نفى الكرملين علمه بوجود نية أميركية لعرض «صفقة» حول سورية في القمة المنتظرة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب الشهر المقبل، لكنه أكد أن الموضوع السوري سيبحث في شكل تفصيلي في القمة. وفي حين يتواصل خرق اتفاق وقف التصعيد في جنوب غربي سورية، أعلنت الخارجية الروسية عن تنظيم جولة جديدة من اجتماعات «آستانة» تستضيفها مدينة سوتشي الروسية نهاية الشهر المقبل. وكشف نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين أن لقاء صيغة «آستانة» المقبل حول سورية سيعقد في سوتشي يومي 30 و31 تموز (يوليو) المقبل، وأفاد في تصريحات إلى الصحافيين بأنه «عندما كنا في آخر جولة من آستانة، قررنا أن اللقاء المقبل سيجري في سوتشي في اليومين الأخيرين من تموز، وهذا متفق عليه بالفعل»، وأوضح أن «اللقاء سوف يعقد وفق ذات الصيغة التي عملنا بها منذ البداية، إذ ستكون الدول الضامنة الثلاث (روسيا وتركيا وإيران) وسيكون هناك مراقبون وستكون الأطراف السورية». بدورها، اكتفت أوساط في المعارضة تحدثت إليها «الحياة» بتأكيد أنها «ستدرس تلبية الدعوة لحضور الاجتماع حين توجّه إليها». إلى ذلك، أكد الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أنه «ستتم مناقشة الملف السوري في شكل شامل»، خلال القمة المنتظرة بين الرئيسين الروسي والأميركي. وزاد: «سيجري هناك حديث مفصل حول سورية». وأعرب بيسكوف عن دهشته من أنباء نشرتها قناة «سي أن أن» الأميركية، أفادت بأن ترامب «يخطط لتقديم صفقة حول سورية لبوتين، تتضمن التوصل إلى تدشين مناطق عازلة» جنوب غربي سورية، مع السماح لقوات رئيس النظام السوري بشار الأسد باستعادة المناطق المتاخمة للحدود الجنوبية». وقال بيسكوف: «لا أعرف على أي معلومات تستند سي أن أن، وفيما إذا كان هناك شيء ما وراء هذا الكلام... لا نعرف شيئاً، وهذه الأنباء تثير دهشتنا»، فيما استبعد فرشينين حدوث اشتباك ومواجهة مباشرة بين الجيشين الروسي والأميركي في سورية. وشدد على أن بلاده «تدعو الجميع إلى التنسيق معا ضد الإرهابيين»، وأكد الديبلوماسي الروسي أن روسيا والولايات المتحدة «تملكان قناة جيدة وموثوقة في الاتصالات العسكرية». وزاد: «نحن نتفاعل وننسق معهم (الأميركيين)، بما في ذلك من خلال مركز عمان، حيث نتبادل المعلومات نحن والأميركيون والأردنيون، والحديث هنا يدور عن شمال غربي سورية». في غضون ذلك، أكد نائب وزير الخارجية الروسي خلال محادثات مع رؤساء بعثات الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، على ضرورة القضاء التام على الإرهاب في سورية. وأفادت وزارة الخارجية الروسية في بيان بأن فيرشينين «تناول بالتفصيل خلال هذه المباحثات الأوضاع في سورية مع التأكيد على أهمية هزيمة الإرهابيين تماما فيها، وتفعيل عملية سياسية يقودها السوريون أنفسهم تحت رعاية الأمم المتحدة». وأشار البيان إلى أن فيرشينين «ناقش في هذا السياق مهام إيجاد قرارات متفق عليها حول تسويات سياسية للأزمات الحادة في العالم».