بعد يومين من الاضراب والتظاهر، احتجاجا على انهيار الريال الإيراني واحتمال مواجهة مزيد من المصاعب بسبب إجراءات أميركية ضد طهران، دعا المرشد الايراني الأعلى علي خامنئي، السلطة القضائية، امس، إلى معاقبة «المخلين بالأمن الاقتصادي». ونقل الموقع الإلكتروني الرسمي لخامنئي عنه قوله، خلال احتماعه مع مسؤوليين قضائيين، إن على القضاء التصدي لمن يكدرون الأمن الاقتصادي. ودعا خامنئي إلى «توفير أجواء آمنة لمعيشة الناس ونشاطاتهم المهنية». ونقلت وكالة أنباء فارس عن الجنرال يحيى رحيم صفوي، مستشار كبير للمرشد الأعلى، قوله إن كل الإيرانيين ملتزمون بمساعدة الحكومة على التعامل مع أي أزمة مالية. وقال صفوي «من واجبنا جميعا أن نعمل معا لمساعدة حكومتنا الموقرة وبقية الفروع الحكومية في حل المشكلات الاقتصادية». وأضاف «يجب أن نحبط خطط العدو للحرب الاقتصادية والعمليات النفسية». في المقابل، طلب ثلثا النواب الإيرانيين في خطاب وجهوه إلى الرئيس حسن روحاني، تغيير فريقه الاقتصادي، نظراً «للنتائج السيئة» التي حققتها الحكومة، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية امس. وورد في مقتطفات من الرسالة نشرتها الوكالة أن «النتائج السيئة لكبار المسؤولين الاقتصاديين في السنوات الأخيرة تسببت في زيادة انعدام الثقة لدى المواطنين إزاء القرارات التي تم الإعلان عنها أو تنفيذها في الأمور الاقتصادية». وقالت الوكالة إن الخطاب وجهه 187 نائباً من أصل 290 في مجلس الشورى. ودعا هؤلاء روحاني إلى التحرك «بشكل عاجل (من أجل) إحداث تغيير في قيادة الفريق الاقتصادي» بهدف جعله يتحلى «بالديناميكية» و«يفهم» الوضع الاقتصادي قبل أن يتخذ مجلس الشورى قراراً بهذا الشأن. وتضاربت الانباء حول انتهاء الاضراب في بازار طهران امس، ففيما ذكرت رويترز ان الحياة عادت الى طبيعتها بعد يومين من إضراب أغلقت خلاله معظم المتاجر أبوابها احتجاجا على انهيار الريال الايراني ،تداول ناشطون عبر مواقع التواصل مقطعاً يظهر انطلاق الاحتجاجات صباح الأربعاء، من بازار سلطاني، حيث يهتف حشد من الشبان «لا تخافوا.. كلنا متحدون». كما بث ناشطون مقطعا يظهر انضمام بازار أصفهان للإضراب العام، حيث أغلقت كل المحال في السوق الرئيسي للمدينة أبوابها امس. وردا على ما قاله مسؤول بالخارجية الاميركية، الليلة قبل الماضية، إن الولايات المتحدة طلبت من جميع الدول وقف واردات النفط الإيراني اعتبارا من نوفمبر، قال مسؤول إيراني بقطاع النفط لوكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء، امس، إن من المستحيل إخراج النفط الإيراني من السوق العالمية بحلول نوفمبر مثلما تطالب الولايات المتحدة. وأضاف المسؤول «إيران تصدر إجمالا كمية قدرها 2.5 مليون برميل يوميا من الخام والمكثفات، والتخلص منها بسهولة وفي غضون أشهر قليلة مستحيل». وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اعلن الشهر الماضي انسحاب بلده من الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع القوى العالمية الست في يوليو 2015. وأمر ترامب بإعادة فرض عقوبات على طهران كان قد جرى تعليقها بموجب الاتفاق. (ا ف ب، الاناضول، رويترز)