د.أشجان نبيل تكتب: عاهات وتقاليع

  • 6/11/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أصبحنا في الآونة الاخيرة نشعر بحالة من الضيق والتأفف من تآكل لكلمات وموروثات تربينا عليها جميعًا وهي "العادات والتقاليد". أين ذهبت ولماذا تآكلت ؟نشعر كأننا تعرضنا لعوامل تعرية للزمن وفجأة .. وارتبط المشهد في أذهاننا بممارسات الأجيال الحديثة كأنهم أصبحوا احتلالًا خارجيا في المجتمع. وتبدل الحال من عادات وتقاليد الي عاهات وتقاليع وخرج علينا المفسرون والمحللون بثورة فكرية في الظاهر ولكن هشه المضمون في الباطن من ينتهجون سياسة التنظير لا التغيير من الاعتراض والتذمر علي ثقافة واساليب الأجيال الجديدة.ولكن وكالعادة تمسكنا بالنتيجة وتركنا الأسباب الحقيقيه لحدوث هذه المشكله والتي أصبحت مهزله وخطرا حقيقيا يهدد كل المجتمع. وتناسينا إن هذه الأجيال هم أبناؤنا ونحن من أنجبناهم تناسينا أنهم ضحيه حقيقيه وبكل المقاييس ضحيه الجهل وعدم الحوار والتكنولوجيا واختلاف العصر والثقافات والاهمال الأُسَري. دعونا نعترف بالحقيقه أننا السبب الرئيسي في الوصول لهذة الازمه تركناهم فريسه سهله لكل هذه المتغيرات الرهيبة والغريبه.. تركناهم للإنترنت والعالم الخارجي دون أن نزرع فيهم الأساس الصحيح.تركناهم لأغاني المهرجانات والدراما السطحيه والسينما الهشه تشكل افكارهم تركناهم لأصدقائهم وانغمسنا نحن في البحث عن المادة لتوفير العيشه الكريمه لهم وتناسينا ان أبناءنا هم اهم استثمار في حياتنا.فشل وخلل مركب الأمومة بشكل غير مسبوق في الأسرة تملك منا الجهل نحن كأهالي فلم يعد لدينا القدرة علي فهم حجم التطور الذين يعيشون فيه تفرقنا في البيوت وانعزل كل شخص مع نفسه ومع التكنولوجيا فقدنا روح الحوار معهم وازدادت بينا وبينهم الفجوة الفكريه والنفسية.لم ندرك قدراتهم وطاقتهم المكبوتة والتي كان يمكن استغلالها بشكل أفضل.لم نؤمن بأحلامهم ولا بأفكارهم وكانت النتيجة استقطابهم للأسوأ.تركناهم فريسه سهله للعاهات الفكريه وضحية مستسلمة للتقاليع الزمنيه قبل أن نمثل أنفسنا جلادين وحكامٍا عليهم علينا ان نواجه أنفسنا بحقيقه جهلنا في التعامل معهم.علينا ان نجتهد وبأسرع وقت ان نحاول تقريب الفجوة النفسيه والفكرية فيما بيننا وبينهم ونفتح حوارًا من نطاق الأسرة وحتي حوار الدوله ومؤسساتها مع هذه الأجيال باستغلال طاقاتهم واستيعاب احلامهم.نتمني من المجلس القومي للمرأة ومجلس الطفولة والأمومة أن يتقي الله فينا وينظر لمركب المرأة المصريه بعين الرحمة والتركيز.نرجوكم ترك مكاتبكم والتكييفات واعملوا علي ارض الواقع من خلال تطوير وتأهيل الاسرة المصريه وبالأخص المرأة.اصبح لدينا امهات لقبًا ولكنهن أشباح في الواقع أرجوكم أفيقوا من الغفلة حتي لا نستيقظ يومًا علي كابوس تأكل الانتماء منهم للأسرة والوطن.

مشاركة :