شبابنا واستثمار الفراغ : جلسات الأصدقاء

  • 6/28/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

جزء كبير من وقت الفراغ يقضيه الشباب معا في طلعاتهم وجلساتهم، وبوسعهم أن يستمتعوا بفوائد جمة من ملتقياتهم، إذا كان لديهم أصدقاء إيجابيون.والصداقة الحقيقية ليست مجرد كلمات الترحيب التي تلقى بها صاحبك أو المجاملات الآنية في المجالس، وإنما الصداقة تمثل داعما حقيقيا للإنسان توفر له جوا مريحا يعمل على تخفيف مشاعر الضيق والملل والتوتر وحتى تنمية المشاعر الإيجابية السارة حيث تؤدي إلى المشاركة في الميول والاهتمامات الشخصية إلى إثارة المشاعر الإيجابية السارة متضمنة المرح والتسلية والترفيه.والفيصل في هذه النتائج هو نوع الصديق، وهذا ما أشار إليه الحديث في تصوير بليغ: ((إنما مثلُ الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسكِ إما أن يُحذِيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة)) متفق عليه.واختيار الأصدقاء مسئولية شخصية، قال تعالى: «يا أيُها الذِين آمنُوا اتقُوا الله وكُونُوا مع الصادِقِين» (التوبة: 119)، وكما جاء في الوصية النبوية: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» رواه أبو داود.ومجالسة الأصدقاء والعلاقة المباشرة بهم وجها لوجه لها أثرها الواضح في فكر الشاب ومنهجه، وسلوكه. ومن ثم كان اللقاء والزيارة بين الأصدقاء أدبا راقيا عندما توثق العلاقة بالحب في الله، وفي الحديث «أن رجُلا زار أخا لهُ فِي قريةٍ أُخرى، فأرصد اللهُ لهُ على مدرجتِهِ ملكا، فلما أتى عليهِ قال: أين تُرِيدُ؟ قال: أُرِيدُ أخا لِي فِي هذِهِ القريةِ؟ قال: هل لك عليهِ مِن نِعمةٍ ترُبُها؟ قال: لا، غير أنِي أحببتُهُ فِي اللهِ عز وجل. قال: فإِنِي رسُولُ اللهِ إِليك بِأن الله قد أحبك كما أحببتهُ فِيهِ» رواه مسلموالشباب بحاجة إلى اكتساب ثقافة المجالسة ليتمكنوا من استثمارها فيما يعود عليهم بنتائج قيمة، ويجنبهم الابتذال أو السقوط، وفي تراثنا الإسلامي كتابات ممتعة منها كتاب أدب المجالسة لابن عبد البر القرطبي (المتوفى: 463هـ)، ومما جاء فيه قول عمر بن الخطاب رضِي الله عنهُ: مِما يصفي لك ود أخِيك أن تبدأه بِالسلامِ إِذا لقيته وأن تدعُوهُ بِأحب الأسماء إِليهِ وأن توسع لهُ فِي المجلس.وهناك كتابات عصرية تعنى بالمهارات الاجتماعية التي تعزز الصداقة بين الشباب في لقاءاتهم ومجالسهم ذكروا منها:(أ) المشاركة الاجتماعية social pamicipation سواء في لعبة أو نشاط.(ب) التعاون cooperation وهو يستلزم قدرا من فهم منظور الشخص الآخر، والسعي إلى تلبية الاحتياجات.(ج) التخاطب communiction ويتضمن مهارتي الحديث، والاستماع.(د) التصديق validation أو المساندة الاجتماعية بالاهتمام وتقديم المساعدة.وعندما يحسن الشباب اختيار أصدقائهم، وينتقون أحاديثهم كما تنتقى أطايب الثمر، فالعائد سيكون عالي القيمة، لكن حين يعتادون مجالسة أشخاص فاسدين، فسيكونون عرضة للكثير من المشاكل المتوقعة كالإدمان على التدخين أو المخدرات أو التورط في أوحال الانحراف وغيرها.فليكن دعاؤكم - أعزائي الشباب - كما كان يدعو الصحابي علقمة رضي الله عنه: اللهم يسر لي جليسا صالحا.

مشاركة :