إعداد: وائل بدرالدين تعول الأسواق العالمية خلال الأسبوع الجاري على نجاح القمة المرتقبة بين كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والزعيم الكوري الشمالي كين جونج أون، والتي ستنعقد غداً في سنغافورة، حيث من المتوقع أن تشهد القمة محادثات تتعلق بنزع السلاح النووي من كوريا الشمالية، بيد أن محللين قالوا إنهم متفائلون بما سينتج عن الاجتماع، والذي لم يكن ليعقد لولا وجود تفاهمات كبيرة في عدد من المسائل الحساسة، فيما توقع آخرون أن تفضي الزيارة إلى إعلان كل منهما زيارة الآخر في عاصمته، وفي حال حدث أي فشل في هذه المحادثات، فإن الأسواق ستكون بالطبع المتضرر الأكبر.يشهد الأسبوع الجاري عدداً من الأحداث الاقتصادية التي لا تقل تأثيراً عن الاجتماع المذكور من حيث التأثير والنتائج، إذ سيجتمع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والبنك المركزي الأوروبي كل على حدة هذا الأسبوع، حيث ينعقد اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي اعتباراً من يوم غد الثلاثاء ولمدة يومين تنتهي يوم الأربعاء، فيما سيعقد البنك المركزي الأوروبي أيضاً اجتماعه يوم غد الثلاثاء. ينتظر المراقبون أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة خلال اجتماعه الذي يمتد ليومين، وهو أمر متوقع على نطاق واسع، فيما ستكون الأنظار متجهة للمركزي الأوروبي الذي من المرجح أن يتخذ قراراً بإنهاء برنامجه الخاص بالتيسير الكمي أو شراء الأصول. هذه المسائل من المتوقع أن تلقي بظلالها على أسعار الفائدة في جميع أنحاء العالم، خصوصاً في أوروبا التي ستبدأ فيها الأسعار التوجه إلى أعلى بوتيرة أسرع من ذي قبل.إضافة إلى تلك الأحداث، سيشهد الأسبوع الجاري عدداً من البيانات الهامة في الولايات المتحدة، مثل مؤشر أسعار المستهلكين، الذي سيتم الكشف عنه يوم الثلاثاء، إضافة إلى بيانات مبيعات التجزئة، والتي سيتم الإعلان عنها يوم الخميس. من المتوقع أن تواصل مسائل الحرب التجارية هيمنتها على العناوين الرئيسية. وفي ذلك قال روبرت سينش الخبير الاستراتيجي لدى «أمهيرست بيربونت» إن اجتماع قادة الدول السبع يمكن أن يكون محدداً قوياً لتوجهات السوق خلال الأسبوع المقبل، حيث تتوقع مؤسسته ارتفاع مستوى التضخم الاستهلاكي إلى 2.9% طوال العام.وعلى الرغم من أن الاحتياطي الفيدرالي توقع رفع أسعار الفائدة خلال العام الجاري 3 مرات، فإن العديد من المراقبين قالوا إنهم يراهنون على رفعها 4 مرات، حيث عزز تقرير الوظائف القوي الخاص بشهر مايو، والذي أظهر ارتفاعاً في نمو الأجور، من تلك التكهنات التي تشير إلى رفع الفائدة 4 مرات بدلاً من ال3 التي حددها الاحتياطي الفيدرالي، علاوة على أن مستوى التضخم الحالي يمكن أن يؤكد تلك الفرضية.من المقرر أن يلقي جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي بياناً صحفياً بعد الاجتماع، وهو تكهنات تشير إلى أنه سيقدم للصحفيين بعض التوضيحات حول خطة المجلس لما يتعلق بمنحنى الأسعار وحركته طوال هذا العام. وقال ليو جروهوسكي الرئيس التنفيذي لمؤسسة «بي ان واي ميلون» لإدارة الأصول إنه وبعد الاجتماع السابق للاحتياطي الفيدرالي، ظن الجميع أن المجلس يتبنى توجهاً محافظاً، مشيراً إلى أنه كان يتبنى موقفاً صقورياً في الحقيقة. وأضاف قائلاً: «أعتقد أن أحد أسباب التوجهات التي شهدها السوق هذا الأسبوع، هو أن الأطراف المعنية لا تزال منتشية بتقرير الوظائف الذي صدر قبل فترة، أعتقد أنني سأكون أكثر اهتماماً بما سينتج عن اجتماع البنك المركزي الأوروبي».وبالنسبة للقمة المرتقبة بين كل من ترامب وكيم أون، فإنها ستؤثر بشكل إيجابي في الأسواق العالمية شرقاً وغرباً، على الرغم من أن ذلك لن يرقى لمستوى التأثير الذي سيحدثه اجتماعا الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي. وفي ذلك قال جروهوسكي إنه لا يعتقد أن الأسواق ستشهد أي مفاجآت في ظل المعطيات الحالية التي يعرف الجميع نتائجها إذا ما حدثت في أي اتجاه.
مشاركة :