يستخدم الكثير منّا حبل وسائل التواصل الاجتماعي لنشر “غسيل” حياته. وأي غسيل! إنها.. سكناتنا، ولحظات فرحنا، وأحزاننا؛ وأكثر الأوقات حميمية، وأشدها عنفا. ورغم تصديقنا بوجود الكثير من (حرامية الغسيل) بيننا، إلا أن ذلك، لم يمنعنا جميعاً من النشر في شوارع المدينة العريضة، وأمام المارة. وأصبح بعضنا للأسف، يتفاخر بالنشر، ويجد في ذلك سعادة ومتعة، لم يذقها من قبل. يدرك الجميع، أن نشر غسيل بيوتنا أمام الناس، فيه كشف لخصوصياتنا؛ وفضح لأدق تفاصيل حياتنا. والأدهى والأمر هو التجاوز على ذائقة الآخرين، والتلويث المتعمّد لأبصارهم ومسامعهم. ويبقى السؤال: أين نجد الضابط في الأمر؟ وقد اصبح للجميع منصات للنشر، كالسناب شات، والتويتر، والانستقرام، وغيرها. وبتنا قنوات بثّ مباشر نتسابق على المشاهد. دون وجود عقد (شرف مهني). وأصبحت معايير النشر لدينا، تخضع للمزاجية، والأهواء، والقيم، التي تشكل شخصيات بعضنا. ومن بيننا من لايحكمه عرف، أودين، أوقانون. الرقابة الذاتية الغائبة، سمحت بالنشر التلقائي، وأصبح كل شئ معلّق على الحبل. بعض الحسابات حقيقة تحتاج إلى تشفير. أو توضع عليها علامة (بلس) لنحدد لها السن القانوني للمشاهدين. في السابق كان الناس يتخندقون وراء الأسماء المستعارة، لتبقى صفحات أسمائهم الحقيقية نظيفة، ولكن اليوم نراهم أكثر “بجاحه” إن صحّ التعبير، وبوجه عريض، يتقدمون بأسمائهم، وصور أهليهم، وقد يزيدون تحدّيهم لذائقة مجتمعهم، بوضع “وسوم” يتطالون فيها بالبنيان. لقد فقد المجتمع العربي عموما، قوانينه، التي كانت تحكمه واختلط عنده الحابل بالنابل وبقول آخر (خمّ الغسيل) يالربع.
مشاركة :