا بقول النبي : «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» (البخاري)، وأخلصوا في الدعاء، وألحوا عليه جل وعلا وأنتم موقنون بالإجابة، قال تعالى: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة: 186). إن يوم العيد يوم فرح وسرور، فينبغي إشاعة السرور بين كل الناس، ولن يفرح المسكين ويسر إذا رأى الآخرين يأكلون ويشربون ويلبسون أحسن الثياب وهو لا يجد قوت يومه في يوم عيد المسلمين، ولحكمة بالغة من الله ولتطهير الصائم اقتضت حكمة الشارع أن يفرض للفقراء والمساكين ما يغنيهم عن الحاجة وذل السؤال، وإلى جانب هذا الأمر العظيم هناك حكمة أخرى سامية وهي تتعلق بالصائمين في شهر رمضان، وما عساهم أن يكونوا قد ارتكبوا من ذنب أو وقعوا في إثم، فجاءت زكاة الفطر في ختام الشهر لتجبر ما كان فيه من قصور، لذا جاء عن عبد الله بن عباس أنه قال: فرض رسول الله زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات، وهي واجبة على الذكر والأنثى والحر والعبد والصغير والكبير، كما جاء في الصحيح عن عبد الله بن عمر قال: فرض رسول الله زكاة الفطر صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير، على الحر والعبد والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين، وأن تؤدّى قبل خروج الناس إلى الصلاة. وقال بعض أهل العلم يستحب إخراجها عن الحمل، ووقت زكاة الفطر يوم العيد قبل الصلاة، ويجوز إخراجها قبل يوم العيد بيوم أو يومين أو ثلاثة، وهي صاع من قوت أهل البلد، وتدفع إلى الفقراء والمساكين. إن الله تعالى قد قدر مقادير الخلائق وآجالهم وأعمالهم، وقسم بينهم معيشتهم وأموالهم، وخلق الموت والحياة ليبلوهم أيهم أحسن عملا، وجعل الإيمان بقضاء الله وقدره ركناً من أركان الإيمان، والدنيا مليئة بالأكدار مطبوعة على المشاق والعوارض والمحن، قال تعالى: «ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والثمرات وبشر الصابرين» (البقرة: 155). والنوازل محن يتبين بها الصادق من الكاذب «أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون» (العنكبوت: 2)، والنفس لا تزكو إلا بالتمحيص، والبلايا تظهر معادن الرجال، يفجع الابن بموت أبيه أو أمه، ويفجع الوالدين بموت أحد أبنائهم، ويفجع الأخ بموت أخيه، ويفجع المجتمع بموت العلماء والصالحين، بكى النبي يوم أن مات عثمان بن مظعون ويوم أن مات ابنه إبراهيم، وبكى الصحابة على موت النبي ، ويبكي الصالحون والمسلمون على فقد العلماء والعباد والصالحين. إن موت الصالحين والعلماء والدعاة من أكبر المصائب والبلايا على المسلمين، إن العبرات والدمعات تطرق بابكم لتعلمكم كم هو الأمر جلل أن يموت الصالحون من أمة محمد ، يوم الاثنين لعشرين ليلة مضت من شهر رمضان 1439هـ (4 يونية 2018م) انطفأ نور كان قد أضاء نوره أرجاء البحرين والعالم الإسلامي، وانتشر حزن عميق في قلوبنا جميعاً لفقد رجلٍ من رجال هذه الأمة وعلم من أعلامها قد نذر نفسه لخدمة دينها، أنه الشيخ عبدالله بن خالد بن علي آل خليفة، أصابنا مصاب جلل برحيله عن هذه الدار، فقد ضحى بوقته وعمره كله في سبيل خدمة كتاب الله الكريم، وفِي خدمة بيوت الله من مساجد وجوامع ومراكز تحفيظ للقران الكريم، وفي خدمة المراكز البحثية والاندية الأدبية والمكتبات العامة وإسهاماته الوطنية والاجتماعية، ومسؤوليته عن دخول شهر رمضان والإعلان عن عيد الفطر، ومتابعته الحثيثة لوفود البحرين لحج بيت الله الحرام، وغيرها من الاعمال الجليلة، كان رحمه الله طيب القلب، واسع الصدر، ابتسامته لا تفارق وجهه، يحب كل الناس بتعامله الطيب معهم دون تفرقة أو تميز، كان حاضراً في كل الفعاليات مع كبر سنه، لم يتأخر يوماً من القيام بواجباته تجاه دينه ووطنه البحرين، لا إله إلا الله، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا شيخ عبدالله لمحزونون، ولا نقول إلا ما قاله نبينا محمد: إنا لله وإنا إليه راجعون، لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار . اللهم اغفر له وأرحمه، وعافه وأعفوا عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بماء الثلج والبرد، اللهم ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغفر لعلمائنا ومشايخنا ووالدينا وموتانا وموتى المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

مشاركة :