يعد عيد الفطر من المناسبات ذات القيمة التاريخية الكبرى لدى كل الشعوب والبلدان الإسلامية قاطبة، فهو يتلو أيام شهر رمضان بكل ما فيه من عادات دينية واجتماعية تختلف من بلد لآخر، ليبدو وكأنه امتداد ديني واجتماعي يغمر الأجواء بروحانية ذات طابع خاص، وكما تختلف عادات الاحتفال والاحتفاء برمضان، كذلك تختلف عادات الاحتفاء بقدوم عيد الفطر من دولة إسلامية إلى أُخرى.وبالرغم من تراجع مظاهر الاحتفاء بالعيد في لبنان عما كانت عليه خلال السنوات الماضية، بسبب ظروف لبنان الداخلية الصعبة، غير أن هذا لا يمنع الناس من إشاعة مظاهر وأشكال الاحتفال، وبالذات الأطفال.ففي أسواق العاصمة بيروت هناك مهرجان للورود إسمه "سوق الياسمين"، وهو يضم أشكالًا من الورود والأزهار المتنوعة من مختلف أنحاء العالم، تلك الأزهار التي تساهم في تلوين المشهد في عيد الفطر السعيد، غير أن الإقبال عليها لا يعد كبيرًا إذا ما قورن بما كان عليه خلال السنوات الماضية، ففي بيروت إجماع ضمني على تراجع وتيرة الاحتفال بالأعياد، بسبب الأوضاع الداخلية الصعبة للبلاد.وفي حرش بيروت ترتسم الضحكات البريئة على وجوه الأطفال، ذلك الضحك الذي يبدو وكأنه يقفز من وجوههم، ومنذ عقود طويلة، يحتفل سكان العاصمة بشكل عام، وفقراؤها بشكل خاص، على هذا النحو، فالألعاب لم تتغير، غير أنها تترك الأثر نفسه في قلوب الجميع، ولكن يبقى الفرح ممتزجًا بغصة ترى في وجوه نازحين سوريين يشاركون اللبنانيين في العيد، وقد ترى أيضًا وبوضوح، فآثار الحرب تظل بادية حتى في ظل أجواء الفرحة والمرح والاحتفال.وتبقى لحظات العيد في لبنان واحدة من اللحظات التي تمسح غبار الصعوبات المتوارثة عبر سنوات الصدام.
مشاركة :