زادت حدة المعارك في الجنوب السوري، لا سيما في محافظة درعا، بفعل التصعيد من قبل قوات النظام السوري وروسيا، فيما رفعت الولايات المتحدة يدها عن فصائل الجيش الحر بعد دخول درعا في ظروف جديدة فرضتها تعزيزات النظام على خط التماس الغربي لمحافظة السويداء، وفي محيط الريف الشمالي من جهة مثلث الموت. وشنت روسيا غارات على مناطق فصائل المعارضة في بلدات في ريف درعا الشرقي، انطلاقا من قاعدة حميميم، لأول مرة منذ وقف اطلاق النار قبل عام، ولجأ سكان بلدة بصر الحرير المستهدفة إلى الطبقات السفلية والملاجئ. وخرج مركز الدفاع المدني في البلدة عن الخدمة، جراء القصف الجوي والصاروخي، وتضررت سيارات الاسعاف فيه بشكل كبير، فيما قتل خمسة مدنيين جراء غارات طالت بلدات الحراك والصورة وعلما. واعترف النظام بالقصف، ولكنه قال إنه يستهدف مواقع جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وقال انه أحرز تقدما في بصر الحرير، ولكن مصدرا عسكريا من فصائل الجيش الحر نفى ذلك، وقال إن المواجهات لا تزال مستمرة. ويعتبر القصف خطوة لعزل منطقة اللجاة وقطع طرق إمدادها، وتقول المعارضة إن وضع منطقة اللجاة ذات التضاريس الوعرة جيد، وهناك مفاجآت في الساعات المقبلة، وأن روسيا وإيران والأسد سيهزمون في محافظة درعا. في المقابل، سقطت قذائف صاروخية على أحياء في مدينة السويداء المحاذية لمنطقة اللجاة، مما أدى إلى مقتل طفلة وإصابة ثلاثة مدنيين بجروح طفيفة. وكانت وزارة الدفاع الروسية بررت بدء الهجوم على درعا بحجة أن خمسة عسكريين سوريين لقوا مصرعهم وأصيب 19 آخرون في هجوم شنه مسلحون من جبهة النصرة المصنفة ارهابية استهدف مواقع كتيبة الدبابات التاسعة المرابطة في بلدتي داما ودير داما، واسفر عن مقتل خمسة عسكريين واصابة 19 اخرين بجروح. رسالة أميركية في غضون ذلك، نشرت المعارضة السورية رسالة وجهتها أميركا إلى الفصائل، جاء فيها «نحن في حكومة الولايات المتحدة نتفهم الظروف الصعبة التي تواجهونها الآن، ولا نزال ننصح الروس والنظام السوري بعدم القيام بأي عمل عسكري يخرق منطقة تخفيف التوتر في جنوب غربي سوريا.. ونفهم أنكم يجب اتخاذ قراركم بحسب مصالحكم ومصالح أهاليكم وفصيلكم كما ترونها، وينبغي ألا تسندوا قراركم إلى افتراض أو توقع بتدخل عسكري من قبلنا». وفيما لم يصدر اي تعليق رسمي من واشنطن حول الرسالة، اتخذت فصائل الجيش الحر في درعا قرار القتال. وفي بيان نشرته غرفة العمليات المركزية قالت إن القرار اتخذ على مستوى الجنوب السوري بشكل كامل، ويضمن «الصمود والتحدي والدفاع عن كل المناطق». وأضافت الغرفة «لا نستسلم لهذه الطغمة المجرمة، فالموت أرحم من العودة لحياة ملؤها الذل». وقال القيادي في الفصيل إن «محتوى الرسالة هو أن أميركا لن تكون قادرة على مساعدة الجنوب، اي ما معناه دافعوا عن أنفسكم»، مشيراً إلى أن الرسالة جاءت كـ«توضيح من الولايات المتحدة وليست رداً على طلب من الفصائل». وأضاف «نحن نعرف أساساً انهم لن يتدخلوا». باتريوت إسرائيلي في سياق متصل، قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق صاروخا مضادا للطائرات من طراز باتريوت على طائرة من دون طيار قادمة من ناحية سوريا، ولكنه لم يصبها. وأضاف أن الطائرة انسحبت. وأشار جيش الاحتلال إلى أنه «لن يسمح بخرق السيادة الجوية لإسرائيل وسيتحرك ضد أي تهديد». في المقابل، قال قائد في التحالف الإقليمي الداعم للأسد إن طائرة من دون طيار استهدفتها إسرائيل بصاروخ باتريوت كانت تشارك في عمليات ينفذها الجيش السوري في القنيطرة قرب مرتفعات الجولان المحتلة. مخيم معدم ونتيجة للتصعيد، فر آلاف المدنيين في الاسبوع الماضي إلى مناطق لا يطالها القصف، وفي أرض قاحلة وتحت حرارة الشمس، انهمك رجال ونساء في وضع شوادر بيضاء اللون فوق قضبان حديدية لتصبح خيماً تأويهم وأطفالهم بعدما فروا مسرعين تاركين خلفهم منازلهم. ووجد بعضهم ملجأ في مخيم جديد للنازحين في قريبة بريقة جنوب محافظة القنيطرة برغم أنه يفتقد إلى أدنى الخدمات الأساسية، فلا توجد حتى مياه للشرب أو الغسل. ويخشى النازحون أن يطول بقاءهم في المخيم في حال توسعت المعارك في المنطقة الجنوبية. في وقت حذّرت الأمم المتحدة من تداعيات التصعيد على سلامة نحو 750 ألف شخص. (أ ف ب، رويترز، الأناضول)
مشاركة :