قصف كثيف لقوات النظام على جنوب سوريا يسفر عن مقتل ستة مدنيين

  • 6/16/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت – الوكالات: قتل ستة مدنيين على الأقل في قصف كثيف نفذته قوات النظام أمس الجمعة على محافظة درعا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، بعد ساعات من تهديد واشنطن دمشق باتخاذ «إجراءات صارمة» ردًّا على أي «انتهاك» لاتفاق خفض التصعيد في جنوب البلاد. ويشهد الجنوب السوري، ويضم محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، وقفًا لاطلاق النار أعلنته موسكو مع واشنطن وعمان منذ يوليو، بعدما أُدرجت المنطقة في محادثات استانا برعاية روسية وإيرانية وتركية كإحدى مناطق خفض التصعيد الأربع في سوريا. وأحصى المرصد الجمعة «مقتل ستة مدنيين بينهم طفلان وإصابة أكثر من ثلاثين آخرين جراء قصف عنيف نفذته قوات النظام على بلدتين على الأقل» في ريف درعا الشمالي الغربي. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن «هذه الحصيلة هي الأعلى» منذ إعلان وقف اطلاق النار في المنطقة. وتستقدم قوات النظام منذ أسابيع تعزيزات عسكرية إلى مناطق سيطرتها، تمهيدًا لعملية عسكرية وشيكة بحسب المرصد، في حال فشل مفاوضات تقودها روسيا. وتكتسب منطقة الجنوب خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع إسرائيل والأردن، فضلا عن قربها من دمشق. ويتحدث محللون عن توافق إقليمي ودولي نادر على استعادة النظام هذه المنطقة الاستراتيجية. وتسيطر الفصائل المعارضة على سبعين في المائة من محافظتي درعا، مهد الاحتجاجات ضد قوات النظام، والقنيطرة المجاورة الحدودية مع إسرائيل. ويأتي القصف الجمعة بعد ساعات من تحذير وزارة الخارجية الأمريكية من «أن أي تحرك عسكري للقوات الحكومية السورية ضد منطقة خفض التصعيد في جنوب غرب سوريا يهدد بتوسيع النزاع». وقالت الناطقة باسم الخارجية هيذر نويرت في بيان ليل الخميس الجمعة «نؤكد مجددًا أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات صارمة ومناسبة ردًّا على انتهاكات الحكومة السورية في تلك المنطقة». ويعد هذا التحذير الأمريكي الثاني من نوعه في غضون ثلاثة أسابيع. ويأتي بعد يومين من إعلان الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة تلفزيونية الأربعاء عن «تواصل مستمر بين الروس والأمريكيين والإسرائيليين» بشأن الجنوب. وقال الأسد «نعطي المجال للعملية السياسية، إن لم تنجح فلا خيار سوى التحرير بالقوة»، متهمًا الأمريكيين والإسرائيليين بالضغط على الفصائل المعارضة لمنع التوصل إلى «حل سلمي». واقترحت موسكو -وفق ما قال الأسد- إجراء «مصالحة» في المنطقة. وغالبًا ما تقضي المصالحات التي ترعاها روسيا بإخراج مقاتلي المعارضة مع عائلاتهم إلى مناطق الشمال مقابل دخول قوات النظام، على غرار ما جرى أخيرًا في الغوطة الشرقية قرب دمشق. لكن قياديين في فصائل معارضة عدة أكدوا في وقت سابق رفضهم أي «مصالحة» مع النظام. وأحصى المرصد في الأسابيع الثلاثة الأخيرة إقدام مجهولين على اغتيال 12 عضوًا من «لجان مصالحة محلية» تضم وجهاء وشخصيات في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة. ورجح عبدالرحمن ان يكون ذلك ردًّا على جهود يقومون بها للتفاوض مع النظام وتجنيب المنطقة هجومًا عسكريا.

مشاركة :