مشروع تخرج يبحث العلاقة بين الغرب والفكر الإسلامي

  • 6/25/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كتبت - هناء صالح الترك:ناقشت الطالبة سارة محمد المري تخصص شؤون دوليّة، في كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر، مشروع تخرج لربيع 2018، بعنوان :إشكالية العلاقة مع الغرب في الفكر الإسلامي المعاصر، باشراف الأستاذ الدكتور العربي الصديق. وقالت سارة محمد المري: تسعى هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على الفكر الإسلامي المعاصر وكيف تعامل هذا الفكر مع الغرب، خاصة أن الغرب طرح العديد من المفاهيم والأطروحات مثل الديمقراطية والعولمة والإصلاح والتجديد وكذلك حقوق الإنسان، من هنا الدراسة تبحث في كيف تعامل الفكر الإسلامي المعاصر من خلال المفكرين المسلمين مع موضوع العلاقة مع الغرب بشكل عام ومع القضايا التي طرحها الغرب في الفترة الأخيرة. وأكدت سارة المري في تصريحات لـ الراية أن الدراسة تسعى إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الأساسية وهي التركيز على أوجه تطوير العلاقة مع الغرب من قبل الفكر الإسلامي المعاصر والجدل الفكري في الفكر السياسي الإسلامي في التعامل مع الغرب من زاوية الصراع أو من زاوية التعاون أو من خلال الرؤية المشتركة لهذين الاتجاهين، التركيز على موقف الفكر الإسلامي المعاصر من القضايا التي طرحها الفكر الغربي في السنوات الأخيرة مثل قضايا العولمة واحترام وكفالة حقوق الإنسان والعولمة وإلغاء الحواجز الجغرافية وتحرير التجارة وكذلك قضايا الإرهاب واعتبار الدول الإسلامية مصدراً لانتشار الإرهاب على مستوى العالم، كذلك بيان وتوضيح بروز الاهتمام بالإسلام من قبل الدول الغربية عقب انهيار المعسكر الاشتراكي وما تلا ذلك من البحث عن عدو جديد للدول الغربية يحل محل التهديد الشيوعي وكذلك ما تلا ذلك من أحداث الحادي عشر من سبتمبر والتي أدت إلى بروز الاهتمام بالإسلام من قبل العديد من الفكريين الغربيين الأمر الذي يتضح مزيداً من الاهتمام من قبل الفكر الإسلامي للتعامل مع هذه الإشكاليات النظرية على نطاق واسع وبمزيد من الاهتمام. وقالت سارة المري، تسعى الدراسة إلى إلقاء الضوء على النظريات الرئيسية التي صدرت في الفترة الأخيرة من قبل مفكرين غربيين حول الإسلام. وتناولت العديد من الدراسات التي تبحث في موضوع العلاقة مع الغرب في الفكر الإسلامي المعاصر، وتنطلق الدراسة من الإطار النظري في بحث وتحليل الفكر السياسي الإسلامي المعاصر والذي يعتبر منظومة ثقافية حضارية، إلى الاطار المفاهيمي في الفكر السياسي، والفكر الإسلامي المعاصر ومفهوم الغرب، وقد اعتمدت الدراسة على المنهج التاريخي من خلال وصف بعض الأحداث التاريخية، كما اعتمدت الباحثة أيضاً على المنهج الوصفي التحليلي لكون المنهج التاريخي سوف يعمد على سرد الأحداث التاريخية التي تحتاجها الباحثة في هذه الدراسة، في حين أن المنهج الوصفي التحليلي يعمد على وصف الأحداث التاريخية وترتيبها وتحليلها والوقوف على النتائج المترتبة عليها.وتناولت الباحثة سارة المري بإسهاب، موقف الفكر الإسلامي المعاصر من قضية حقوق الإنسان، ومن قضية الإرهاب، وقضية العولة. وخلصت الدراسة، إلى أن موقف الفكر الإسلامي من الغرب هي قضية في غاية الأهمية حيث قامت الدول الغربية بدراسة الإسلام والعرب من خلال علم الاستشراق الذي سعى إلى دراسة كافة التفاصيل المتعلقة بالمجتمعات الإسلامية، لا سيما في ظل الاستعمار الذي عمد على السيطرة على مقاليد الأمور بالنسبة للدول العربية والإسلامية وعمد على السيطرة على المعرفة والسياسة والمال والإعلام، الأمر الذي جعله يُسيطر على عقول العديد من المثقفين العرب والذين انبهروا بالثقافة الغربية واعتبروا أن هذه الثقافة هي الأساس من أجل نهضة الحضارة الإسلامية مرة أخرى فباتت هذه قناعات راسخة لديهم بشكل كبير قائمة على فكرة الاغتراب. ولكن في مقابل هذا التيار برز تيار آخر يدعو إلى مقاومة النفوذ الغربي في الحضارة الإسلامية ويدعو إلى علم جديد قائم على الاغتراب قائم على دراسة الغرب والثقافة الغربية بدلاً من الاكتفاء بالوقوف مكتوفي الأيدي أمام الغزو الغربي للثقافة الإسلامية. أما على أرض الواقع فقد انقسم الفكر الإسلامي في موقفه من الحضارة الغربية إلى مرحلتين الأولى قائمة على الصراع، في حين أن الثانية قائمة على التعاون بشكل كبير، ومن هنا بات لدينا نوعان من الاتجاهات التي يدعو إليها الفكر الأولي وهو الفكر الصدامي مع الغرب، في حين أن الجانب الآخر يرى ضرورة التعاون بين الجانبين باعتبارهم جميعاً في هذه البشرية. وأضافت: من هنا يمكن القول إن التطورات التي شهدتها الساحة العالمية مثل قضايا حقوق الإنسان والعولمة والإرهاب والديمقراطية في الفترة الأخيرة فرضت ضغوطاً على الفكر الإسلامي بشكل كبير ودفعته إلى محاولة التعامل مع هذه الإشكاليات المختلفة، حيث سعى الفكر الإسلامي إلى التعامل مع التطوّرات الدولية التي لحقت بالساحة الدولية وتعاملت بضرورة تحصين الأمة الإسلامية من بعض المخاطر أو الدفاع عن المسلمين في ظل هذه الاتهامات المتعلقة بكون الدول الإسلامية هي المسبب الرئيسي للإرهاب والدفاع عن الأمة الإسلامية وذات الأمر التعامل مع الخطر الناشئ من الإرهاب.

مشاركة :