لبنان: الحكومة تحتاج إلى جهد «اكسترا»

  • 6/28/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت – أنديرا مطر | رغم الأجواء الملبدة سياسياً في أفق تشكيل الحكومة اللبنانية التي تجمع القوى السياسية على أن ولادتها باتت تتطلب أسابيع لا أياماً، تتواصل جهود الرئيس المكلف سعد الحريري في تفكيك العقد الظاهرة منها والمخفية. وآخر محاولاته إعداد صيغة جديدة حملها أمس الى رئيس الجمهورية ميشال عون في محاولة لتسهيل ولادة الحكومة المتعثرة، كان مهد لها باتصال مع عون اتفقا خلاله على استكمال مشاورات التأليف. بينما نقلت مصادر قريبة من رئيس الحكومة أن المسودة الجديدة تضمنت تنقيحاً في بعض جوانبها ساهم فيه اجتماع وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي، موفدا من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، برئيس الجمهورية أول من امس الذي وصفه بالممتاز. وقال الحريري بعد لقاء عون: «اقتربنا من الوصول الى الحلّ في موضوع تشكيل الحكومة، وبات قريبا ان يأخذ كل فريق سياسي حصته التمثيلية كما يجب». وأضاف: «اتفقنا على طريقة عمل وسترون النتائج خلال الايام المقبلة، ونحن قريبون والحكومة تحتاج إلى جهد وشغل اكسترا»، مشيرا الى ان «التسوية بين «المستقبل» وفخامة الرئيس قائمة للحفاظ على الاستقرار في البلد، ولا يحاول أحد المسّ به والأمر محسوم». العقدة الدرزية وبينما توقعت المصادر احتمال حلحلة على مستوى عقدة التمثيل المسيحي، وتحديدا القوات اللبنانية، لفتت الى بروز تشدد في تمثيل الطائفة الدرزية، من دون إغفال التباين في نظرة الرئاستين الأولى والثالثة إلى صلاحيات كل منهما في مسألة التأليف. وقد عبر النائب وائل أبوفاعور بعد زيارته امس مفتي الجمهورية عبداللطيف دريان على تمسك الحزب التقدمي الاشتراكي بتمثيل الحصة الدرزية كاملة، لافتاً الى ان التهويل على رئيس الحكومة المكلف «مرة بسحب التفويض، ومرة بمهل غير دستورية، هو من باب الهرطقات الدستورية التي تحفل بها أيامنا السياسية في هذه الفترة. اتفاق الطائف واضح، لا مهلة لدى رئيس الحكومة»، مضيفاً أن هذا التهويل الذي حصل ثم سحب بشكل مخطط له ومدروس هو في غير مكانه على الإطلاق. وعن العقدة الدرزية قال أبوفاعور إن «نتائج الانتخابات واضحة، وعندما نقول احترام نتائج الانتخابات لا تكون هناك عقدة». واصفاً علاقة الحزب التقدمي الاشتراكي برئيس الجمهورية بالباردة «بعدما نالنا من المحيطين بالرئيس في الانتخابات النيابية وفي التشكيل الوزاري من سهام ومن تصويب ومن استهداف»، مضيفا «ان لا شيء اسمه عهد. هناك رئيس جمهورية، ليس هناك مؤسسة اسمها العهد، بل رئيس جمهورية، وهناك حكومة، وبعد الطائف الصلاحيات لدى الحكومة اللبنانية التي تتمثل فيها كل القوى السياسية». وتتجه الأنظار اليوم (الجمعة) الى كلمة أمين عام حزب الله حسن نصرالله التي سيتطرق فيها الى الوضع الحكومي برمته. ونقل مصدر اعلامي مقرب من حزب الله لـ القبس أن الحزب لا يزال يعتبر أن مهلة التأليف هي ضمن الوقت المسموح به، وان كل ما يعترض إنجازها حتى اليوم لا يزال تحت السيطرة. وتوقع المصدر ان يعمد نصرالله الى طمأنة الحريري بأنه لا يبحث عن بدائل له ولو أنها متاحة وذات حيثية شرعية وشعبية، مستنداً (أي المصدر) الى مراجعة النائب جميل السيد لمطالبته قبل يومين بتوقيع عريضة نيابية لإسقاط التكليف وتأكيده انه مستقل ولا يتبع أي مرجعية بعدما لمس استياء من حزب الله على مقترحه. اتفاق معراب وبينما لا تزال الهدنة الاعلامية التي أعلنها رئيس حزب القوات البنانية سمير جعجع سارية المفعول، توزعت تصريحات قيادات التيار الوطني الحر بين من يتبّع نهج رئيس التيار جبران باسيل في نعي اتفاق معراب وبين من لا يزال متمسكا به. وفي هذا الاطار اعتبر عضو تكتل لبنان القوي النائب نقولا صحناوي ان لا تراجع عن تفاهم معراب لأنه ساهم في ترسيخ الاستقرار على الساحة المسيحية وأوقف التشنجات في الشارع، موضحاً في الوقت نفسه أن التفاهم السياسي مع القوات اللبنانية حول دعم العهد وممارسة السياسات في الحكومة ليس قائما حاليا. نازحون يغادرون عرسال في غضون ذلك، تتواصل مغادرة أعداد من السوريين الأراضي اللبنانية عائدين إلى ديارهم. وأمس غادرت قافلة من 370 نازحاً سورياً من المخيمات في بلدة عرسال الى الاراضي السورية، ضمن اتفاق أشرف عليه ونفذه الأمن العام اللبناني. وغادر النازحون، العائدون طوعاً الى قراهم في القلمون الغربي والقصير، مع آلياتهم وممتلكاتهم عبر وادي حميد، وكانت السلطات السورية قد وافقت على ما يقارب 450 اسماً من اصل 3000 تقدموا بطلبات للعودة الى سوريا.

مشاركة :