ارتبطت بيوت طيبة القديم بالزخارف والنقوش، والتى تعتبر من أهم العناصر الجمالية في العمارة الإسلامية وصاحبة الدور الرئيس في إبراز الوحدات والتكوينات والعناصر المكملة لأنواع الطرز المختلفة في الحضارة الإسلامية وكان لكل طراز خصائصه ومميزاته ونقوشه وزخارفه التي عرفت بها. وظهرت الزخارف والنقوش منذ فترة مبكرة جدًا وخاصة تلك النقوش والكتابات التي ظهرت على ضفاف وادي العقيق وسد الرانونا وبعض صخور جبل سلع واحد والتي يرجع بعضها إلى ما قبل الإسلام. وكانت البيوت التقليدية في المدينة المنورة برواشينها وواجهاتها مسرحًا كبيرًا لتلك الزخارف والنقوش فقد انتشرت على تيجان الرواشين وقواعدها وشرفاتها كما غطت بعض فتحات النوافذ وظهرت حول الكثير من الوحدات والعناصر المعمارية المختلفة وخاصة الأبواب الرئيسة وأعلى النوافذ وحول الأسقف وزوايا وأركان المداخل وتنقسم الزخارف والنقوش بشكل عام على قسمين الزخارف النباتية والزخارف الهندسية. وانقسمت كل فئة على نوعيات مختلفة فمنها الزخارف المفرغة والبارزة ومنها الزخارف الجصية والحجرية التي ظهرت حول الأعمدة والمداخل الرئيسة. ويعد التجانس المعماري للمباني التقليدية القديمة في المدينة المنورة أحد الضوابط والمعايير الأساسية لإقامة هذه المباني، فلا نكاد نجد مبنى يخل بهذه المعايير، الأمر الذي جعل أحواش المدينة وحاراتها وأزقتها تحمل شخصية متميزة بنسيج متجانس يساعد على تقوية التركيز البصري وتذوق الجمال الفني. وتعتبر الواجهات أحد مظاهر التجانس بين المباني التقليدية في المدينة المنورة قديمًا، ولهذه الواجهات أهمية في إبراز أشكال وتكوينات العناصر المعمارية والجمالية المشتركة بين المباني، وتتجانس مفردات هذه الواجهات وتشكل نسقًا جماليًا متميزًا، كما تقوم بوظيفة مناخية مهمة؛ حيث توفر الظلال، وتخفف من وطأة الحر. وأهم المفردات المعمارية والجمالية المؤثرة في تصميم واجهات المباني ثلاث هي: فتحات النوافذ والرواشين، وأبواب الواجهات، والزخارف والنقوش ويقصد بالرواشين بها التغطية الخشبية البارزة للنوافذ والفتحات الخارجية، وتُحْمَلُ هذه الرواشين في الغالب على كوابيل من الحجر. المزيد من الصور :
مشاركة :