شكَّل خبر عودته لأثير إذاعة المارينا إف.إم مفاجأة سعيدة لجمهوره، لاسيما أنه أحد أبرز الوجوه الإعلامية، وأثبت وجوده، واستطاع أن يصنع لنفسه شخصية مختلفة تفرَّد بها، سواء عبر الأثير، أو من خلال إطلالته التلفزيونية. مهند يوسف، الشهير بـ«مايك مبلتع»، يواصل تقديم برنامج «بلنتي» يومياً، مدة ساعة ونصف الساعة، تمر كدقائق معدودات، رغم كمية المعلومات وتبادل النقاشات والرؤى بين المحلل الرياضي علي العليوة واللاعب حمد العنزي، فضلاً عن فقرات البرنامج المنوعة. مهند تحدث إلى «الجريدة» عن عودته وتجربته. • ماذا تعني لك العودة إلى إذاعة المارينا إف. إم؟ - بعد أن لوَّحت مودعا المارينا اف.ام قبل سبع سنوات أعود مجددا لمكان منحته كل شيء، ومنحني الأشياء كلها، تلك الإذاعة التي أعتبرها بيتي الإعلامي الأول، والتي شهدت انطلاقتي الأولى، وصاحبة الريادة الإعلامية عبر الأثير الخاص بالكويت. أزعم أن هناك سمة مشتركة بيني والطيور المهاجرة التي قد تجبرها الظروف على الرحيل لأماكن أخرى، لتكتسب خبرة، وتتعرف على عوالم جديدة، لكنها ما تلبث أن تعود مجددا إلى موطنها الأصلي. سعيد جدا بلقاء الجمهور مجددا عبر أثير المارينا، وبالأجواء الحميمية بين طاقم العمل والإدارة، وسعادتي لا توصف بالعودة لـ«بلنتي»، البرنامج الأبرز والأقدم رياضيا، والذي انطلق عبر الأثير في 1 يناير 2009، وكان في ذلك الوقت أول برنامج إذاعي يُعنى بشأن الكرة الأوروبية والعالمية، من ثم أصبح دستورا للمحطات الأخرى بالكويت وخارجها، حيث وجدوا شريحة من الجمهور شغوفة بالرياضة العالمية. • كيف جاء الترتيب لعودة برنامج «بلنتي» مجددا؟ - عبر إدارة إذاعة مارينا اف.ام، حيث تلقيت اتصالا هاتفيا من المدير العام حسين الموسوي، ونائب المدير نواف النجادة، عقب إعلاني توقف بث برنامج «القايلة»، الذي كان يُبث عبر إذاعة «كويت اف.ام»، وتواصلا معي، وعقدنا جلسات عمل عدة، للحديث عن التعاون في بطولة مهمة مقبلة، وهي كأس العالم، وكان ذلك خلال يناير الماضي، وتناقشنا طويلا لبحث عودة «بلنتي»، وبالفعل اتفقنا على جميع الأمور، ووقعنا عقد تقديم البرنامج لمدة شهر طوال فترة بطولة كأس العالم. وأنتهز الفرصة لأشكر الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد نتوورك، المالكة لإذاعة المارينا اف.ام، محمود الصانع، لثقته ودعمه لفريق عمل «بلنتي». وعُدت لبيتي الأول، وكلي اشتياق لأسرة المارينا وزملائي القدامى الذين تربطني بهم علاقة طيبة. فقرات متنوعة • ماذا عن أبرز فقرات البرنامج؟ - يتضمن البرنامج فقرات عدة، منها المباريات اليومية، حيث يتم النقاش حولها مع الزملاء المحللين بإيقاع سريع، وتحليل المباريات فنيا، وأبرز تصريحات المدربين، وهناك أيضا فقرة الاتصال مع زملاء إعلاميين رياضيين، سواء كانوا موجودين بقلب الحدث في روسيا، أو بدولهم المختلفة في الخليج والوطن العربي بشكل عام. كذلك هناك اتصال مباشر مع المراسلين والصحافيين الموجودين في قلب الحدث، خصوصا المنتسبين لقناة beIN SPORTS الناقلة للحدث، وتم التعاون كذلك مع الإعلامي أحمد الطيب، الذي سجل مجموعة من الفلاشات لدعم البرنامج، وكان هناك تعاون مع المعلق الجزائري حفيظ دراجي، والزميل خليل البلوشي من قناة الكأس، والصحافية الرياضية شفاء مراد، والصحافي الإيطالي محمد أبوكبدة، واستطعنا تحقيق انفرادات عدة، منها التواصل مع المدير الفني التونسي الكابتن نبيل معلول مساء مباراة المنتخب التونسي الشقيق مع إنكلترا، وفقرة رجل المباراة، التي يشارك فيها الزملاء المحللون علي العليوة، ونجم اتحاد جدة ومنتخب الكويت فهد الأنصاري، ولاعب القادسية السابق والعربي الحالي حمد العنزي، وفقرة «ري أكشن» الخاصة بتصريحات المدربين، والرد عليها عبر المقاطع الغنائية، فضلا عن العديد من الإضافات التي تتم بإشراف رئيس فريق الإعداد لطفي حنون. • كيف وجدت تفاعل الجمهور مع البرنامج؟ - أكثر من رائع، وأثلج صدري، سواء على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، أو عبر الاتصالات الهاتفية. أسعد بتواصل الجمهور وبمداخلاتهم ومعلوماتهم، ما يعكس ثقافة المستمع العالية، وملاحظاتهم المميزة، كونهم تابعين لفرقهم بشكل عميق، حتى الجمهور النسائي. • مع تعدد البرامج الرياضية، سواء التلفزيونية أو الإذاعية، كيف ترى المنافسة؟ - مقتنع تماما بأن المنافسة الحقيقية هي منافسة الذات، وما يخرج دائما من القلب يصل إلى القلوب، وعندما تشتغل مع فريق العمل بحب يصل المجهود إلى المتلقي بحب، وأتمنى أن أكون من المحظوظين، لاسيما أن هناك محطات من عملي الإعلامي استشعرت هذا الأمر، ما رسخ بداخلي تلك القناعة، وأحرص على الاشتغال على نفسي، ولا أراقب الآخرين، وبالنهاية أي مجهود يُقدم في الإعلام الرياضي يصب في مصلحة الإعلامي الكويتي بشكل عام، وأتمنى التوفيق للجميع. الشغف بالرياضة • رغم أنك أثبت وجودك في البرامج المنوعة، غير أنك ما زلت شغوفا بالرياضة؟ - منذ أن كنت طفلا وأنا عاشق للرياضة، وكرة القدم تحديدا، لذلك لو وقفت أمام المفاضلة لاختيار برنامج مناسب فسيكون الرياضي هو الأقرب لي، لكن لا تنقصني المعلومة الفنية أو التربوية أو الاجتماعية، كوني على اطلاع دائم بما يحدث حولي، وفي برنامج «القايلة» تحديدا مع أبطال التجربة، التي استمرت لسنوات، استمتعت بالتجربة وبنتائجها. • ما بين التلفزيون والأثير، أين تجد نفسك؟ - الإذاعة أقرب لي من الشاشة الصغيرة، التي من الصعب أن أعيش من دونها، وبعد برنامج «القايلة» حتى عودتي بـ»بلنتي» تعد تلك أكبر فترة توقف لي في الإعلام الإذاعي، ويبقى للتلفزيون نكهة مختلفة، حيث ينقل المذيع إلى دوائر أكبر ويصقله. • هل لمست فارقا بين الإعلام الحكومي والخاص؟ - اشتغلت في القطاع الخاص في أول خمس سنوات، من ثم انتقلت لسبع سنوات إلى الإعلام الحكومي، فالعودة مجددا للإعلام الخاص. أزعم أنه من الممكن تحقيق النجاح في المجالين، لكن في القطاع الحكومي هناك صراعات يخوضها الشخص ضد الروتين والدورة المستندية والمركزية وتعطيل غير مبرر للكثير من الأمور، حيث الذهن مشتت في أمور أخرى غير الإنتاجية والتطوير والارتقاء والتطوير في تفاصيل العمل، وبالتالي قد يواجه المذيع صعوبة، لذلك من النادر أن يستطيع الشخص تشكيل منظومة عمل إنتاجية مبدعة. للأسف، في الإعلام الحكومي هناك تصيد، وعن تجربة خاصة تصبح الأمور صعبة عندما يكون الشخص أفهم من مسؤوله، عكس القطاع الخاص، حيث هناك استقلالية وأريحية وسرعة في اتخاذ القرار، وإن كنت لم أجد هذا الفرق الشاسع من حيث تقييد الحريات في تجربتي الحكومية ببرنامج «القايلة». • لنتحدث عن اختيارك لفريق العمل والانسجام بينكم وكيف ينعكس ذلك على ما يُبث؟ - شرفت بثقة إدارة مارينا ف.ام لأختار فريق عملي، حتى نحقق الأهداف التي نتطلع لها من خلال برنامج «بلنتي» خلال فترة كأس العالم، وجلست مع المُعد لطفي حنون، وبالتشاور معه تم اختيار بقية أعضاء الفريق مع الزميل المحلل علي العليوة، والمخرجة التي تترجم أفكاري كما أتخيلها روان جحجاح، ولاعب نادي اتحاد جدة ومنتخب الكويت الوطني فهد الأنصاري، وأخيرا اللاعب حمد العنزي، الذي يعطي البرنامج الصبغة الإيجابية. • هل تنوي الاستمرار في المارينا اف ام، أم أن لديك خططا أخرى؟ - مرتبط مع تلفزيون الكويت لثلاثة مواسم لتقديم برنامج «تاكتيكال لاب»، وأشكر وكيل وزارة الإعلام طارق المرزم على دعمه وتشجيعه، وفي مارينا اف.ام الارتباط فقط خلال فترة كأس العالم، وبعد هذه المناسبة لا أعلم حتى الآن ما تفكر به إدارة المارينا، لكن هناك وعدا بالتفاوض على استمرار «بلنتي» للموسم المقبل، أو أي مشاريع أخرى.
مشاركة :