نشرت صحيفة لوس أنجلوس سنتينل الأمريكية أمس الخميس، تقريراً مطولاً كشفت فيه الأوضاع البائسة للعمال الأجانب من دول إفريقية وآسيوية، الذين استخدموا لإكمال منشآت مونديال 2022 في قطر، مشيرة إلى أنهم يعيشون أوضاعاً تعيد إلى الذاكرة أوضاع الأرقاء في الأزمان السحيقة من التاريخ. وناشدت الصحيفة العالم بألاَّ ينسى الجرائم التي يرتكبها النظام القطري ضد العمال الأجانب في بلاده، حينما ينشغل بمشاهدة كأس العالم هذه الأيام، لافتة إلى أنه في الوقت الذي يقام فيه كأس العالم لكرة القدم في روسيا، هناك كأس آخر من العبودية يتعرض له العمال الأجانب العاملون في منشآت كأس العالم 2022 في قطر.وأوضحت الصحيفة أنه تم إغراء العمال المهاجرين من كينيا وغانا ونيبال والهند، بالسفر للحصول على عمل في قطر، لبناء ملاعب جديدة لكأس العالم 2022، ولكن لم يكن هناك شيء ساحر حول الوظيفة، لكنها على الرغم من الظروف السيئة، كان الأجر أفضل بكثير من أي وظيفة في بلدانهم.وأكدت أن هؤلاء العمال يعيشون جميعاً في معسكرات عمالة ضيقة وقذرة، بعيدة جداً عن عائلاتهم، إضافة لتعرضهم للإهانة والعمل دون عطلات، وهو أمر غير قانوني، وأنهم أصبحوا يتحدثون جميعاً عن حقوقهم كما لو كانت حلماً بعيد المنال، مشيرة إلى أن هؤلاء الرجال أصبحوا جزءاً من عملية عبودية في العصر الحديث.يأتي ذلك فيما تواصل وسائل الإعلام العالمية اهتمامها بالفيلم الوثائقي «كأس العمال»، الذي بدأ عرضه في الولايات المتحدة، حيث أكد الكاتب إد رامبل في تقريره على موقع «بروجريسيف» أن الفيلم يزيح النقاب عن محنة العمال المهاجرين في قطر، ويصور كيف يعيش 60% من سكان قطر في أماكن غير إنسانية، طبقاً للمخرج آدم سوبيل. كما يسلط فيلم سوبيل الوثائقي الذي تصل مدة عرضه 86 دقيقة، ويدور حول بطولة تقام بين عشرين شركة إنشاءات، ويركز على الموظفين الأفارقة والآسيويين في شركة الخليج للمقاولات الضوء على ظروف العمال، ويتبع العمال المغرر بهم من غانا وكينيا ونيبال والهند، الذين جاؤوا إلى قطر بوعود بحياة أفضل، من أجل بناء الملاعب والبنية التحتية المتعلقة باستضافة قطر لكأس العالم لكرة القدم عام 2022، قبل أن يتفاجؤوا بأن هذه الوعود ما هي إلا أكاذيب.وأشار الكاتب إلى أن الفيلم يهدف إلى تصوير كيفية إخراج العمال من المعسكرات التي يعشون فيها، حيث يتم فصل 1.6 مليون عامل في قطر، بموجب القانون، عن بقية شبه الجزيرة. ووفقاً للمخرج سوبيل وعلى سبيل السخرية، أراد رعاة الحدث «إظهار العالم من خلال هذه البطولة، كيف أن النظام القطري يأخذ حقوق المهاجرين».وامتدح تقرير الصحيفة الامريكية، مخرج الفيلم، مشيرة إلى أن تصويره في المواقع الطبيعية يعد معجزة، في ظل الرقابة الشديدة التي تفرضها السلطات القطرية على الإعلاميين ووسائل الإعلام داخل الإمارة. من جانبه قال مخرج الفيلم، إنه تمكن من الإفلات من رقابة السلطات القطرية، وقال ان الوثائقي يتحدث عن قصص أشخاص تمت التضحية بحياتهم، بحجة تقديم المتعة للجمهور. وأضاف أن الصمت إزاء ما يحدث لهم، يعتبر مشاركة في الجريمة التي ترتكبها السلطات القطرية.
مشاركة :