تسعى الدول المتقدمة الى تطوير نظم التعليم بما يحقق الاهداف المرجوة، في ضوء المتغيرات العالمية التربوية المعاصرة، ويعتبر التعليم هو الأساس في تحقيق التقدم والتطور للمجتمع، وبالتالي لا بد من تطوير مناهجه وأساليبه وأدواته، إضافة إلى إدارته لتحقيق الأهداف المنوطة به باعتبار أن إدارة التعليم هي أداة السيطرة على هذه العملية وتنظيمها وتوجيهها، وتقويمها، فإذا كانت إدارة التعليم ليست على مستوى الإجادة أو المسؤولية، فإنها لا شك تؤثر في أداء التعليم ونجاح العملية التعليمية، وبالتالي يجب محاسبة الادارة والمعلم قبل التلميذ. وجدير بالذكر ان اصلاح وتجويد المنظومة التعليمية بالكويت لابد ان يكونا من الهيكلة الحقيقية لكل اوجه القصور التعليمية، اى انها عملية شاملة متكاملة ومن خلال القضاء على الأعراض قبل الأمراض وليس من خلال التلميذ. وقد فاجأني تطبيق الحرمان على التلاميذ في كل المواد الدراسية اذا تم الضبط في حالة غش لمادة واحدة، وحقيقة الأمر اني لم ار او اسمع أن أي دولة متقدمة او نامية تطبق هذا النظام غير في الجامعات، حيث يحرم الطالب من كورس او سنة في حالة الغش في مادة، ولكن هناك فرقا كبيرا بين طالب جامعي ناضج وتلميذ يحتاج الى التوجيه والارشاد، ولم يصل الى مرحلة النضج حتى يطبق عليه هذا القرار القاسي، وعلى والديه بالتبعية. وبهذا القرار يكون التلميذ قد تأثر بدرجات اعمال السنة ومدى التزامه بالدوام المدرسي طوال العام، ولا بد ان تكون المحاسبة التعليمية للتلاميذ في حدود الفعل المرتكب، اي يحرم من المادة التى غش فيها، وليس جميع المواد. واقترح ان يكون تقييم الطالب متوازنا، بحيث يكون نصف درجات التقييم على الحضور والالتزام والنصف الاخر على الامتحان. ولقد أصبح اهتمام الخبراء والباحثين بهذا الموضوع في ضوء المتغيرات التربوية العالمية المعاصرة، يتجاوز حدود العملية التربوية في حد ذاتها، إلى دراسة دور المدرسة في الارتقاء المعرفي والوجداني والاجتماعي للتلميذ، ومدى الصلة بين متغيرات البيئة التربوية والتنشئة الاجتماعية. وامتدت صورة الاهتمام لتشمل عملية اتخاذ القرار، حيث ان هذه العملية خطيرة على مستقبل التعليم، ويجب التأني ودراسة الجوانب والابعاد كلها قبل اتحاذ أي قرار، خصوصا من وزارة التربية. لذا، اتمنى اعادة النظر والمراجعة في هذا القرار، والاستعانة بالخبراء والمستشارين قبل اتخاذ مثل هذه القرارات المصيرية، التي تؤثر في التلميذ وولي الامر والمجتمع الكويتي برمته. والله ولى التوفيق د. أحمد حمد الصانعucmas@live.com
مشاركة :