فصائل الجنوب السوري المعارضة تعلن فشل مفاوضات وقف المعارك مع موسكو

  • 7/4/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

فشلت المفاوضات بين فصائل الجنوب السوري والجانب الروسي من أجل إتمام اتفاق وقف المعارك في جنوب سوريا، وذلك بسبب إصرار موسكو على تسليم الفصائل الأسلحة الثقيلة دفعة واحدة، بحسب ما أعلنت الفصائل في تغريدة على تويتر. وتشن قوات النظام منذ 19 حزيران/يونيو عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة درعا بدعم من روسيا من أجل توسيع نطاق سيطرتها في محافظة درعا الحدودية مع الأردن. أعلنت فصائل الجنوب السوري الأربعاء "فشل" جولة مفاوضات عقدتها مع الجانب الروسي للاتفاق على وقف المعارك في جنوب سوريا، جراء إصرار موسكو على تسليم المقاتلين سلاحهم الثقيل دفعة واحدة. ووصفت مصادر معارضة في وقت سابق الأربعاء جولة المفاوضات التي بدأت عند الرابعة عصرا (13,00 ت غ) بـ"الحاسمة" بعدما حددت موسكو موعدا أخيرا للتفاوض، يسبق استئناف قوات النظام السوري لحملتها العسكرية في المنطقة في حال فشل المفاوضات. وأوردت الفصائل في تغريدة نشرتها "غرفة العمليات المركزية في الجنوب" على تويتر "فشل المفاوضات مع العدو الروسي في بصرى الشام وذلك بسبب إصرارهم على تسليم السلاح الثقيل". وقال الناطق الرسمي باسم الغرفة إبراهيم الجباوي لوكالة الأنباء الفرنسية "لم تسفر هذه الجولة عن نتائج بسبب الإصرار الروسي على تسليم الفصائل سلاحها الثقيل دفعة واحدة".  وأضاف "انتهى الاجتماع ولم يحدد موعد مقبل". ووافقت الفصائل خلال الاجتماع، وفق ما قال مصدر معارض في مدينة درعا مطلع على مسار التفاوض لوكالة الأنباء الفرنسية "على تسليم سلاحها على دفعات، لكن الجانب الروسي أصر على استلام كامل الأسلحة الثقيلة دفعة واحدة". وتشن قوات النظام منذ 19 حزيران/يونيو عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة درعا بدعم من روسيا التي أبرمت في الأيام الأخيرة اتفاقات "مصالحة" منفصلة في أكثر من ثلاثين قرية وبلدة. وتنص هذه الاتفاقات بشكل رئيسي على استسلام الفصائل وتسليم سلاحها مقابل وقف القتال. للمزيد:مفاوضات بين المعارضة السورية وروسيا بشأن وقف المعارك في الجنوب السوري وتمكنت قوات النظام عبر هذه الاتفاقات والحسم العسكري من توسيع نطاق سيطرتها من ثلاثين إلى ستين في المئة من مساحة محافظة درعا الحدودية مع الأردن، فيما تبدو عازمة على استعادة بقية المناطق الواقعة تحت سيطرة الفصائل إضافة إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن. وكان المصدر المعارض قال لوكالة الأنباء الفرنسية في وقت سابق الأربعاء إن الفصائل أمام خيارين "إما أن تقبل بالتسوية أو تستأنف الحملة العسكرية" ضدها، بعدما كانت الغارات توقفت بشكل كامل منذ مساء السبت لإفساح المجال أمام التفاوض بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. مدنيون في العراء ورفض المفاوضون الروس الثلاثاء، وفق المصدر المعارض، مسودة مطالب قدمتها الفصائل، تنص وفق نسخة اطلعت عليها وكالة الأنباء الفرنسية، على تسليم السلاح الثقيل فور بدء سريان الاتفاق، على أن يسلم السلاح المتوسط لاحقا مع "بدء عملية سياسية حقيقية" لتسوية النزاع السوري. وتتمسك الفصائل بأن يتضمن أي