كثف النظام السوري عملياته في محافظة درعا في الجنوب، بعد اسابيع من الحشد العسكري على تخومها، رغم تحذيرات الاردن واسرائيل من فتح الجبهة. واستهدف الطيران التابع للنظام مناطق سيطرة المعارضة في بلدة مسيكة ومنطقة اللجاة والغارية الشرقية بريف درعا الشرقي، بالتزامن مع مواجهات يخوضها على الأرض مع فصائل المعارضة في كتيبة الرادار (كتيبة الصواريخ) لعزل منطقة اللجاة بعد استقدام تعزيزات ضخمة إلى ريف السويداء الغربي. والقى الطيران الحربي مناشير على عدة مناطق في درعا، تضمنت عبارات ونداءات الى طرد من وصفهم بـ«الإرهابيين» في مناطقهم، وتذكرهم بمصير الغوطة الشرقية التي حوصرت ومنعت عنها المساعدات الغذائية الطبية حتى استسلمت. ويحمل أحد المناشير صورة من النزوح الكبير الذي شهدته الغوطة، خلال العمليات العسكرية التي شهدتها، في مارس الماضي. واغلق النظام المعبر الواصل بين محافظتي السويداء ودرعا في بلدة صما الهنيدات، في وقت وجهت الفصائل العسكرية العاملة في درعا رسالة إلى أبناء السويداء ذات الغالبية الدرزية، دعتهم ألا يكونوا وسيلة لتحقيق أهداف النظام السوري في المعارك التي ينوي البدء بها في المنطقة. وقال فصيل «قوات شباب السنة» إنه لا يزال متمسكا بضبط النفس تجاه خروقات قوات الأسد المتمركزة في قرى وبلدات الجبل، وانه سيرد على أي عملية عسكرية ستكون انطلاقا من محافظة السويداء. بدورها اعتبرت فصائل «الجبهة الجنوبية» أن أي هجوم من أرض السويداء هو «تعد على حق الجوار»، وقالت إنها سترد على مصادر النيران والأطراف التي تقف وراءها. واستهدفت فصائل معارضة بالقذائف الصاروخية مدينة السويداء للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، ما تسبب بأضرار مادية فقط وفق ما أفاد المرصد السوري، ووكالة «سانا» الرسمية. حزب الله بزي الأسد وفي سياق متصل، قالت مصادر إن النظام زاد من وتيرة إرسال التعزيزات إلى الجنوب، فيما قامت ميليشيات من بينها «حزب الله»، بالاندماج في القطع العسكرية للنظام وارتداء زيها في محاولة لإخفاء وجودها بالمنطقة. وأفادت المصادر لوكالة الاناضول بأن «حزب الله» أعاد تمركزه في شمال درعا والقنيطرة بالقرب من الشريط الحدودي مع إسرائيل استعداداً للمشاركة في الهجوم، كما وزع عناصره على مواقع عدة، أبرزها تل مرعي، ومقر قيادة الفرقة التاسعة قرب مدينة الصنمين. وأفادت المصادر بتواجد حوالي 100 مقاتل من «حزب الله» ضمن سرايا «العرين» والفوج 313 من الحرس الجمهوري، في بلدة دير العدس ومحيطها بريف درعا الشمالي، وأن أكثر من 200 مقاتل من الحزب تخفوا ضمن صفوف قوات تتبع الفرقة الرابعة والفرقة التاسعة وقوات الغيث، مدججين بأسلحة متوسطة وقواعد إطلاق صواريخ قصيرة المدى لاسيما في مدينة البعث بريف القنيطرة الأوسط. وكشفت المصادر أن ضباطا من الحرس الثوري ومستشارين عسكريين إضافة إلى ضباط من جيش النظام، أنشأوا غرفتي عمليات في موقعين بريف درعا الشمالي. اجتماع روسي إسرائيلي وتزامنت التطورات في درعا، مع بحث مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شابات،، مع نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف الأوضاع في سوريا ومحاولة التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والأردن والولايات المتحدة حول انتشار قوات النظام في جنوب البلاد، ومطلب إسرائيل منع إيران من التموضع في سوريا. وكان وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو بحث هاتفيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الملف السوري، وشدد على ضرورة الالتزام بتدبير وقف العمليات العسكرية في جنوب غرب سوريا. إلى ذلك، أعلن مسؤول أميركي طالبا عدم نشر اسمه أن الولايات المتحدة «لديها أسباب تدفعها للاعتقاد» أن إسرائيل هي التي شنت الغارة ليل الاحد على موقع لميليشيات عراقية وسورية في منطقة الهري بريف دير الزور على الحدود العراقية، اسفرت عن مقتل 52 بينهم 30 مقاتلاً عراقياً على الأقل و16 من الجنسية السورية. وفي حين قالت قيادة الحشد الشعبي العراقي ان طائرة أميركية ضربت مقرا ثابتا لها داخل مدينة البوكمال السورية الحدودية، نفت قيادة العمليات المشتركة العراقية تعرض القوات العراقية لأي غارة جوية في مواقعها المحاذية للحدود. وذكرت القيادة في بيان ان القوات العراقية بجميع تشكيلاتها من الجيش والشرطة والحشد الشعبي تعمل على تأمين الحدود، ولم تتعرض لضربات جوية او ضربات اخرى. غير ان وزارة الخارجية العراقية استنكرت الضربة التي تستهدف «قوات في مناطق مواجهة عدو يهدد الإنسانية هو تنظيم داعش». (ا ف ب، الاناضول، رويترز)
مشاركة :