بينما أخذ أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييغو مارادونا يلوح بقميصه من المدرجات وسط هتافات آلاف الأرجنتينيين قبل انطلاق مباراة بلادهم ضد كرواتيا في كأس العالم، كان ليونيل ميسي يفرك جبهته في توتر. ولمس ميسي الكرة 20 مرة فقط في الشوط الأول، وهو أقل عدد من اللمسات بين كل لاعبي الأرجنتين، وبدا مجهدا، لكن الأسوأ جاء في الشوط الثاني المرعب في نيجني نوفغورود الخميس، إذ سحقت كرواتيا المنتخب الأرجنتيني بثلاثة أهداف لتلحق به أثقل نتيجة في دور المجموعات منذ 60 عاما. وغادر عبقري برشلونة الذي سيكمل 31 عاما مطلع الأسبوع المقبل الملعب وهو يبدو وحيدا ومنكسرا بعد مباراة ربما أنهت فرصته الأخيرة في رفع كأس العالم. وتحول مارادونا، الفائز بكأس العالم 1986 والذي يقارنه الأرجنتينيون دائما بميسي، من التلويح بقميص لاعب برشلونة رقم 10 إلى البكاء. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وبين المشجعين انتشر سريعا الجدل بشأن ميسي هل هو عظيم بقدر مارادونا؟ هل هو أفضل من البرتغالي كريستيانو رونالدو؟ وقال رينزو ألفاريز وهو يصيح غاضبا وسط مجموعة من المشجعين يرتدون جميعا قميص ميسي: أشعر بالخزي من ارتداء هذا القميص وأريد أن أحرقه الآن. أين ميسي؟ أين الأرجنتين؟ قطعنا كل هذه المسافة وأنفقنا آلاف الدولارات التي نتحملها بصعوبة، لكنهم لم يظهروا أي روح قتالية من أجل البلد بأكمله. لا أصدق ما حدث. وانتشرت السخرية من ميسي على الإنترنت سريعا، وقالت إحدى عبارات السخرية التي حملت صورة لميسي "مفقود: هل رأيتم هذا الرجل؟ ظهر آخر مرة في استاد نيجني نوفغورود في روسيا". وفي ظل مشاركته لرابع مرة في كأس العالم، وبقاء الهزيمة المؤلمة أمام ألمانيا في نهائي 2014 عالقة في الأذهان، يواجه ميسي والأرجنتين الآن احتمال الخروج بشكل صادم من دور المجموعات إذا جاءت نتائج الفرق الأخرى بالمجموعة الرابعة في غير صالحهم. وسبق لميسي اعتزال اللعب الدولي بعدما أضاع محاولته خلال ركلات الترجيح أمام تشيلي في نهائي كأس كوبا أميركا عام 2016 لكنه تراجع عن قراره بعد مناشدات من المشجعين وأفراد عائلته وزملائه ومارادونا. لكن مع بلوغه 35 عاما في النهائيات المقبلة، ومع انهياره الواضح تحت وطأة الضغوط، تتوقع الأغلبية أن يعتزل ميسي اللعب الدولي في وقت ما بعد روسيا. وفي مباراة الخميس، تفوق عليه لوكا مودريتش صانع لعب كرواتيا الفائز بجائزة أفضل لاعب بالمباراة والقائد البالغ من العمر 32 عاما والذي لعب بروح قتالية وسجل هدفا مدهشا. وعلى النقيض، نادرا ما ظهر ميسي في المباراة وأخرجه المنتخب الكرواتي المنظم للغاية من اللعب وعجز عن تسديدة أي كرة على المرمى ولم ينجح في تمرير كرات مؤثرة سوى مرة أو مرتين. وكما حدث أمام أيسلندا حين أضاع ركلة جزاء في التعادل 1-1، خيم الصمت والصدمة على وجه ميسي وهو يغادر الملعب. وقال خورخي سامباولي مدرب الأرجنتين: ليو ميسي هو قلبنا وروحنا لكننا لم نتمكن من إيصال الكرة له. داعيا المشجعين لإلقاء اللوم عليه وليس على ميسي. ورغم أن مودريتش هو من تفوق في مواجهة الخميس، فإن المقارنة مع كريستيانو رونالدو غريمه في الدوري الإسباني هي أكثر ما يؤلم ميسي. فقد فاز اللاعب البرتغالي الكبير بلقب كبير بالفعل في بطولة أوروبا 2016 وبدأ كأس العالم بأربعة أهداف في مباراتين، وإن لم يحدث شيء غير عادي، قد يجلس ميسي قريبا لمشاهدة رونالدو من خارج روسيا.
مشاركة :