نقلة نوعية مبهرة شهدها سوق عكاظ هذا الموسم حملت عبق الماضي بنكهته المتميزة الأصيلة وأبرزت الروح الثقافية التراثية التي يرمز إليها السوق عبر التاريخ وجسدت القدرات الإدارية والفكرية لدى عراب هذه الفعالية الأمير المثقف خالد الفيصل والشكر موصول لمدير التنسيق الإعلامي فهد الحارثي على ما قدمه من تسهيلات للزملاء الإعلاميين. فالجهود التنظيمية الدقيقة التي ظهر بها سوق عكاظ هذا العام حملت الزائرين إلى أعماق التاريخ وأبرزت مكانة هذا السوق منذ العصر الجاهلي مبينة البعد التجاري والثقافي والتراثي له بدءاً بعروض 486 من الحرفيين والحرفيات وقوافل الخيل والفرسان والإبل العكاظية المشهورة ومزاد علني على القطع الأثرية وأعمال مسرحية درامية تاريخية متنوعة «مسرح الشارع» بالإضافة إلى السجال الشعري المتميز. هذه التحفة الثقافية التراثية في ثوبها السياحي العصري تأتي متسقة مع النهضة التنموية الشاملة التي تعيشها منطقة مكة المكرمة وتدعو للتفكير في التوجه نحو تسويق الحدث كوجهة سياحية نظرا لقربها من المشاعر المقدسة ومدينة جدة فضلا عن مكانته التاريخية الثقافية بالإضافة إلى الآثار الإسلامية الأخرى كغار حراء، ثور، وجبل النور وجبل الرحمة، والحديبية وغيرها من المعالم التاريخية الإسلامية، ليصبح سوق عكاظ وجهة سياحية موسمية على طراز عصري، يعزز تلك المنظومة الأثرية التاريخية. من لم يكن يعلم أن سوق عكاظ قد ارتقى لهذا المستوى الرفيع عليه أن يدرك ما تبقى من أيام المهرجان بدلاً من الانتظار لتحقيق هذه الرغبة في الموسم القادم ليعيش متعة الحاضر ويتنفس عبق الماضي في أجمل حلة. لمراسلة الكاتب: yalmaarek@alriyadh.net
مشاركة :