لا يزال النظام الإيراني يستعين بذارعه الأبرز "الحرس الثوري" لخداع وتشويش أذهان الرأي العام والمواطنين؛ وذلك بهدف تبرير أنشطته غير المشروعة وممارساته المشبوهة داخل وخارج البلاد. وكشف تحليل استراتيجي نشره الحرس الثوري مؤخرًا، عن إطلاقه عددًا كبيرًا من عملائه وسواعده من النخب العسكرية والسياسية من الحرس وقوات الباسيج (التعبئة العامة) لإقناع شرائح المجتمع الإيراني بأن الحرس لا يسعى وراء الفوضى أو الصراعات داخل أو خارج البلاد. وأبرز تقرير نشره موقع "إيران واير"، ترجمته "عاجل"، أهم نقاط تحليل الحرس لتوجيه عملائه ومخطط إقناع المواطنين بمشروعية برامج الحرس العسكرية، لا سيما برنامج "الصواريخ الباليستية". وأشار التقرير في البداية إلى أن الهدف من هذا التحليل الاستراتيجي هو تبرئة النظام الإيراني من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بعد تورطه في مواصلة الأنشطة النووية وتطوير البرنامج الصاروخي. وكشف تحليل الحرس الثوري عن الشبكة التي يعتمد عليها النظام الإيراني لتوجيه عملائه لتنفيذ مخططاته والتلاعب بالرأي العام، وهي ما يُعرف بشبكة "شباب". وشباب هي شبكة تواصلية داخلية للحرس الثوري والباسيج، تم إطلاقها في السنوات الأخيرة؛ إذ تقوم بإيصال جميع القواعد ومراكز الباسيج بعضها ببعض عن طريق شبكة الإنترنت. وفي خضم دفاعه عن النظام، اتهم تحليل الحرس الثوري حكومة الرئيس "حسن روحاني" بأنها غير ضامنة لمصالح إيران القومية، لا سيما بعد مواقفها من انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وتعويلها على أوروبا لحل الأزمة النووية مع الأمريكيين والغرب. وتطرق الحرس الثوري في تحليله إلى مسألة تعويل إيران على الأوروبيين وسيطًا لحل الأزمة مع الولايات المتحدة؛ حيث اعتبر انتظار أي ضمانات من أوروبا للحفاظ على الاتفاق النووي أمرًا "غير عملي" و"غير واقعي". وذكر تقرير "إيران واير" أن رئيس المكتب السياسي للحرس الثوري "يد الله جفاني"، أكد أن شبكة شباب معدة للعب دور تنفيذ استراتيجيات نظام الجمهورية الإسلامية في الظروف والأزمات المقبلة. واعتبر جفاني -خلال خطاب له مؤخرًا- أن عملاء شبكة شباب مكلفون بأن ينشروا بين الرأي العام في إيران، فكرة أن استراتيجية النظام غير مبنية على مواجهة العدو بإنتاج الصواريخ. وقال جفاني في هذا الصدد: "يجب على الرأي العام أن يقتنع بأن الحرس الثوري لا يسعى وراء الفوضى والصراعات". ويستعين النظام الإيراني، عن طريق سطوة الحرس الثوري، بالعملاء السياسيين في الأحداث الهامة، لا سيما للتدخل في الانتخابات؛ حيث يتحكم الحرس في المنابر والمساجد لنشر أفكاره وإملاءات النظام. ويُعتبر العملاء السياسيون مشروعًا ظل سنوات تحت رقابة الحرس الثوري والباسيج؛ إذ كان الهدف منه هو الارتقاء بالرؤية السياسية لقوات الحرس الثوري والباسيج داخل المجتمع الإيراني. وكان ممثل خامنئي السابق في الحرس الثوري "علي سعيدي" قد أعلن في 2011 أن عدد العملاء السياسيين للحرس والباسيج يقدرون بـ 11 ألفًا.
مشاركة :