عمّان – انطلقت في المركز الثقافي الملكي بالعاصمة الأردنية عمّان مساء الأحد فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان عشيّات طقوس المسـرحية بالعرض الأردني “قالب كيك”، تأليف سميحة خريس، وإخراج مجد القصص، وأداء جولييت عواد وسارة الحاج. و”قالب كيك”، الذي سبق أن عرض في عمّان وخارجها، ينتمي إلى الكوميديا السوداء، ويحكي عن معاناة امرأة تحضر “قالب كيك” لحفيدتها التي ستأتي لزيارتها، وفي أثناء عملية التحضير تذكّرها المواد التي تستخدمها (الطحين والبيض والملح والبيكن باودر) بتفاصيل كثيرة من حياتها، ابتداءً من الطفولة والمراهقة حتى الآن. وتسرد جولييت عواد، بأدائها المتقن الجذّاب، ما تعانيه المرأة العربية في المجتمع العربي الذكوري، وتعرّج على هزيمة العرب في يونيو عام 1967، والمقاومة الفلسطينية وحب الوطن، وصولا إلى أحداث تجري حاليا، منها قرار دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف بها عاصمة لدولة الاحتلال، كما تنتقد حال البلد، واستمرار ارتفاع الأسعار وتفاقم الفقر والمستقبل المجهول، لتنتهي بالحديث عن الإرهاب. ويشتمل المهرجان، الذي تقيمه فرقة طقوس المسرحية بالتعاون مع وزارة الثقافة ونقابة الفنانين الأردنيين ويستمر خمسة أيام، على عروض من أربع دول عربية، إضافة إلى الأردن، وهي المسر حية السعودية “صفحة أولى” لـلمؤلف والمخرج علي الخبراني، والعرض الفلسطيني “الورود إلي بينهن” للمخرجة حنين طربيه، والمسرحية المصرية “شريط كراب واللعبة في انتظار غودو” للمخرج حمادة شوشة، والمونودراما المغربية “عاشقة الموت” تأليف وتمثيل زينب زعبول وإخراج سعيد غزالة. أما الأردن فيشارك بعرضين إضافة إلى عرض “قالب كيك” الذي افتتح المهرجان في الرابع والعشرين من يونيو الجاري ويستمر حتى الثامن والعشرين منه، وهما “محاكمة زنوبيا” عن نص محمد الجبريني وإخراج محمد عشا، و”هاملت بعد حين” عن نص “هاملت يستيقظ متأخرا” لممدوح عدوان وإخراج زيد خليل مصطفى. كما يتضمّن المهرجان ورشة عمل مسرحية بعنوان “تقنيات التعبير الجسدي وعناصر العرض المسرحي” تديرها الفنانة التونسية زوهاد ضيفلاوي، وندوة بعنوان “تجليات مسرح الصور”، يشارك فيها كل من رياض موسى سكران، وعبدالرضا جاسم من العراق، ويديرها يحيى البشتاوي من الأردن. ويستضيف المهرجان عددا من المسرحيين العرب منهم: الشخصية المكرمة أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وعبدالرضا جاسم من العراق، وجاسم محمد منصور من البحرين وياسر الحسن من السعودية. يُذكر أن مهرجان عشيّات طقوس المسـرحية بدأ أساسا ليكون متخصّصا بالعروض ذات الطابع الطقسي والصوفي، التي تُقدّم في فضاءات مفتوحة، لكنه لم يستطع الحفاظ على هذه الخصوصية بسبب قلة العروض في المسرح العربي التي تنحو منحى طقسيا أو صوفيا، لذا صار يتساهل في قبول مشاركة عروض ذات أنماط وأشكال مختلفة، تقليدية وتجريبية، حتى لا يتوقف ويندثر.
مشاركة :