الأصل في الوطن الجمال بكل ما يعنيه من أرض وشعب ونحن في هذه الصفحة لا نبحث عن الأخطاء لنوثقها، بل نبحث عن الحقيقة لنظهرها، ننشر الصورة لتكون هي الموضوع وهي العنوان. هناك سلبيات في جنبات المدينة وأحيائها وريفها. ننشر الصورة للمسئول لنذكره بدوره المناط به.. الصورة مرض مؤلم والاصلاح دواء شاف، هي رغبة المجتمع ليعيش ويهنأ في وطن جميل يحتويه. في كل صباح تنطلق مواكب الشباب والفتيات نحو جامعة الأمير محمد بن فهد من مختلف مدن المنطقة الشرقية.. وفي كل مساء تعود تلك المواكب إلى منازلها، وما بين الذهاب والإياب ساعات قلق وخوف وحيرة وألم تعتصر قلوب الأمهات وكذلك الآباء. ما تلبث أن تجف الدموع في منزل مفجوع، إلا وتعاود من جديد في بيتٍ هزّته الفاجعة، هذا هو الحال طوال السنوات الماضية دون أي تحرّك جريء ومسؤول من المسؤول. وقفنا على الطريق من البداية للنهاية، ووجدنا طريقًا أُقيم على تركة طريق قديم تجاوز عمره 45 سنة.. وجدنا طريقًا يبث في النفس الخوف والرعب، وتذكّرت تلك الأمهات اللاتي يرافقن بناتهن كل صباح ومساء.. تذكّرت ذلك الأب الذي يحرص بنفسه على إيصال ابنته للجامعة.. ليس لشيء سوى لخوفه من ذلك الطريق. في ذلك الطريق مفاجآت ولا تزال في انتظار المزيد من الأروح، فالرمال على جانب الطريق تشكّل نقطة خطر، والتحويلات نقطة خطر، وأعمال إنشائية دون لوحات نقطة خطر، وانجراف الأسفلت عن طرف الطريق نقطة خطر، واستخدامه من قِبَل شاحنات بقيادة متهورة نقطة خطر.. حواجز خرسانية في وسط الطريق وُضعت بطريقة تساعد على الموت أكثر من الحماية. وأخيرًا سرعات خطيرة تجاوزت 180 كم/ ساعة من بعض الشباب.. بمجرد تخطيه «ساهر»، وتلك مصيبة عُظمى. أستغرب صمت وزارة النقل عن ذلك الطريق طوال تلك السنوات، بالرغم من زيادة عدد الضحايا، فسوء الطريق يساهم بنسبة 70% من الحوادث و30% نتركها للإنسان.. ولعلها نسب خاطئة، ولكنها حقيقة واقعة لمن يستخدم الطريق. الدولة تستثمر في أولئك الشباب؛ ليساهموا في بناء الوطن، نرجو من الوزارة أن تسند استثمار الوطن ببناء طريق يحفظ أبناءنا.. والله من وراء القصد.
مشاركة :