وأخيراً سقطت نظرية غاري لينيكر في الماء، بعد 3 عقود من الزمن! عندما قال مقولته الشهيرة: كرة القدم لعبة يتنافس فيها على الملعب 11 رجلاً ضد 11 رجلاً لكن من يفوز في النهاية هي ألمانيا! ودّع «الناسيونال مانشافات» مونديال روسيا 2018 لأنه ببساطة لا يستحق التأهل إلى الدور الثاني. لقد فقد مواصفات البطل كما خسر كثيراً من قوته ما بين البرازيل 2014 والمونديال الحالي. وألمانيا ليست الأولى في التاريخ التي تودّع المونديال من الدور الأول وهي بطلة النسخة الأخيرة، ففرنسا حاملة لقب 1998 خرجت من الدور الأول في كوريا واليابان 2002، والبرازيل بطل 2002 ودع ألمانيا 2006 من الدور الأول، وبدورها إيطاليا بطلة 2006 خرجت في جنوب إفريقيا 2010 من الدور الأول، وجاء الدور على إسبانيا المتوجة بلقب 2010 لتخرج من الباب الصغير في البرازيل 2014، وها هي ألمانيا اليوم وفية لتاريخ أبطال المونديال تودع روسيا 2018 من دور المجموعات. فهل هي لعنة اللقب؟ في الحقيقة لم يكن خروج المنتخب الألماني مفاجئاً بالنسبة إلى المتابعين بدقة للمباريات الأخيرة لـ«المانشافت»، ففي الوديات كان الأداء ضعيفاً والتناغم بين اللاعبين غائباً. لقد افتقد منتخب الماكينات قوته الهجومية وبات عاجزاً عن تسجيل الأهداف، وهو الملقب بالماكينات! بعد اعتزال الأسطورة كلوزة وتقدم ماريو غوميز في السن حيث بات لاعباً بديلاً في الغالب، وتراجع أداء مولر وماركو رويس ما عاد للألمان قوة تثير رعب الخصوم. ففي المباراة الأولى عجزت الماكينات عن تسجيل ولو هدف واحد في مرمى المكسيك. وفي الثانية احتاج الألمان إلى معجزة وهدية من الحكم الذي أضاف 7 دقائق دون موجب حتى يخطف توني كروس هدفاً في اللحظة الأخيرة، ولكن مع النمور الكورية عجز «الناسيونال مانشافت» عن الفوز وتجرع الهزيمة. خروج ألمانيا المبكر من المونديال يفتح ملف محاسبة المدرب لوف، وأولى النقاط: هل أخطأ عندما لعب كأس القارات العام الماضي بمنتخب الشباب وضيع فرصة الاعتماد على الفريق الأول حتى يكتسب مزيداً من اللحمة والتجانس، بين المواهب الصاعدة دراكسلير وتيمو فيرنير وجوليان برانديت مع المخضرمين غوميز وكروس ورويس وغوميز ونوير ومولر وأوزيل؟ طوال تاريخ كرة القدم تعلمنا دروساً كثيرة من ألمانيا واليوم ننتظر منهم درساً في التعامل مع الأزمة، وهل ثمة أكبر وأشد من الخروج من الدور الأول من نهائيات كأس العالم؟ نترقب كيف سيتصرف الألمان: هل سيُقال خواكيم لوف ويهدم كل ما بناه ويطرد نصف لاعبي المانشافت أم للألمان نظرية أخرى في معالجة الأزمات؟ سقطت نظرية الإنجليزي غاري لينيكر، وسقطت معها ألمانيا من المونديال والدور قادم على منتخبات كبيرة في الأدوار القريبة المقبلة؛ لأن ما ظهر به عمالقة كرة القدم حتى الآن لا يُطمئن.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :