سُياحُنا في الخارج! - ياسر بن علي المعارك

  • 9/9/2013
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

سائحونا ينفقون نحو ثلاثة أضعاف المعدل العالمي للفرد (6414 دولاراً) للرحلة الواحدة وفق دراسة شركة (فيزا) الائتمانية، وهي معلومة تثير تساؤلات هامة عن مردود تلك الأموال على الثقافة المعرفية لسائحنا؟ وهل أسهمت في تحسين صورتنا المشوهة في أذهان الآخرين..؟ أم كرست نظرة العالم إلينا كسائحين فوضويين متخلفين؟! الصورة الذهنية المشوهة هي انعكاس لمرآة الواقع، نحن صنعنا تلك الصورة بأنفسنا.. فمنذ اكتشاف البترول على مدى 7 عقود توسعت الرحلات السياحية وكانت الصدمة الحضارية والانفتاح مع الآخر فأفرزت سلوكيات سلبية معروفة للجميع.. ولم أتوقع استمرار تلك الممارسات برغم النهضة التعليمية التي وصلنا لها وما واكبها من تغيير في الثقافة خلال تلك المدة. فقد كنت شاهد عيان خلال جولة سياحية بين لندن وباريس زرت خلالها المواقع الثقافية والتاريخية والحديثة في العاصمتين الجميلتين التي اكتظت بالسياح من الجنسيات الأخرى مسجلين حضوراً لافتاً يعكس بعض أسرار تفوق بلدانهم وثقافتهم المعرفية! فيما لم يعر السائح الخليجي أي اهتمام لتلك المواقع الهامة كما هو اهتمامه بالسياحة الترفيهية والليلية تحديداً. وعزز صورتنا السلبية تلك الممارسات الاستعراضية التي لا يقوم بها سوى الخليجي من شحن السيارات الفارهة والاستعراض بالبذخ حتى بتنا لقمة سائغة وصيداً مستهدفاً عند كل محتال ونصاب وكم كان سائحونا مطايا للتلاعب في الفواتير فيدفع دون مراجعة وتمحيص للفاتورة بل ويزيد بدفع بقشيش مجزٍ بعد كل النصب الذي يحاك ضده. لقد قالها الشافعي إن السفر له خمس فوائد، لكن ممارساتنا تجهض كل فائدة، وتجعلنا نعيد التساؤل مرات ومرات عما نهدره من مال في غير محله.. منساقين وراء النفس وهواها، بكل رعونة وطيش وعدم اكتراث!

مشاركة :