قطــر نمــوذج فـي حمـايـة حقــوق العمـــال

  • 6/11/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بروكسل- وكالات: أكد تقرير «مؤشر الحقوق الدولية لعام 2018» الصادر عن الاتحاد الدولي لنقابات العمال في بروكسل أن التعهدات التي التزمت بها دولة قطر أمام منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة في نوفمبر 2017 وضعت معياراً جديداً لجميع دول الخليج في تعزيز حقوق العمال. وأشار إلى أن برنامج التعاون الفني بين المنظمة وقطر سيدعم التحول صوب نظام علاقات عمل معاصر خصوصاً مع افتتاح المنظمة التابعة للأمم المتحدة مكتباً لها في الدوحة. ونوه التقرير بأن الالتزامات التي تعهدت بها في قطر لإلغاء نظام الكفالة تضمنت إلغاء نظام الخروجية ووضع حد أدنى للأجور والبدء ببناء حرية الحقوق النقابية للعمالة الوافدة، لافتاً إلى أنه بات بمقدور العمال في قطر انتخاب ممثلين لهم في مواقع العمل. وأشار التقرير إلى وضع قطر إجراءات تظلم جديدة ستمكن العمال الوافدين من تسليم شكاواهم إلى الجهات الوطنية المختصة بمساعدة من منظمة العمل الدولية. انتقادات للسعوديةوفي المقابل انتقد التقرير أوضاع العمالة الوافدة في السعودية لافتاً إلى أن العمال في المملكة لا يزالون عرضة للاستثناء من الحماية القانونية ولا تزال الغالبية الساحقة منهم تعاني من نظام الكفالة ومن الاستغلال الممنهج ومن انتهاكات جسدية ونفسية حادة بسبب عمل السخرة والعبودية. وقال التقرير: في السعودية حكم على 49 عاملاً سابقاً في مجموعة «بن لادن» في يناير 2017 بـ 300 جلدة وبالحبس لمدة 4 أشهر لا لشيء إلا لأنهم طالبوا بأجورهم غير المدفوعة. الأنظمة القمعيةوأشار التقرير إلى انكماش حيز الديمقراطية للعمالة وتدني الرقابة على أنشطة الشركات وقد سجل مؤشر الحقوق العالمية للعمالة لهذا العام مقيدات على حرية الكلام والاحتجاج، كما سجل هجمات عنيفة متزايدة على المدافعين عن حقوق الإنسان وبالإضافة إلى ذلك فإن العمل الشريف والحقوق الديمقراطية باتت أكثر ضعفاً.وأضاف أن الأنظمة القمعية تعيش حالة من الانتعاش مع تدهور الحقوق والحريات منوهاً بحالات القمع وإهدار الحقوق العمالية في مصر. وأوضح التقرير أن المؤشر في نسخته الحالية صنف 142 دولة وفقاً لدرجة احترامها للعمالة.. محدداً أسوأ 10 دول في العالم في مجال إهدار حقوق العمالة تصدرتها مصر. وأضاف أن قمع الدولة لحركات العمال المستقلة ازداد شدة في عدد من الدول التي تنفذ اعتقالات كيفية بحق العمال المحتجين، لافتاً إلى أن بعض الدول التي تتمتع بتقاليد ديمقراطية قوية مارست السلطات إجراءات مشددة ضد الإضرابات السلمية ولاحقت قادة النقابات قضائياً من خلال اللجوء إلى أحكام قانونية أما الشركات التي تنتهك حقوق العمال فهي كثيرة ومتعددة ومن بينها شركات سعودية ومصرية.أرقاموبحسب المؤشر فإن دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سجلت قراءة قدرها 4.55 نقطة عندما يتعلق الأمر بالانتهاكات الممنهجة للحقوق وعدم وجود ضمانات حقوقية لتواصل بذلك تصدرها لدول العالم في هذا المجال.  