أكد الشيخ عبدالله المناعي خطيب جامع الخالد في خطبة الجمعة أمس: إِنَّهُ لا أَجمَلَ وَلا أَكمَلَ مِن عَدلِ الأَئِمَّةِ وَالوُلاةِ، إِذْ بِهِ يَتَنَزَّلُ في البِلادِ الخَيرُ وَالبَرَكَةُ، وَتُبَثُّ في قُلُوبِ العِبَادِ الطُمَأنِينَةُ، وَمِن ثَمَّ فَقَد كَانَ مِنَ السَّبعَةِ الَّذِينَ يُظِلُّهُمُ اللهُ في ظِلِّهِ يَومَ لا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ. وَإِنَّهُ لَمَّا عَمَّ العَدلُ في الرَّعِيلِ الأول مِن أَئِمَّةِ المُسلِمِينَ، كَثُرَتِ الخَيرَاتُ إِذْ ذَاكَ وَتَنَزَّلَتِ البَرَكَاتُ، وَبَادَلَ المُسلِمُونَ وُلاتَهُم حُبًّا بِحُبٍّ وَنَصَحُوا لَهُم، وَأَعطَوهُم مَا لَهُم مِن حَقِّ السَّمَعِ وَالطَّاعَةِ وَدَافَعُوا عَنهُم، وَلَمَّا تَوَلَّتِ القُرُونُ الأُولى كَانَتِ الدُّوَلُ مَعَ رَعَايَاهَا في مَدٍّ وَجَزرٍ في الاهواز ماذا يحدث، وفي إيران انتهكت حقوق الناس وفي اليمن الصواريخ الباليستية التي تطلقها مليشيات الحوثي المدعومة من إيران التي تهدد الملاحة البحرية في مضيق باب المندب والتدخلات الإيرانية السافرة في شؤون الدول العربية وَاختَلَفَ حكامهم وملاليهم مع شعوبهم عَدلاً وَجَورًا، حَتَّى وَصَلَ النَّاسُ إلى هَذَا العَصرِ من انتهاك لحقوق الإنسان وفي فلسطين الجريحة احتل اليهود أرض فلسطين وعملوا في الفلسطينيين أعظم وأبشع الجرائم في تاريخ الإنسانية. إن حقوق الإنسان هي ما جاء بها الإسلام من السماحة والعدالة والرحمة، يعطف القوي على الضعيف والغني على الفقير لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، بالأخوة الإيمانية تتحقق حقوق الإنسان بالتحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله وطاعة ولي الأمر تتحقق حقوق الإنسان. إِنَّهُ الظُّلمُ وَالطُّغيَانُ، يُهلِكُ الأُمَمَ في الدُّنيَا قَبلَ الآخِرَةِ، وَإِنَّهُمُ الظَّالمُونَ، مُبغَضُونَ في الأَرضِ وَالسَّمَاءِ، لا يُحِبُّهُمُ اللهُ وَلا يَهدِيهِم وَلا يُوَفِّقُهُم، ولم تَزَلْ بلادنا ودولنا العربية في أمْنٍ وسلام وعلى رأسها بلاد الحرمين الشريفين مهبط الوحي هَذِهِ الدَّولَةُ مُنذُ قِيَامِهَا وَللهِ الحَمدُ تَتَفَيَّأُ ظِلَّ دَوحَةِ العَدلِ، وَيحَكُمُ قُضَاتُهَا بِكِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، وَيَجتَهِدُونَ لإِيصَالِ الحَقِّ لِمُستَحِقِّهِ وَرَفعِ الظُّلمِ عَمَّن وَقَعَ عَلَيهِ، وَهُم في ذَلِكَ بَينَ أَجرٍ وَأَجرَينِ، وَمِن ثَمَّ كَانُوا حَقِيقِينَ بِإِجَلالِهِم وَتَقدِيرِهِم وَتَوقِيرِهِم طَاعَةً لِرَسُولِ اللهِ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ وخدمة بيته الحرام. إِنَّ عَلَى الأُمَّةِ أَن تُوَاجِهَ الظُّلمَ وَتُحَارِبَ الظَّلَمَةَ، إِنذَارًا وَاعذَارًا، وَحِفظًا لِسَفِينَةِ المُجتَمَعِ، وَإِلاَّ فَلْتَنتَظِرِ الهَلاكَ جَمِيعًا، فَيَا مَن عَدَا ثُمَّ اعتَدَى، اِتَّقِ اللهَ وَاعلَمْ أَنَّ الظَّالمَ يِأتي يَومَ القِيَامَةِ وَقَد شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، فَيُعطَى هَذَا مِن حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِن حَسَنَاتِهِ، فإن فَنِيَت حَسَنَاتُهُ قَبلَ أَن يُقضَى مَا عَلَيهِ، أُخِذَ مِن خَطَايَاهُم فَطُرِحَت عَلَيهِ، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ. أَمَّا أَنتَ أَيُّهَا المَظلُومُ فَاعلَمْ أَنَّهُ «لا يُحِبُّ اللهُ الجَهرَ بِالسُّوءِ مِنَ القَولِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ» فَارفَعْ شِكَاتَكَ إلى الوُلاةِ، ومجالسهم مفتوحة بالتواصل الذي يؤكد به ويحرص عليه ملكنا المفدى وحكومته الرشيدة والاهتمام الذي يوليه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة مع كافة أبناء البحرين وهذا بشهادة كل مواطن أصيل تربى على هذا النهج أو تقَدّمْ كذلك شكاتك إلى القُضَاةِ، وَإِنْ صَبَرتَ فَأَبشِرْ بِالأَجرِ وَالعِزِّ.
مشاركة :