فقدت الساحة السينمائية التونسية المخرج أحمد حرز الله عن عمر ناهز 82 سنة، وهو من الجيل المؤسس للتلفزة التونسية (الحكومية)، وعرف عنه مساهماته الكثيرة في إخراج وإنتاج كثير من البرامج الثقافية والوثائقية والأعمال السينمائية الأجنبية التي صورت في تونس.ومن أشهر البرامج التلفزية التي أنجزها أحمد حرز الله وتركها في خزينة التلفزة التونسية برنامج «ديوان الفن الشعبي» الذي جاب به كل جهات تونس، وصور ووثق الفنون الشعبية التونسية القديمة، كما كان من مشجعي سينما الهواة ونوادي السينما، وكان من مؤسسي مهرجان قليبية لسينما الهواة سنة 1968، وكان من أبرز الناشطين في جمعية السينمائيين التونسيين الشبان.وعرف عنه تجنب خدمة أي حزب سياسي في زمن كان يصعب على مخرجي التلفزة التونسية عدم الانصياع لأوامر القصر الرئاسي، غير أنّه حافظ على استقلاليته في خدمة عالم الفن السابع.وفي مجال الفن السابع، ساهم المخرج في إنجاز مجموعة مهمة من الأعمال السينمائية التونسية والأجنبية، فقد أخرج سنة 1963، فيلم «الدم العربي الأصيل»، وفيلما وثائقيا بعنوان «حرفيو السعف في نابل»، وشريطا وثائقيا عن قرية «تازركة» التونسية، علاوة على إخراج فيلم «الحج إلى مكة» إلى جانب المخرج التونسي حمادي الصيد، وحاز سنة 1968 على جائزة كبرى من اليابان إثر إخراجه لثلاثة برامج سينمائية تربوية.أمّا على مستوى مساهماته في الأعمال السينمائية التونسية التي صُورت في تونس، فقد أكّد محسن عبد الرحمن الناقد الفني التونسي، أنّ الرّاحل عمل سنة 1959، مساعد مونتاج في فيلم «القائد» للمخرج جيل بونتي كورفو، ومساعد مخرج في الفيلم الشهير «الدلافين» للمخرج فرانشيسكو ماسيلي (1960)، ومساعد مخرج في فيلم «لص بغداد» للمخرج البريطاني آرثور لوين (1961)، علاوة على مساعد مخرج في فيلم «أربعة ليالي مع ألبا» للمخرج بيار لويجي (1962)، إضافة إلى المساعدة في إخراج الفيلم «الفارس» للمخرج فرنسوا ليتريي.وتشكل مختلف هذه المساهمات في عالم الفن السابع، اعترافاً من مخرجين عالميين بأهمية ما قدمه المخرج الراحل أحمد حرز الله في عالم السينما.
مشاركة :