اليقين ومعرفة اليقين (2)

  • 6/11/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم  قال «إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله تعالى وأن تحمدهم على رزق الله تعالى وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله إنك إن تدع شيئاً لله إلاَّ أتاك الله خيراً منه، وإن تأتي شيئاً تقرباً إلى الله تعالى إلاَّ أجزل الله لك الثواب عنه فاجعلوا همتكم الآخرة لا ينفد فيها ثواب المرضيّ عنه ولا ينقطع فيها عقاب المسخوط عليه» صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.  لليقين مراتبة، فهنالك علم اليقين مرتبة من المراتب، وهنالك عين اليقين وهي مرتبة من المراتب، وهنالك حق اليقين وهي مرتبة من المراتب، وهذه المراتب تؤثّر في عمل الإنسان لأن عمل الإنسان انعكاس لعقائده، وكلما استحكمت عقيدة الإنسان كلما طهرت أعماله، وتلوّث الأعمال غالباً ما ينبع من تلوّث العقائد «المعتقدات غير الصحيحة وهي المباني والأفكار، ولا دخل للدين أو الانتماء العقيدي فيها»، قد يدرك الإنسان وجود النار من خلال وجود الدخان، ويطلق على هذا علم اليقين، وقد يشاهد الإنسان النار، وهو ما يطلق عليه عين اليقين، وقد يشعر الإنسان بالنار ويدركها بكل كيانه وهذا ما يصطلح عليه حق اليقين، وبعبارة أخرى قد يكون الدليل عقلياً وقد يكون عن طريق الحس والعيان كما قد يكون من خلال التجربة.  اليقين الأولي يمر مرواً سريعاً على المراحل الثلاثة فيأخذ المتيسر، كونك إنساناً تنتمي إلى الإنسانية والإسلام لابد أن تتعامل مع نفسك بهذه المراحل، تدخل وتأخذ أقل الأمور إن لم تكن ترقى لأعلاها وأسماها، الأول مرور باليقين على ثلاث مراحله، بينما الثاني مرور على اليقين الأول بمراحله الثلاث بشكل سريع ثم التوقف عند كل مرحلة للإحاطة بها والسير والسلوك فيها والتعلم والوصول إليها بجهده وطلبه من الله الإلهام بها. وأقول إن حجم الدور يتناسب مع حجم اليقين هنا الإنسان أنيط به دور عظيم وعظمة هذا الدور تحتاج إلى عظم اليقين وأما ثانياً فهو عين اليقين، وعين اليقين هي مرحلة شهودية مرتكزة على المعرفة والنظر كما يقول الله تعالى في كتابه الحكيم «كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين»، تنتقل المرحلة من علم إلى عيان ومشاهدة، في المرحلة الأولى كان علماً، مسلك العامة يأخذ هذه الحالة بصورة سريعة لأنه رأى نتاج الغيبة صار عنده عين يقيني، مسلك العامة ولكن عند مسلك الخاصة هو مر بهذا العين اليقيني والآن هو في مسلك أرقى، فما يكون منه، هو الآن لا يفكر في الغيبة أو النميمة أصلاً وإنما يفكر في كيفية استخراج الناس من مسألة الغيبة والنميمة والبهتان، هنالك عين اليقين في قلبه والمعرفة في عقلة ووجب عليه الآن أن يستخرج هذه الأمة من الجهل والفتن، هذه المسائل تحتاج إلى مثل هذه النظرة والبصيرة، فهذا هذا بعين اليقين وأسلك مسلك الخاصة لكي تكون أقرب إلى الله، في الدعاء «واجعلني أقربهم نصيباً منك وأجلهم مقربة لديك»، هنالك الكثير من المقامات العالية فلنتنافس عليها، المسابقة والمنافسة والمسارعة بالبحث والتجنب عن المعاصي والذنوب صغائرها وكبائرها مستويات لجعل الإنسان يسلك مسلك الخاصة بالروية والتدبر والبصيرة.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

مشاركة :