أبوظبي (وام) قالت نشرة «أخبار الساعة»، إن الشراكة الإماراتية- الهندية تقدم نموذجاً للشراكات الاستراتيجية التي تتعزز باستمرار لأن الإرادة السياسية القوية لقيادتي الدولتين تقف وراءها وتعمل على ترسيخها يوماً بعد الآخر بما يحقق مصالح شعبيهما في مختلف المجالات، وهذا ما عبر عنه بوضوح سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي خلال زيارته إلى جمهورية الهند، حيث أكد سموه أن العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين شهدت نقلة نوعية كبيرة في المجالات كافة خلال السنوات الماضية مدعومة بإرادة سياسية مشتركة من قيادتي البلدين. وتحت عنوان «تعزيز الشراكة الإماراتية - الهندية»، أكدت أن الاتفاقية الإطارية التي تم التوقيع عليها خلال هذه الزيارة بين شركتي بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» وشركة «أرامكو» السعودية لاستكشاف فرص الشراكة الاستراتيجية والاستثمار في بناء مصفاة نفط عملاقة ومجمع للبتروكيماويات في منطقة راتناجيري على الساحل الغربي للهند بقيمة تقديرية تبلغ نحو 44 مليار دولار، تعزز من الشراكة الاستراتيجية بين الدول الثلاث وتنطوي على مردودات إيجابية عديدة في أكثر من زاوية، فهي من ناحية ستعزز مسيرة التعاون بين الدول الثلاث في قطاع الطاقة، خاصة أن الهند تعتمد بشكل رئيسي في احتياجاتها من النفط على كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وتشير التقديرات إلى ارتفاع الطلب على النفط في الهند خلال الأعوام المقبلة. وأضافت النشرة الصادرة اليوم عن «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، أنه من ناحية ثانية، فإن هذه الاتفاقية تنسجم مع السياسة العامة التي تتبناها شركة «أدنوك» ودولة الإمارات بوجه عام، وهي التي تستهدف توسعة نطاق الشراكات الخارجية في قطاع الطاقة، حيث أبرمت «أدنوك» في الآونة الأخيرة العديد من الاتفاقيات مع كبريات الشركات العالمية صاحبة الخبرة في قطاع الطاقة، وذلك من منطلق حرصها على الاستفادة من هذه الخبرات في تطوير قطاع النفط والغاز في الإمارات، باعتباره أهم قطاعات الاقتصاد الوطني. وأشارت إلى أنه من ناحية ثالثة، فإن هذه الاتفاقية تؤكد التزام الإمارات بالعمل على تعزيز أمن الطاقة العالمي والذي يحظى دائماً بأولوية متقدمة على أجندة دول العالم لأن الطاقة هي أساس التقدم البشري، كما ترتبط استدامة التنمية بتوافر مصادر دائمة ومتاحة لها، ولهذا تعمل الإمارات على التعاون الفاعل مع الدول الأخرى على المستويين الإقليمي والعالمي في إنجاز مشروعات مشتركة في هذا المجال على النحو الذي يجسده المشروع المشترك الجديد «راتناجيري» بين الإمارات والسعودية والهند والذي يدشن تعاوناً إقليمياً ناجحاً في مجال الطاقة بين الدول الثلاث من شأنه تعزيز أمن الطاقة على الصعيدين الإقليمي والعالمي. وأكدت حرص الإمارات على تعزيز علاقتها مع الهند في المجالات كافة، وقد توجت ذلك باتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الدولتين في عام 2017 والتي تشكل مرحلة متقدمة في مسار العلاقات الثنائية، خاصة أن هذه الشراكة لا تقتصر فقط على التنسيق السياسي والدبلوماسي والحوار الاستراتيجي وإنما تتضمن أيضاً التعاون في المجالات الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية والأمنية والثقافية، وجاءت زيارة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الأخيرة إلى جمهورية الهند ومباحثاته مع المسؤولين هناك لترسخ مستوى هذه الشراكة لما أكدته من حرص مشترك على الارتقاء بمسار العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وما أظهرته من توافق في الرؤى حول مجمل القضايا الإقليمية والدولية، وبما يدعم أسس الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم. وأوضحت «أخبار الساعة» في ختام مقالها الافتتاحي، أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الإمارات والهند لا تقتصر مردوداتها الإيجابية على الدولتين فقط، وإنما تتجاوز ذلك إلى الصعيدين الإقليمي والدولي بالنظر إلى الدور المهم الذي تقوم به الدولتان في التصدي لمصادر التهديد المشتركة التي تواجه الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، حيث تعارضان بشدة الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره بغض النظر عن مرتكبه ودوافعه ومكانه، وتعملان معاً من أجل محاربة التطرف والأصولية، ونشر قيم السلام والتسامح التي تدعو إليها كل الأديان كما تتعاون الإمارات مع الهند لتحقيق أهداف التحالف الدولي للطاقة الشمسية، وهو الذي يسعى إلى تسريع وتيرة التوسع في مشاريع الطاقة الشمسية.
مشاركة :