خذني معك إلى الهلاك!

  • 6/20/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قبل ساعات قليلة من تمكن الجيش الوطني اليمني مدعومًا بغطاء قوات التحالف العربي الجوي من السيطرة على مطار الحديدة الاستراتيجي بالكامل، والسيطرة أيضًا على المساحات المجاورة له، وبعد أن بات في حكم المؤكد اندحار الحوثيين من مطار الحديدة ومحيطه، تحدث كل من أمير قطر والرئيس الإيراني حسن روحاني عبر الهاتف، وتباحثا فيما يجري على الساحة اليمنية. باختصار شديد، المكالمة كانت عبارة عن مكالمة طوارئ، ومجموعة من التعبيرات عن المخاوف إزاء ما يجري في الحديدة! الرئيس الإيراني اعتبر أن انتصار قوات الشرعية والتحالف في الحديدة سيؤدي إلى كوارث إنسانية، في حين أن واقع الأمر يقول إن الشعب اليمني قد انتصر على المليشيات الإيرانية، وتمكن من تطهير إحدى أهم المحافظات والمدن اليمنية من الوجود الإيراني الحوثي، وسيغدو قادرًا على التغلب على الكوارث الإنسانية التي تسبب بها الحوثيون والإيرانيون ومن خلفهم النظام القطري على الشعب اليمني. يقال عادة إن ما يظهر للعين من جبل الجليد هو قمته فقط، أما الجزء الأعظم من الجبل فإنه يقبع تحت مياه المحيط، لكن في حالة علاقات النظامين القطري والإيراني فإن الجبل بات بأكمله مكشوفًا للعيان، وبات يقينًا أن النظام القطري يعادي الدول العربية ويتقمص دور حصان طروادة لتمكين الأخطار والمهددات من الدول العربية. النظام القطري يندب حظه لدى النظام الإيراني، والعكس صحيح فيما يخص معارك الحديدة، فالمليشيات الإيرانية انسحبت من المطار، وقرب السيطرة على ميناء الحديدة سوف يعني قطع أكبر خط إمداد للمليشيات. المؤسف حقا في هذا كله أن دولة خليجية تتآمر وتتواطئ مع النظام الإيراني للإضرار بالأمن والاستقرار العربيين، ولتمكين المليشيات الإيرانية والتنظيمات الإرهابية الأخرى من السيطرة على اليمن، وتوظف من أجل ذلك كل ما تملكه من مال وسلاح وإعلام. النظام القطري يسبح عكس التيار، ويتشبث بالنظام الإيراني الذي يعادي الدول العربية ويريد السيطرة عليها وعلى عواصمها، في الوقت الذي يتعرض فيه النظام الإيراني لصفعات دولية وعقوبات شرسة لا تجعل منه قادرًا على الاستمرار في سياساته، بينما النظام القطري يرمي بكل محيطه في الأحضان الإيرانية وكأنه يقول له خذني معك إلى الهلاك.

مشاركة :