القدس – احمد عبد الفتاح لا تتوقف تعقيدات الحالة الفلسطينية عن ولادة المفارقات بما في ذلك الغربية منها، فبينما اعربت السلطة الفلسطينية عن تقديرها العميق لتصويت الجمعية العامة للامم المتحدة بأغلبية وازنة على مشروع قرار يطالب الامين العام للمنظمة بوضع آلية خلال ستين يوماً لتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين وينتقد العنف الاسرائيلي المفرط ضدهم، تعرضت السلطة ذاتها الى انتقادات واسعة بتهمة مماثلة بسبب فض اجهزتها الامنية بالقوة فعالية اجتجاجية نظمها «الحراك الشعبي»، ليلة الاربعاء – الخميس، احتجاجاً على العقوبات المفروضة على قطاع غزة. وكانت الجمعية العامة للامم المتحدة صوتت اول امس بغالبية 120 دولة على قرار يدين إسرائيل بسبب استخدامها القوة المفرطة ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، ورفضت طلباً للولايات المتحدة بتحميل حركة حماس، مسؤولية أعمال العنف هذه. وينتقد القرار «إطلاق صواريخ من قطاع غزة على مناطق مدنية إسرائيلية» كما يدعو القرار الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، الى اعداد اقتراحات لاعتماد «آلية حماية دولية» لحماية الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتقدمت واشنطن بتعديل على النص لإدانة حماس بسبب قيامها بـ«التحريض على العنف» لكن اقتراحها فشل في الحصول على غالبية الثلثين اللازمة لاعتماده. وفي سياق آخر، وجهت فصائل فلسطينية ومنظمات حقوقية واهلية انتقادات عنيفة لفض مسيرة احتجاجية ضد العقوبات المفروضة على قطاع غزة، وبخاصة قطع رواتب الموطفين بالقوة. وقال الناطق باسم حركة حماس، سامي ابو زهري، امس: «البلطجة التي يمارسها رئيس الوزراء رامي الحمدالله واجهزته الأمنية بحق أهلنا في الضفة، لن تفلح في منعهم من الوقوف الى جانب اخوتهم في غزة ضد سياسة التمييز والخنق». كما دانت الجبهة الشعبية والجهاد الاسلامي الاعتداء على المتظاهرين. وقررت نقابة الصحافيين مقاطعة أخبار الحكومة الفلسطينية والاجهزة الامنية وتقديم دعاوى قضائية ضد قادة وافراد الاجهزة الامنية الذين نفذوا واصدروا اوامر بالاعتداء على الصحافيين خلال التظاهرة. ورداً على هذه الانتقادت، وصف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد تظاهرات «الحراك الشعبي» بأنهم «اصوات نشاز». مشدداً على ضورة تقويض سلطة حماس في غزة، إذا لم تنفذ تفاهمات المصالحة لعامي 2011 و2017 في القاهرة. ولجأت اجهزة امن السلطة الى فض المسيرة التي نظمها «الحراك الشعبي» بالقوة، حيث ألقت القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع على حشود من المواطنين في ساحة المنارة، في رام الله، مساء الاربعاء، واعتقلت 10 متظاهرين وأصيبت 4 فتيات برضوض، كما صادرت كاميرات وهواتف محمولة لعدد من المتظاهرين ومنعتهم من تصوير المسيرات.
مشاركة :