اتفاق مقبل "خروج من لا يرغب بتسوية وضعه من المقاتلين من المنطقة الجنوبية مع عائلاتهم إلى أي منطقة يريدونها في سوريا". في المقابل، يتمسك الروس بمضمون اقتراحهم الذي تم على أساسه إبرام اتفاقات في عدد من بلدات الجنوب، ويتضمن تسليم السلاح الثقيل بالدرجة الأولى وفق المصدر ذاته. كما يرفضون إجلاء أي مقاتلين أو مدنيين خارج درعا. وسبق أن توصل النظام والمفاوضون الروس في مناطق أخرى، أبرزها حلب والغوطة الشرقية قرب دمشق وحمص في وسط البلاد، إلى اتفاقات تم بموجبها إجلاء عشرات الآلاف من مقاتلي المعارضة والمدنيين إلى شمال البلاد، لكن هذا الأمر لا ينطبق على درعا. وتسببت العمليات القتالية في درعا بنزوح عدد يراوح بين 270 ألفا و330 ألف سوري وفق الأمم المتحدة. توجه عدد كبير منهم إلى الحدود مع الأردن أو إلى مخيمات مؤقتة في محافظة القنيطرة قرب هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل. وفي القنيطرة، نفذ العشرات من المدنيين الأربعاء اعتصاماً أمام مقر للأمم المتحدة في قرية الرفيد، وفق مصور متعاون مع وكالة الأنباء الفرنسية. وأوضح علي الصلخدي، مسؤول مجلس محافظة درعا التابع للمعارضة لوكالة الأنباء الفرنسية "المدنيون العزل الذين هجروا ويسكنون في الخيم أو في العراء نظموا وقفة اعتصامية أمام الأمم المتحدة لمطالبتها والعالم بحمايتهم وتقديم ضمانات دولية للحفاظ على حياتهم". رفض "مذل" وحثت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية في بيان الأربعاء الأردن وإسرائيل على "السماح للسوريين الفارين من القتال في محافظة درعا بطلب اللجوء وحمايتهم". وقالت نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة لما فقيه إن "رفض السلطات الأردنية المذل السماح لطالبي اللجوء بالتماس الحماية لا يتعارض فقط مع التزاماتها القانونية الدولية، بل يتنافى مع الأخلاقيات الإنسانية الأساسية". وكرر الأردن الذي يستضيف أكثر من مليون لاجىء سوري، مرارا خلال الأسبوعين الماضيين أنه سيبقي حدوده مغلقة، لأنه لا يستوعب موجة جديدة من النازحين. وتزامنت جولات التفاوض بشأن مستقبل المنطقة الجنوبية مع توقف الغارات بشكل كامل على مناطق سيطرة الفصائل منذ مطلع الأسبوع، بينما تتواصل الاشتباكات في محيط مدينة طفس غرب درعا وقرب قاعدة عسكرية في جنوب غرب المدينة. وأفاد المرصد الأربعاء عن مقتل 11 مدنيا من عائلة واحدة جراء انفجار ألغام لدى عودتهم ليلا إلى بلدة المسيفرة، التي انضمت خلال الأسبوع الأخير إلى اتفاقات التسوية مع قوات النظام برعاية روسية. وأعلنت روسيا الأربعاء على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف بعد استقباله نظيره الأردني أيمن الصفدي في موسكو أنها "تساعد الجيش السوري في العمل مع المجموعات المسلحة لإقناعها بإبرام اتفاق مصالحة وإلقاء أسلحتها". وقال الصفدي من جهته "الأولوية من أجل تسوية الوضع في جنوب سوريا هي في إيجاد حل سياسي، ما يعني وقفا لإطلاق النار وحل المسائل الإنسانية". ويحضر الوضع في جنوب سوريا على جدول جلسة طارئة مغلقة يعقدها مجلس الأمن الخميس، دعت إليها كل من السويد التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن خلال هذا الشهر والكويت. فرانس 24 / أ ف ب نشرت في : 04/07/2018

مشاركة :