الإمارات للحوثيين: انسحابٌ غير مشروط من الحُديدة وإلا...

  • 6/19/2018
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي، عدن، الرياض - وكالات - أكّدت الامارات، الشريك الرئيسي في التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، أن العملية العسكرية الجارية لتحرير الحديدة لن تتوقف إلا إذا انسحب المتمردون الحوثيون من المدينة من دون أي شرط، فيما لم يتضح حتى مساء أمس مصير مهمة «الفرصة الأخيرة» التي يقوم بها المبعوث الأممي مارتن غريفيث مع الحوثيين في محاولة للتوصل إلى تسوية.وفي اليوم السادس من عملية «النصر الذهبي» التي انطلقت الأربعاء الماضي، شهد محيط مطار الحديدة الواقع في جنوب المدينة المطلة على البحر الاحمر اشتباكات متقطعة جديدة قتل فيها 25 من الطرفين، حسب مصادر عسكرية، فيما هددت ميليشيات الحوثي بالتصعيد العسكري وسط مؤشرات على استعدادها لـ«حرب شوارع».قرقاشوفي مؤتمر صحافي عقده في دبي، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش: «نقوم بهذا الضغط... ليساعد أيضاً المبعوث الأممي حالياً في فرصته الأخيرة لإقناع الحوثيين بالانسحاب غير المشروط من المدينة وتجنيب المدينة أي مواجهة»، مضيفاً «إذا لم يتم ذلك... فإننا مصممون على تحقيق أهدافنا». وشدد على أن «أي عرض للانسحاب لا يجب أن يكون مشروطاً»، معتبراً أنه «لو أرادوا وضع شروط فكان عليهم أن يقوموا بذلك قبل عام حين كانت المفاوضات جارية وكانوا في وضع أفضل. هذا ليس وقت التفاوض بل وقت الانسحاب من دون شروط».وأشار إلى أن التحالف يتبع نهجاً محسوباً وتدريجياً في المعركة ويضع في حسبانه الوضع الإنساني الهش وتفادي سقوط ضحايا من المدنيين إضافة إلى الحسابات العسكرية.وقال إنه يقدّر عدد المقاتلين الحوثيين في الحديدة بين ألفين وثلاثة آلاف، ورفض الكشف عن حجم قوات الشرعية المشاركة في المعركة، «لكنها أكثر عدداً» من الميليشيات.وأكد أن أيام الحوثيين في الحديدة صارت معدودة وأنها تحتاج لأن تكون أقصر ما يمكن لإنقاذ السكان.وعن دور إيراني محتمل على الأرض في هذه الحرب، قال الوزير الإماراتي: «لا معلومات لديّ، لكن الأكيد أن (إيران) تقدم لهم مساعدة سياسية وإعلامية»، مشدداً في الوقت ذاته على أن تهريب السلاح في الوقت الحالي ليس ممكنا.وقال في هذا السياق: «لا يمكن تهريب السلاح الآن لأن كل الأعين على الحديدة».ولفت إلى أن المتمردين يتمسكون بالحديدة لأنهم «يكسبون الكثير من المال. وهم مرتاحون»، مضيفاً أن «الحديدة مصدر مدر للمال للحوثيين».واعتبر قرقاش أن «تحرير الحديدة مدخل رئيسي لتحرير صنعاء، وأن ميناء الحديدة شريان رئيسي لتمويل الحوثي بالأسلحة الثقيلة من إيران».وفي تغريدات على «تويتر»، كتب قرقاش ان الأمور في اليمن الآن تمر بنقطة تحول، وطالما أن الحوثيين يسيطرون على الحديدة، فإنهم سيواصلون إعاقة سير العملية السياسية، وأن ثمة اعتقاداً راسخاً لديه مفاده أن تحرير الحديدة سيجبر الحوثيين على العودة إلى طاولة المفاوضات.وتضم المدينة، التي يقطنها نحو 600 ألف شخص وتبعد عن صنعاء نحو 230 كيلومتراً، ميناء رئيسياً تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة إلى ملايين السكان.لكن التحالف يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ التي تطلق على الأراضي السعودية. ويدعو التحالف الى تسليم إدارة الميناء للأمم المتحدة أو للحكومة الشرعية لوقف الهجوم.التصعيدوجاءت تصريحات قرقاش في حين قدم مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث تقريراً لمجلس الأمن في جلسة مغلقة، أمس، علماً أنه يزور صنعاء منذ السبت الماضي سعياً للتوصل إلى حل سلمي يمنع الحرب عن شوارع الحديدة بعد أن وصلت الى مشارفها.ومساء أول من أمس، التقى رئيس «حكومة» المتمردين غير المعترف بها دولياً عبدالعزيز صالح بن حبتور، غريفيث حسب وكالة «سبأ» الناطقة باسم المتمردين.