إشادة دوليةكان أمبيت يوسون الأمين العام للاتحاد الدولي لعمال البناء والأخشاب قد أشاد قبل شهرين بالعمل الكبير الذي تقوم به قطر في مجال رعاية حقوق عمال منشآت كأس العالم لكرة القدم 2022. وقال «لمست أن رعاية السلطات القطرية لحقوق العمال ليس بداعي الظهور الإعلامي، ولكنهم يقومون بذلك ليبعثوا برسالة مفادها أنهم جادون في التطور والارتقاء بمستوى حقوق العمال». وأضاف: «الشيء الجيد أن الناس أنفسهم مستعدون نفسياً لهذا الحدث الكبير، مما يعطي للحدث أهمية كبيرة خاصة مع التركيز على حقوق الإنسان وحق رعاية العمال، لأن كأس العالم احتفالية للإنسانية». وكان الاتحاد الدولي لعمال البناء والأخشاب قد نشر نتائج عمليات التفتيش التي أجريت في مواقع أربعة من استادات بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 عبر مجموعة عمل مشتركة تشكلت في عام 2016، وأكدت أن الاستادات التي ستستضيف مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 وأماكن إقامة العمال في مشاريع كأس العالم ستحافظ على المعايير الصارمة التي تشترطها اللجنة العليا على النحو المنصوص عليه في معايير رعاية العمال التي تم وضعها بالتشاور مع منظمات حقوقية، بما في ذلك منظمة العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش. وأكد رئيس الاتحاد الدولي لعمال البناء والأخشاب قائلاً: «لمست بشكل واضح خلال وجودي في قطر أن العمال والمحترفين وكل الاختصاصات المختلفة تسعى لاستضافة مميزة لكأس العالم 2022، وأشعر بذلك في قطر، وأن الأمور تختلف عن السابق بشكل متطور جداً حتى أصبح واضحاً أن البلد مستعد لهذا الحدث من الآن». وبسؤاله حول تأكيد قطر جدارتها باستضافة المونديال قال يوسون: «قطر لديها الحق، مثل الدول الأخرى، بالاستضافة.. وهذا الأمر مهم لقطر كونه عاملاً إيجابياً لبناء البلد وليس مجرد تنظيم حدث كروي رياضي، وبصراحة أعتقد أن قطر تغيّرت للأفضل من ناحية البنى التحتية وحقوق العمال بشكل كبير». المونديالوعن تنظيم بطولة خاصة بالعمال قال يوسون: «العمال يبنون كل شيء وهم لا يشعرون أنهم جزء من كرة القدم، ولكن هذا (الحدث) - بطولة كأس العمال- مهم لهم حيث إنهم يشعرون بدورهم في البناء ثم المشاركة فمباريات الكرة ليست للاعبين، بل إنها للجميع.. وهي احتفالية لبناء اليوم أفضل». هيومن رايتسوفي سياق متصل قالت «هيومن رايتس ووتش» في تقريرها العالمي 2018: إن قطر أعلنت عن مجموعة إصلاحات حقوقية مهمة خلال عام 2017، وأكدت أن هذه الإصلاحات، بمثابة أكثر المعايير الحقوقية تقدماً في منطقة الخليج، مشيرة إلى أن الإصلاحات تشمل تشريعات من شأنها أن تحسن بشكل كبير معايير عمل العمال الوافدين، بما في ذلك قانون خاص بعاملات المنازل الوافدات، ومنح الإقامة الدائمة للأطفال المولودين لأمهات قطريات من آباء أجانب، وأيضاً لبعض المقيمين الأجانب في البلاد. وأكد التقرير أن أهم التزامات الإصلاح الحكومية جاءت في شكل إجراءات حمائية لآلاف العاملات المنزليات في البلاد، وأصدرت الحكومة قانوناً جديداً لحماية عاملات المنازل الوافدات، وتعهدت بإنهاء نظام الكفالة واعتماد حد أدنى للأجور.

مشاركة :