سلطت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، الضوء على جهود قطر لمواجهة مقاطعة دول الرباعي العربي بسبب دعم الدوحة للإِرهاب، وذلك عقب مرور أكثر من عام على المقاطعة.وتشير الصحيفة إلى استضافة قطر لقاعدة عسكرية أمريكية ضخمة موضحة أنها تستثمر ملايين الدولارات لتقوية علاقتها بالولايات المتحدة كما تحاول الدوحة التقرب من المجتمع اليهودي بأمريكا لكسب دعم إدارة ترامب.وأوضحت الصحيفة في تقرير مفصل أنه في يناير الماضي جلس وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان مع قادة قطر في لقاء طويل جمع الطرفين، مشيرة إلى لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في إبريل.وذكرت أن الدوحة ارتمت في احضان واشنطن لكسب تأييدها وأرادت أن تراها كحليف قوي حيث تظاهر تميم بأنه "الضحية" لينال رضاء إدارة ترامب، مشيرة إلى تقرب الحكومة القطرية من يهود أمريكا الذين يتمتعون بعلاقات قوية مع الإدارة الأمريكية من أجل الحصول على الدعم لمواجهة الدول العربية. وفي يناير الماضي، كتب آلان ديرشوفيتز الكاتب الأمريكي المعروف بتأييده لإسرائيل، على موقع ذا هيل الإلكتروني عن رحلته إلى قطر قائلا:"الدوحة أصبحت "إسرائيل الخليج"، وزعم أن مسؤولين قطريين أكدوا له أن قادة حماس غادروا الدوحة عقب طلبات من بعض المسؤولين، ويعد ديرشوفيتز واحدًا من قائمة طويلة من الأمريكيين الموالين لإسرائيل من بين اليهود البارزون الذين ذهبوا إلى قطر في نهاية 2017 والأشهر الأولى من عام 2018.وأوضحت أن قطر تواصلت مع يهود أمريكا من خلال وسائل مختلفة أحدها كان نيك موزين، الذي عمل مع السناتور تيد كروز، وأدار شركته التي تسمى "استراتيجيات ستونينجتون"، لكنه انقلب عليها بعد أسابيع قليلة.ونقلت الصحيفة عن مورت كلاين رئيس المنظمة الصهيونية الأمريكية، قوله إنه سافر إلى الدوحة في يناير الماضي "للقتال من أجل إسرائيل وأمريكا والشعب اليهودي .. لكن قطر فشلت في القيام بالشيء الصحيح"، مشيرة إلى أن الدوحة كثفت جهودها لكسب دعم الجالية اليهودية في أمريكا من خلال تقديم الدعم لبعض الشركات والأفراد وغيرها، مؤكدة أن سذاجة حكام الدوحة اوهمتها بأن التقرب من اليهود هو الحل لنيل رضا ترامب. وأشارت إلى أن العلاقة بين قطر والجماعات والأفراد والشركات المرتبطة بالجالية الموالية لإسرائيل أثارت جدلا واسعا حيث يشير المنتقدون إلى السهولة التي اقتنع بها بعض هؤلاء الأشخاص بالذهاب إلى تلك الإمارة الخليجية، موضحة أن البعض منهم كان يعتقد أنه بالتقارب مع قطر سيستطيع وقف بث فيلم وثائقي من قناة الجزيرة عن اللوبي الإسرائيلي ، الذي يحوي مشاهد محرجة لإسرائيل يكشفها مراسل قناة الجزيرة السري الذي التقى بالمجموعات المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة.وأضافت الصحيفة أنه من الغريب ادعاء قطر بأنها لا تتحكم في محتوى قناة الجزيرة، موضحة أنه إذا تم بث الفيلم الوثائقي الآن يمكن أن ينظر إليه على أنه انتقام من الشخصيات المؤيدة لإسرائيل التي سافرت إلى الدوحة، بعد أن أنهى بعضهم علاقتهم بالحكومة القطرية وتخلوا عن دعمها في بعض الملفات مثل تنظيم كأس العالم 2022 الذي تحارب الدوحة لاستضافته، وأن العلاقة بين قطر والمجتمع اليهودي لم تنته بعد.
مشاركة :