وقال حبتور خلال اللقاء ان المتمردين يؤيدون «أي توجه... نحو سلام حقيقي»، لكنه شدد في الوقت ذاته على ان «التصعيد سواء في الحديدة أو في غيرها من المحافظات والمناطق اليمنية سيقابل بتصعيد» مماثل من قبل الحوثيين.ومنذ انطلاق العملية العسكرية (النصر الذهبي) الأربعاء الماضي، تدور الاشتباكات في محيط مطار الحديدة. وقتل 7 من القوات الموالية للحكومة و18 من المتمردين في مواجهات جديدة، امس، حسبما أفاد مصدر في قوات الشرعية، ما يرفع الى 164 على الأقل عدد قتلى الجانبين منذ الاربعاء الماضي.ورغم أن القوات الحكومية تقاتل منذ الاربعاء الماضي لفرض السيطرة الكاملة على المطار تمهيداً للتوجه نحو ميناء الحديدة شمالاً، قال قرقاش «وضعنا أكثر من ممتاز»، مشيراً إلى أن بطء التقدم سببه «نيران القناصة» ومحاولة تجنب ايقاع خسائر في صفوف المدنيين.وأفاد سكان أن طائرات هليكوبتر من طراز «أباتشي» أطلقت النار، أمس، مستهدفة قناصة ومقاتلين على أسطح المباني في حي المنظر المجاور لمجمع المطار.حرب شوارعوكانت الميليشيات شنت خلال اليومين الماضيين هجمات من داخل المدن الواقعة على الشريط الساحلي في غرب اليمن باتجاه الطريق الرئيسي الرابط بين مناطق تضم قواعد رئيسية للقوات الحكومية جنوباً، ومدينة الحديدة شمالاً.وأثّرت هذه الهجمات على عملية ارسال تعزيزات من قواعد رئيسية في جنوب الطريق الساحلي الى مدينة الحديدة، وفقا لمصادر في هذه القوات.وأمس، أفادت مصادر متقاطعة أن الحوثيين أغلقوا عدداً من منافذ مدينة الحديدة وشوارعها الرئيسية، في ما يبدو أنه استعداد لجولة من «حرب شوارع» ضد القوات الشرعية.ونقلت وكالة «الأناضول» التركية، عن سكان في المدينة، قولهم، إن الحوثيين أغلقوا الطريق الساحلي بحواجز ترابية أمام القلعة التاريخية بمنطقة الكورنيش في المحافظة، وهو الطريق الذي تتقدم عبره القوات الحكومية الآتية عبر طريق الساحل الغربي.وقال الصحافي اليمني بسيم الجناني، وهو من أبناء الحديدة ومراقب للوضع فيها، إن «كل المؤشرات توحي بأن جماعة الحوثي تنوي إدخال المدينة في حرب شوارع».وأضاف أن «هناك مؤشرات خطيرة جدا لانتشار الحوثيين في الأحياء السكنية، وقيامهم بإغلاق المنافذ من مطار الحديدة، حيث تتقدم القوات الحكومية»، لافتاً إلى «تمركز عدد كبير من القناصة في أماكن منتشرة في الشوارع الرئيسية، مثل البنايات المرتفعة والعمارات المهجورة».كما تصل إلى المدينة حشود عسكرية للحوثيين بشكل غير عادي يومياً، من محافظتي عمران وحجة، للمشاركة في المعارك، حسب الجناني.ووفق المصدر نفسه، فإن «كل المؤشرات توحي بأن الحوثيين لا ينوون تسليم المدينة، وأنهم سيقومون بعمليات تصدٍ واسعة النطاق، وستدخل المدينة في حرب شوارع قد تؤدي إلى كارثة إنسانية وقتل ودمار».اعتراض «بالستي»من جهة أخرى، اعترضت الدفاعات الجوية السعودية، أول من أمس، صاروخاً بالستياً جديداً أطلق من اليمن باتجاه مدينة جازان في جنوب المملكة.وأعلن التحالف، في بيان، أن الصاروخ أطلق من مدينة صعدة بطريقة متعمدة لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان، وانه سقط في منطقة نائية ولم ينتج عن ذلك سوى إصابة مقيم من الجنسية الباكستانية بإصابة طفيفة. لا قوات فرنسية على الأرض نفى وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، صحة التقارير الإعلامية عن وجود قوات فرنسية على الأراضي اليمنية.وقال في المؤتمر الصحافي الذي عقده في دبي، أمس، إنه «لا يوجد تواجد فرنسي على الأراضي اليمنية، لكننا نشكر فرنسا إبداءها الاستعداد لتقديم المساعدة في عملية إزالة الألغام في المناطق المحررة حين يحين وقت ذلك».وجاء موقف قرقاش رداً على معلومات نشرتها صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، نقلاً عن مصدرين عسكريين، مفادها أن هناك قوات خاصة فرنسية موجودة على الأرض في اليمن، إلى جانب القوات الإماراتية.

مشاركة :