أكدت دولة الإمارات، مجدداً أمس السبت، أن على الميليشيات الانقلابية الحوثية في اليمن، الانسحاب من دون شرط من الحديدة لتفادي وصول الحرب إلى شوارعها، داعية إلى ممارسة ضغط دبلوماسي على الحوثيين لمغادرة المدينة التي تضم ميناء رئيسياً.وشدّد الدكتور ​أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية ​، على أنّ «في هذه المرحلة، من الضروري أن يتمّ بذل كلّ الجهود الدبلوماسية والضغوط من أجل ضمان انسحاب غير مشروط لميليشيات الحوثي من مدينة الحديدة». مضيفاً «أنه لا ينبغي السماح لعصابات مسلحة باحتجاز السكان المدنيين رهائن واتخاذهم دروعاً بشرية».ولفت قرقاش في سلسلة تعليقات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إلى أنّ «التقارير الخطرة عن تمركز القناصة الحوثيين في مباني الحديدة والأسلحة الّتي توضع في أحياء المدينة، هي حجج إضافية للمطالبة بتحقيق انسحاب غير مشروط لقوات الميليشيات من المدينة». وشدد على أنه «يجب عدم استخدام المدنيين كدروع بشرية». وذكر قرقاش أنّ «​التحالف العربي​ لدعم الشرعية في اليمن يقوم بإدارة حملته في الحديدة مع ضبط النفس والمسؤولية»، وأشار إلى أن عناصر الميليشيات تقوم باحتجاز العون الإنساني وسكان المدينة رهائن لديها. وشدد بالقول: «عليهم تنفيذ انسحاب غير مشروط من الميناء ومن المدينة».وكتب قرقاش في تغريدة أخرى: «سوف يحقق التحالف العربي هدفه المتمثل بتحرير مدينة الحديدة، المدينة والميناء. ومع ذلك، سندعم جميع الجهود الرامية إلى تحقيق انسحاب سلمي غير مشروط لعصابات الحوثي. تقع المسؤولية على الحوثي بالانسحاب والتوقف عن تهديد أهالي الحديدة».وكانت القوات الموالية للحكومة الشرعية في اليمن مدعومة بالتحالف العربي وبإسناد فاعل من القوات الإماراتية أطلقت في 13 يونيو /حزيران الهجوم باتجاه مدينة الحديدة. وتدخل عبر ميناء الحديدة غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة إلى ملايين السكان. لكن التحالف يرى فيه منطلقاً لعمليات يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر، ويطالب بتسليمه للأمم المتحدة أو للحكومة التي يدعمها. وسيطرت القوات الموالية للحكومة على مطار الحديدة الأربعاء بعد معارك ضارية، لكنها لم تتقدم بعد باتجاه الميناء الواقع على بعد 8 كلم من المطار. والسبت أفادت مصادر عسكرية في القوات الموالية للحكومة أن الميليشيات الحوثية أطلقت قذائف هاون وقامت بأعمال قنص باتجاه مواقع لهذه القوات في المطار، بينما ردت القوات الحكومية على مصادر النيران «بالمثل». وكان قرقاش أكد في 18 يونيو أن الهجوم باتجاه ميناء الحديدة لن يتوقف إلا إذا انسحب الانقلابيون من المدينة من دون شرط، في وقت كان مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث يجري مباحثات مع الحوثيين في صنعاء. ومساء الجمعة أصدر غريفيث بياناً شدد فيه على ضرورة «الرجوع بسرعة إلى المفاوضات السياسية»، معبراً عن «ثقته في إمكانية التوصل إلى اتفاق لتجنب أي تصعيد للعنف في الحديدة».