حاتم الجهمي يكتب: «السوشيال ميديا».. تواجه الأصوات «المزعجة»

  • 11/26/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

على وقع تغريدات الجمهور، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي فى مصر منذ عدة أيام بمجموعة من الصور كل منها تحمل حكاية لقضية مختلفة عن الأخرى، فالأولى صورة لسيدة كبيرة لقبها المغردون بـ"سيدة المطر" كانت تجلس علي أحد أرصفة شوارع القاهرة متكئة علي يمينها، تبيع "الترمس"، وسط أمطار غزيرة كانت تقع فى ذلك الوقت، بحثا عن لقمة العيش وسعيا وراء رزقها.صورة السيدة الخمسينية سرعان ما تداولها رواد مواقع التواصل الإجتماعي، الذين اعتبروها نموذجا للإنسان الكادح الذي لا يكل ولا يمل فى البحث عن رزقه رغم الظروف الصعبة التي تحيط به، وربما أراد القدر أن يسخر لها تلك المنصات لكي تلتقي وزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، السيدة وزوجها؛ لتقديم كافة سبل الدعم لهما من خلال إجراءات الحماية الاجتماعية المختلفة والتمكين الاقتصادي للأسر التي تعاني من الفقر متعدد الأبعاد، هذا بالإضافة لاستضافة الفنانة ياسمين صبري لها للتعرف علي حاجتها، غير الكثيرين الذين حاولوا مساعدتها.فى تلك القصة ربما نجحت وسائل التواصل الاجتماعي فى مساعدة تلك السيدة وتغيير حياتها للأفضل، على عكس ذلك تريند جديد لفنان مصر لقب نفسه "نمبر وان" كان بدولة الإمارات الشقيقة، والتقط صورا مع 3 إسرائيليين، وكأنها القشة التي قصمت ظهر البعير، هجوم شديد تلقاه "نمبر زيرو" كما وصفه المغردون وقتها، ما أجبر نقابة المهن التمثيلية على إصدار قرار بوقفه عن العمل وإحالته للتحقيق، أعقبه قرار نقابة الصحفيين المصرية بمنع نشر اسمه وصوره التزاما منها بمقاطعة كل أشكال التطبيع.هنا أود القول أن القضيتين كان محركهما الأساسي السوشيال ميديا، الأولى أخذت مسلكا مغايرا للثانية، حيث رفعت قدر السيدة التي سعت وراء رزقها، وعاقبت "نمبر زيرو" برد الفعل الذي جاء من نقابة المهن التمثيلية ودعوات المقاطعة لأعماله الفنية.حتي مؤسسات الدولة أصبحت تنصت إلى كل ما هو إيجابي فى وسائل التواصل الاجتماعي وتستمع إلى شكاوى الكثيرين، وقد رأينا استجابات حكومية لقضايا فجرتها وسائل التواصل الاجتماعي بداية من رئيس الجمهورية مرورا برئيس الوزراء وكافة أعضاء الحكومة، جميعهم لم يتوان عن تقديم المساعدة لسيدة استغاثت، أو مريض طلب العلاج، أو قعيد طلب المساعدة.رأينا السوشيال ميديا أيضا سلاح البسطاء فى إسكات الأصوات المزعجة التي تطل علينا من منصات إعلامية تسب هذا وتتهم ذاك، فرأي الجميع كيف كانت سببا فى خروج رئيس ناد رياضي كبير وعضو فى مجلس النواب من سباق الانتخابات البرلمانية الحالية بهزيمة ساحقة، بعد أن أبرزت تلك المنصات مساوئ الأخير، ووضعت أمامها الحقائق التي ربما تغاضى عنها الكثيرون.مقطع  فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، لأستاذ بجامعة الإسكندرية، يدعي كذبا فى حديثه عن القرآن الكريم، بقوله:" يجوز للاابن أنه يتزوج أمه وإن الإسلام دين معقد عشان بيحرم الابن من أنه يتزوج أمه، كان كفيلا بوقفه عن العمل وإحالته للتحقيق، بعد موجة غضب أطلقها طلاب الجامعة.حالة أخيرة متعلقة بأخلاقيات المجتمع والحفاظ عليه، أود الحديث عنها لفنانة مصرية دأبت على نشر مقاطع فيديو فى أوضاع مخلة بالآداب، رصدتها النيابة العامة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي فكان عقابها أن أحيلت للمحاكمة التي قضت بتغريمها وسجنها 4 سنوات.ما أود التأكيد عليه فى نهاية حديثي أن السوشيال ميديا هي سلاح ذو حدين، فالأول قد تطلق من خلاله النيران علي نفسك حال استخدمته فى الااتجاه الخطأ، وربما رأينا منها أضرارا كثيرة قد تهدد الامن القومي من خلال نشر الشائعات والأكاذيب وترويجها، وهذه الوسائل التي تستغلها جماعة الاخوان الارهابية في بث الأكاذيب من خلال اللجان الإلكترونية للجماعة الارهابية، والسلاح الثاني ينصر الضعيف ويأتي بحق المظلوم، ويضع يد الحكومة والدولة على مساوئ كثيرة لأشخاص ومؤسسات لم تكن ستكشف دون "السوشيال ميديا".

مشاركة :