سبق أن كتبت مقالاً عام 1407هـ عن فوائد التدوير، واقترحت أن لا يبقى المسؤول التنفيذي بمركزه أكثر من خمس سنوات، فالسنة الأولى للتعرف على دهاليس الجهاز والإدارة البشرية التي تُسيِّر إجراءات العمل الروتيني، والسنة الثانية يعمل رؤى مستقبلية لتطوير الأداء ورسم منهجية للتنفيذ السليم، ومن ثم تحريك كراسي رؤساء الإدارات أو الأقسام بما يذيب الرتابة التي تُخيِّم على رؤساء بعض الأقسام الذين يمضون فترة طويلة على كرسي واحد وألفوا بيئة عمل جامدة لا تتحرك، وبالتالي يضعف الأداء ويتخلل الكسل والملل إلى نفوس الموظفين. فإذا نجح هذا المسؤول الذي أدخل أدوات تطوير وتجديد ورفع من مستوى الأداء فيتحرك من جهازٍ إلى آخر لكفاءة هذا المسؤول الذي مر بتجربة لمس فوائدها المواطنون، حيث ذوب رتابة العمل إلى نتائج إيجابية فكان محل تقدير المستهدفين ورضا المسؤولين. وإذا كان المسؤول الذي تسلم المنصب الفلاني زاد من رتابة الروتين تجميدًا فينحى عن كاهل هذا الجهاز، ويبدل بكفاءة فاعلة، فالأمهات لا يزلن ينجبن كفاءات متجددة. وقد نفذ هذا التدوير وتحريك الكراسي بفعالية وزارة الشؤون البلدية والقروية وكانت النتائج رائعة جدًّا، فقد جدد هذا التدوير نشاط رؤساء البلديات وأوجد تنافسًا مثمرًا بين رؤساء البلديات لمستها وشاهدتها كغيري عندما كنت موظفًا بأمانة منطقة المدينة المنورة. وأيضًا قبل خمس سنوات طرحت من خلال هذه الزاوية تطبيق فكرة التدوير بين مديري المدارس وكذلك مديرات المدارس، لأن الرتابة تولد الملل، وتقتل التجديد، وهذه الفكرة قطرة من بحر من نظريات علماء الإدارة الناجحة.. والله المستعان. f-d-aljohani@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (41) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :