لندن - غرد المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي على حسابه الرسمي على توتير باللغة الإنكليزية مستخدما هاشتاغ “مسيرة العودة الكبرى” #GreatReturnMarch “موقفنا تجاه إسرائيل هو ذات الموقف الذي طالما تبنيناه. إنَّ إسرائيل ورم سرطاني خبيث في منطقة غرب آسيا يجب استئصاله والتخلص منه: هذا ممكن وسيحدث بالفعل”. لم ينته الأمر هنا فقد كان ردّ حساب سفارة إسرائيل في الولايات المتحدة على تويتر ساخرا، إذ رد بتغريدة تحتوي صورة متحركة (GIF) لشخصية ريجينا جورج، الحسناء الشقراء اللئيمة من فيلم Mean Girls (البنات اللئيمات) وهي تقول “لمَ أنتِ مهووسة بي؟”. هذه أحدث الحالات التي يتصرَّف فيها البلدان كما لو كانا نجمين مراهقين متخاصمين من تلفزيون الواقع، مستخدمين صورا متحركة وصورا ساخرة (ميمز أو memes) لتوجيه إهانات عبر الحدود. لقد ظهر هذا النوع من الخطاب السياسي الساخر مؤخرا في أكثر من موقف ومن أكثر من دولة. ففي شبه جزيرة القرم، حيث يدور نزاع مسلح بين القوات الأوكرانية والروسية منذ عام 2014، تبدو الأمور “ممتعة” و”مرحة” الكترونيا. وفي شهر مايو الماضي تجادل حسابا تويتر الرسميان للدولتين حول من يحق له المطالبة بتبعية آن دي كييف، زوجة الملك هنري الأول، أحد ملوك فرنسا في القرن الحادي عشر. ونشر الحساب الأوكراني صورة متحركة مأخوذة عن حلقة من مسلسل “ذا سيمبسون” يقلب فيها السفير الروسي لدى الأمم المتحدة لوحة مكتوبا عليها اسم “روسيا” لتصبح “الاتحاد السوفييتي”، معلقا “أنتم لا تتغيرون أبدا، أليس كذلك؟” ردا على تأكيد الحساب الروسي أن الشخصية الملكية المولودة في كييف كانت روسية، ووقال الحساب الأوكراني أن الذاكرة الروسية قاصرة في إشارة إلى تغريدة سابقة قال فيها الحساب الروسي “نحن فخورون بتاريخنا المشترك. إن دولنا (ووضع رموزا لأعلام روسيا، وأوكرانيا، وروسيا البيضاء) تتشارك التراث التاريخي ذاته، على ذلك أن يوحد دولنا سويا، لا أن يفرقها”. هذا النوع من الخطاب السياسي الساخر ظهر مؤخرا في أكثر من موقف ومن أكثر من دولة هذا النوع من الخطاب السياسي الساخر ظهر مؤخرا في أكثر من موقف ومن أكثر من دولة ولم تكن تلك المرة الأولى التي استخدمت فيها أوكرانيا صورا متحركة مأخوذة من عروض تلفزيونية لتسديد ضربة لروسيا، فعندما طردت أوكرانيا 13 دبلوماسيا روسيا إثر هجوم سالزبري في المملكة المتحدة، والذي جرى فيه تسميم عميل سابق من المخابرات السوفييتية وابنته، استعان الحساب الأوكراني آنذاك بشخصية “ذو ماستر” من مسلسل “دكتور هو” ليودعهم قائلا “مع السلامة!”. وقد تكون السفارة الروسية في لندن هي الأكثر ضراوة في ما يخص التسلح بالصور الساخرة، فهي لا تسخر فقط من الحكومة البريطانية بنكات عن مدى برودة العلاقات بين البلدين، بل لديها أيضا “ناد دبلوماسي”، وهو أشبه بنادي معجبين يطلب من أعضائه إعادة تغريد منشورات الحساب. وفي المقابل، يمكنهم من الفوز بجوائز وحفلات استقبال في السفارة. وغرد الحساب من قبل بصورة لمقياس حرارة (ترمومتر)، معلقا “درجة حرارة العلاقات بين روسيا والمملكة المتحدة تتدنى لتصل إلى 23 درجة مئوية تحت الصفر، لكننا لا نخشى المناخ القارس”. وتقول صحيفة الغارديان البريطانية إنه “من الواضح أن هذه التغريدات سخيفة، لكن هل هذا يعني أنه لا ينبغي أخذها على محمل الجد؟ هل هي مجرد “ثورات” من موظفين حكوميين منخفضي المستوى أم يتعين علينا أن نراهم كبيانات سياسية جادة؟”. وتضيف أن هذه أسئلة يجب على الولايات المتحدة معالجتها في كل مرة يحمل فيها دونالد ترامب هاتفه ليغرد. وتقول كونستانس دونكومب، المحاضرة في العلاقات الدولية بجامعة موناش التي كتبت مقالات حول دور وسائل الإعلام الاجتماعية في الدبلوماسية الحديثة، إنه لا يمكننا تجاهل ما يحدث عبر الإنترنت. وتضيف “يجب أن نأخذ غضب تويتر على محمل الجد، إما كإشارة دبلوماسية أو كاستجابة شخصية للشعور بأن صورة الدولة قد شوهت أو قُوضت”، مشيرة إلى أن “الدبلوماسية ليست دائما حفاظا على سلوك مهذب، الدبلوماسيون أصبحوا ينشرون إهانات أو دعوات خفية لتعزيز صورتهم الوطنية أو للرد على سلوك نظرائهم”. وتؤكد كونستانس أنّ ما تغير هو درجة العلانية التي أصبحت عليها نوبات التنفيس الدبلوماسي. إذ يتم تبادل تصفية الحسابات بين الدول باستخدام لغة دارجة يفهمها الجميع. وقالت “استخدام الصور الساخرة والصور المتحركة، التي تنتمي للثقافة الشعبية، يضع الإهانات في إطار المزاح، ما يسمح لمعناها بتخطي حاجز التفاعل المؤسسي أو الشخصي”. ولكن لا يمتلك الجميع “موهبة” تسيير الرسائل الساخرة، فبعد أن غرد ترامب مرارا عن مدى سوء اتفاقية باريس للمناخ، وأشار حتى إلى أن الساحل الشرقي الأميركي البارد قد “يستفيد من بعض الاحتباس الحراري”، لم يستطع دونالد تاسك، رئيس المجلس الأوروبي مواكبة كلمات ترامب. فغرد “من فضلك لا تغير المناخ (السياسي) إلى الأسوأ”. ربما تجب الإشادة بتغريدة تاسك لاحتفاظها بما يشبه السلوك السياسي، لكنه كان يتعين عليه الرد على ترامب مستعينا باقتباس آخر من فيلم Mean Girls: “العالم يصبح ساخنا، وربما يكون أكثر سخونة (إثارة) حتى من ريجينا جورج”، وفق الغارديان البريطانية.
مشاركة :